نازحون في إدلب السورية: اللقاح هو الحل للخلاص من كورونا

نازحون في إدلب السورية: اللقاح هو الحل للخلاص من كورونا

16 أكتوبر 2021
الشائعات حول اللقاحات حالت دون تلقي الكثيرين إياها في إدلب (عمر حج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت وتيرة الإصابات بفيروس كورونا في إدلب شمال غربي سورية، مع حلول شهر أكتوبر/ تشرين الأول، حيث وصل عدد المصابين للذروة، بينما تجاوزت نسبة إشغال أسرة العناية المركزة وأجنحة المستشفيات المخصّصة لتعافي فيروس كورونا ذروتها. هذا الأمر دفع السكان والنازحين في مناطق ريف إدلب إلى التوجه لتلقي اللقاح المضاد للفيروس في المراكز المخصّصة له في المنطقة.

أحمد العيدو نازح من منطقة سنجار التابعة لمنطقة معرّة النعمان، جنوبي محافظة إدلب، يقيم في الوقت الحالي مع عائلته بمدينة الدانا شمال غربي المحافظة، كان متردداً في الحصول على اللقاح، لكن مع ارتفاع معدل الإصابات أخيراً، يوضح لـ"العربي الجديد" أنه سيتلقى لقاح كورونا، وذلك لحماية والديه المسنّين، اللذين لم يتلقيا أيضاً اللقاح حتى اللحظة. ويضيف: "سأتوجه لأقرب مركز لقاح يوم الاثنين المقبل، لتلقي الجرعة الأولى، إذ لا سبيل للخلاص من الفيروس إلّا بذلك".

وبحسب العيدو، فإنّ الشائعات العديدة التي يتداولها الناس في إدلب حول اللقاحات "تحول دون توجّه فئة كبيرة لتلقيه، لا سيما تلك المتعلقة بالآثار الجانبية للقاح وموثوقيته"، بالرغم من تأكيد الدراسات أنّ اللقاح آمن.

الخمسيني عماد أبو خليل، يقيم في مخيم قريب من مدينة الدانا مع عائلته، تلقى الجرعة الأولى من اللقاح منذ فترة قصيرة، كما يخبر "العربي الجديد"، ولم يعانِ من أي عوارض جانبية مزعجة. هو فقط شعر بألم خفيف مكان تلقي الحقنة أعلى الذراع الأيسر، ولفت إلى أنه شعر بالخوف قبل تلقي اللقاح، بسبب ما كان يشاع عنه.

لكن أبو خليل يؤكّد الآن أنّ الأمر طبيعي للغاية، فبعد تلقيه اللقاح بساعات شعر بألم مكان وخز الحقنة، وارتفاع في درجة الحرارة زال خلال فترة وجيزة. وقال: "كنت أسمع الكثير من الشائعات حول اللقاح، لكن تبيّن أنها لم تكن سوى كلام فارغ مقارنة بالإصابة بالفيروس وخطر الموت به".

وبلغ إجمالي الجرعات المستهلكة من لقاح فيروس كورونا حتى 12 أكتوبر/ تشرين الأول 107 آلاف و729 جرعة، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح 83 ألفاً و582 شخصاً، منهم 53592 شخصاً حصلوا على جرعة واحدة من اللقاح، أما عدد الأشخاص الحاصلين على جرعتين فبلغ 29890 شخصاً، وذلك وفق إحصائية صدرت عن مديرية الصحة في إدلب.

وشهدت الأيام الخمسة الماضية انخفاضاً في أعداد الإصابات اليومية في عموم مناطق شمال غربي سورية، حيث انخفض عدد المصابين اليومي عن ألف إصابة، في الوقت الذي تبذل فيه الجهات الصحية جهداً لتوفير أسطوانات الأكسجين لمصابي الفيروس، إضافة إلى أجهزة التنفس الصناعي. وسلّمت مديرية صحة إدلب أربعة أجهزة تنفس صناعي للمستشفيين المخصصين لعلاج مصابي كورونا في مدينة جسر الشغور والكارلتون، قدمتها مديرية الدفاع المدني السوري، تزامناً مع النقص الحاد الذي تعاني منه المستشفيات بمعظمها في أجهزة التنفس الصناعي.

المساهمون