نيويورك تشهد "ثورة نفايات"

نيويورك تشهد "ثورة نفايات"

31 مارس 2024
ستصبح هذه الأكياس السوداء من التاريخ (شارلي تريبالو/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نيويورك تواجه تحدي تراكم القمامة وجذب الفئران، لكنها تبدأ في تطبيق نظام جديد لإدارة النفايات مستلهم من المدن الأوروبية، يشمل استخدام صناديق القمامة في خطوة تُوصف بـ"ثورة نفايات".
- البرنامج التجريبي في هارلم يعتبر جزءًا من خطة أوسع لتحسين إدارة النفايات، مع توجيه للمطاعم والمتاجر لاستخدام صناديق مخصصة ومهلة حتى 2026 للسكان للتكيف مع النظام الجديد.
- تشمل الجهود لإدارة النفايات في نيويورك خططًا لتحويل النفايات إلى طاقة، تعزيز إعادة التدوير، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات، مع التزام المدينة بتحسين جودة الحياة وحماية البيئة.

بالإضافة إلى ناطحات السحاب وسيارات الأجرة الصفراء، أصبحت القمامة جزءاً من المشهد العام في نيويورك، لكنّ هذه الأكوام المكدّسة من الأكياس السوداء التي تجذب الفئران في المدينة ستصبح قريباً من التاريخ، إذ بدأت العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة وضع نظام لصناديق القمامة بهدف تنظيف شوارعها، استناداً إلى نماذج المدن الأوروبية، في ما وصفته السلطات المحلية بأنه "ثورة نفايات".

ومنذ بداية مارس/ آذار الماضي، يُطلب من أكثر من 200 ألف مطعم ومتجر للمواد الغذائية وضع ما يقرب من ثلاثة مليارات طن من النفايات التي ينتجونها كل عام في صناديق القمامة. أمّا السكان فأمامهم حتى عام 2026 للتكيف مع هذا النوع من الصناديق.

وعلى غرار العواصم باريس ومدريد وبوينوس آيرس، أطلقت بلدية نيويورك برنامجها التجريبي في هارلم، وهي منطقة تقع شمال حي مانهاتن. وفي المجمل، سيُخصص أكثر من 150 ألف نقطة وقوف سيارات للحاويات في جميع أنحاء نيويورك، ما أثار مخاوف السكان في مدينة مزدحمة بالفعل.

وسرعان ما تبددت المخاوف بعد النتائج الأولى للعملية.

ويصف رون جيمس، المقيم في حي هارلم، ما يحصل بأنه "تغيير". ويقول: "في السابق، عندما كنت أعود إلى المنزل في المساء، كنتُ أُضطر في الكثير من الأحيان إلى السير على الطريق لتجنب الجرذان. أما الآن، فلا أكاد أرى أيّاً منها".

هذه المدينة التي يقطنها 8,5 ملايين نسمة وتستقطب ملايين السياح، تولّد حوالي 20 مليون طن من النفايات يومياً، أكثر من نصفها مصدره الشركات، بحسب بلدية نيويورك.

وبهدف إثارة صدمة السكان وإقناعهم بأهمية الخطوة، اعتمد المجلس البلدي صورة تشبيهية لتوضيح الوضع: إذا وُضعت هذه النفايات في خط مستقيم، فإنها ستمتد على مسافة 43 كيلومتراً، أو أكثر من محيط مانهاتن، وهي جزيرة يقطنها أكثر من 1،7 مليون نسمة.

وفي واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم، حيث المباني العملاقة ملتصقة بعضها ببعض، تدير البلدية النفايات المنزلية ونفايات المؤسسات العامة، في حين أن الشركات لديها نظام جمع خاص بها. ومن الناحية العملية، لا يمكن وضع الحاويات إلا على الأرصفة، ما يحرم المشاة من مساحة تُخصص لهم في العادة، أو على الطريق، ما يزيد من تعقيد حركة المرور.

وفي بعض الأحياء، تشغل الحاويات نسبة 25 في المائة من الأرصفة، بحسب السلطات. وتستعد المدينة أيضاً لنشر شاحنات مجهزة لرفع الحاويات وتفريغها، في حين لا يزال التجميع يتم يدوياً حتى اليوم، كيس قمامة تلو الآخر.

وتقول رئيسة إدارة النظافة في المدينة جيسيكا تيش إن هؤلاء العمال "يستحقون حلّاً يحمي أجسامهم"، كما يستحق سكان نيويورك أن "نجد طريقة لتنظيف شوارعهم".

ومنذ إغلاق أكبر مكب للنفايات في العالم عام 2001 في جزيرة ستاتن جنوب مانهاتن، تُرسَل كل نفايات المدينة إلى شبكة من مرافق لتحويل النفايات إلى طاقة ومطامر في جميع أنحاء البلاد، من نيوجيرسي إلى كارولاينا الجنوبية.

وتشكل معالجة هذه الكتلة من النفايات "مشكلة كبيرة"، بحسب الأستاذ في جامعة كولومبيا والمتخصص في سياسات التنمية المستدامة ستيفن كوهين. ويوضح: "لا أحد يريد أن يكون بالقرب من محطة لمعالجة النفايات". وأمّا هو، فقد حان الوقت لتحويل النفايات إلى مصدر للطاقة، خصوصاً بفضل الذكاء الاصطناعي، في حين يعاد تدوير "أقل من 10 في المائة من النفايات".

وبدأت المدينة بالفعل تنفيذ خطة لتجهيز نفسها بصناديق سماد خاصة، والتي ستكون إلزامية اعتباراً من العام المقبل. وأمّا ستيفن كوهين، فـ"يستغرق الأمر وقتاً" لتغيير العادات. ويقول "إن تغييراً بهذا الحجم في مدينة بهذا الحجم سيستغرق سنوات حتى يصبح محسوساً بالفعل".

(فرانس برس)

المساهمون