مهاجرون لبنانيون عالقون في بحر اليونان

مهاجرون لبنانيون عالقون في بحر اليونان.. الموت يهدّدهم

05 سبتمبر 2022
الجيش اللبناني في مهمة سابقة للبحث عن مهاجرين بعد غرق قاربهم (أحمد سعيد/الأناضول)
+ الخط -

لا تزال وتيرة الهجرة غير النظامية التي تنطلق من الشواطئ اللبنانية باتجاه أوروبا بالدرجة الأولى، تسجِّل ارتفاعاً ملحوظاً رغم المخاطر الكبيرة التي ترافقها والأحداث الأليمة التي تسببها وآخرها "زورق الموت" الذي غرق وعلى متنه عائلات كانت تبحث عن حياةٍ تُعاش بكرامة في ظل الفقر والجوع وانعدام أبسط الحقوق ومقومات الصمود في لبنان.

وقبل أيام، غادر مركبٌ من الشواطئ اللبنانية باتجاه السواحل الأوروبية، بيد أنه علق في البحر بعدما تعطّل وهرب القبطان ومساعدوه في ساعات الليل، في حين ترفض المراكب التجارية العابرة تقديم المساعدة، وهو ما يؤكده الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير لـ"العربي الجديد".

ويقول: "نحاول التواصل مع الجهات المعنية في أثينا اليونانية وتحديداً السفيرة اللبنانية لنبعث لها موقع المركب، وكذا خفر السواحل باليونان، بهدف مساعدة الأشخاص العالقين وعددهم حوالي 60 شخصاً معظمهم من اللبنانيين".

ويلفت اللواء خير في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنه تواصل مع أكثر من شخص على متن المركب منهم خالد، وهو من بلدة ببنين – عكار شمالي لبنان، الذي طلب منه المساعدة وإيجاد من يستقبلهم، وإنقاذهم سريعاً.

ويشير إلى أن المركب كان، أمس، قريباً من مالطا الإيطالية، واقترب اليوم من اليونان، وهم لا يعلمون موقعه بالتحديد، ويأمل أن يبقى جهازهم مفتوحاً لمعرفة النقطة الموجودين فيها، لافتاً إلى أن المشكلة تكمن في دول الاتحاد الأوروبي التي ترفض استقبال المهاجرين، وللأسف، المراكب العابرة أيضاً لا تقترب منهم أو تمد يد العون لهم رغم الظروف الصعبة التي يمرّون بها، وأنهم معرضون لخطر الموت حالياً وليس بحوزتهم حتى طعام للصمود.

ويقوم حساب "Alarm Phone" عبر موقع "تويتر" المتخصص بـ"دعم الأشخاص الذين يعبرون البحر المتوسط إلى الاتحاد الأوروبي"، كما يُعرِّف عن نفسه، بنشر آخر التطورات حول المركب، ورصد موقعه، وفي آخر تغريدة له، أكد أن الأشخاص لا يزالون في البحر وهم في المياه اليونانية، وقد مرّت سفن تجارية عدّة بالقرب منهم من دون مساعدتهم، داعياً إلى التحرك فوراً وبدء مهمة الإنقاذ لأن أي تأخير يمكن أن يكلّف عشرات الأروح.

وقال القائمون على الحساب إن "أقارب الركاب الذين غادروا لبنان قبل 10 أيام تقريباً يتصلون بهم للاستفسار عن مصير الأشخاص الذين فقدوا الاتصال بهم منذ أكثر من ست ساعات، وقد جاءت سفن تجارية تحمل علم مالطا وغادرت من دون تدخل، ولقد مرّ أكثر من 30 ساعة منذ إنذارنا الأول، فأين الإنقاذ؟"، مشيرين إلى أن "الماء تسرب إلى القارب، والركاب بحاجة إلى مساعدة عاجلة، فهم بلا طعام ولا مياه".

وكان وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراخي أعلن، الأحد، أن بلاده منعت دخول أكثر من 150 ألف مهاجر سري عند حدودها البرية والبحرية منذ بداية العام.

وقال نوتيس ميتاراخي لصحيفة "إليفتيروس تيبوس"، إنه "منع دخول 154102 مهاجر غير نظامي منذ بداية العام. وحاول 50 ألف مهاجر دخول اليونان في شهر أغسطس/آب وحده". وذلك وفق ما نقلت "فرانس برس".

ولم يندمل بعد جرح شمالي لبنان، الذي عاش خيبة جديدة بعدما فشلت مهمة غواصة الإنقاذ في انتشال زورق الموت الذي غرق في 23 إبريل/نيسان الماضي، وعلى متنه أكثر من ثمانين شخصاً، نجا منهم 45، كما تم انتشال الضحايا الذين يزيد عددهم عن 30 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال.

وتنشط عمليات الهجرة غير النظامية من الشمال خصوصاً إلى دول أوروبية، وكان الجيش اللبناني أوقف قبل حوالي الأسبوعين، في بلدة تبنين – عكار أيضاً حوالي 113 شخصاً بينهم رجال ونساء وأطفال من الجنسيات اللبنانية والسورية والفلسطينية بسبب تحضيرهم لهجرة سرية عبر البحر.

المساهمون