منظمة الصحة العالمية: المساعدات الطبية جاهزة للانطلاق عند معبر رفح

منظمة الصحة العالمية: المساعدات الطبية جاهزة للانطلاق عند معبر رفح ولا بدّ من إدخال الوقود

19 أكتوبر 2023
شاحنات مساعدات مخصّصة لقطاع غزة تنتظر "الضوء الأخضر" عند معبر رفح (الأناضول)
+ الخط -

أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، بأنّ خمس شاحنات محمّلة بالإمدادات الطبية جاهزة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، في حين رحّبت بإعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنّها لن تمنع دخول المساعدات، لا سيّما المياه والغذاء والأدوية، إلى القطاع المحاصر انطلاقاً من معبر رفح. لكنّها طلبت، في الوقت نفسه، بإرسال المساعدات يومياً والسماح بوصول الوقود كذلك.

وكانت قناة "القاهرة الإخبارية" المقرّبة من السلطات المصرية قد أفادت، في وقت سابق اليوم، بأنّ معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة سوف يُفتَح غداً الجمعة، مشيرة إلى أنّ السلطات الإسرائيلية وافقت بداية على السماح بمرور 20 شاحنة تحمل مواد إغاثة.

وشدّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي عُقد في جنيف، على أنّ شاحنات المساعدات العشرين المقرّرة حالياً لا تفي بالحاجة، مطالباً السلطات الإسرائيلية بالسماح بدخول الوقود إلى قطاع غزة في إطار المساعدة الإنسانية التي يجب أن "تدخل يومياً" إلى القطاع الفلسطيني المحاصر من أجل تلبية احتياجات سكانه.

وأوضح غيبريسوس أنّ "الوقود ضروري من أجل تشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطّات تحلية المياه، ونحن نحثّ إسرائيل على إضافة الوقود إلى الإمدادات المنقذة للحياة المسموح بدخولها إلى غزة".

وإذ أكد المسؤول الأممي أنّ "شاحناتنا محمّلة وجاهزة للانطلاق"، عبّر عن أمله في تسليم الإمدادات بمجرّد فتح معبر رفح. وتمنّى أن "يجري ذلك غداً"، مضيفاً "نحثّ أولئك الذين يستطيعون القيام بذلك (السماح بمرور المساعدات الإنسانية) على جعل ذلك يحدث، من فضلكم، لتجنّب المأساة التي تنتظرنا".

ويأتي استعجال غيبريسوس في إطار الأمل بتجنّب الكارثة المتوقّعة التي حذّرت منها أكثر من جهة معنيّة. يُذكر أنّ المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري حذّر بدوره، أخيراً، من تحوّل نقص المياه والكهرباء والوقود في قطاع غزة المحاصر إلى "كارثة حقيقية".

"تجاوزنا حافة الهاوية"

من جهته، أشار المدير التنفيذي لبرامج الطوارئ الصحية لدى منظمة الصحة العالمية مايكل راين إلى أنّ الوقود نفد من مستشفيات غزة قبل أيام. وأكد: "لقد نفد الوقود. ولم تتبقَّ إلا كميات ضئيلة تعيد وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تخصيصها (للحاجات الضرورية)، في محاولة يائسة لتوفير وقود إضافي لبضعة أيام، حيث يمكن القيام بذلك". أضاف "لقد تجاوزنا حافة الهاوية منذ فترة طويلة".

ورأى راين أنّ الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات عبر الحدود المصرية لا بدّ من أن تذهب إلى ما هو أبعد من القافلة الأولى، مضيفاً "نحن في حاجة إلى التأكّد من أنّ الممرّ هو ممرّ. يجب أن تتحرّك المساعدات الإنسانية كلّ يوم"، مشيراً إلى أنّ "20 شاحنة هي قطرة في محيط من الحاجة الآن في غزة".

وشدّد راين على أنّها "لا ينبغي أن تكون 20 شاحنة، بل يجب أن تكون 2000 شاحنة"، وتابع "نأمل أن يتحوّل هذا التنقيط إلى نهر من المساعدات يتدفّق في الأيام المقبلة".

وسوف تكون عملية تسليم المساعدات المُشار إليها الأولى من نوعها إلى قطاع غزة، بعدما كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت فرضها "حصاراً شاملاً" على القطاع المكتظّ الذي يعيش فيه نحو 2.3 مليون نسمة. وبالفعل، قطعت عنه كلياً إمدادات الكهرباء وأوقفت إدخال المواد الغذائية والوقود إليه، رابطة ذلك بعملية "طوفان الأقصى" التي أُطلقت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. يأتي ذلك كأنّما الاحتلال الإسرائيلي في حاجة إلى مبرّرات للتضييق أكثر على القطاع الذي يُمعن في محاصرته منذ نحو 16 عاماً.

ويشنّ الاحتلال الإسرائيلي ضربات جوية عنيفة على قطاع غزة لليوم الثالث عشر على التوالي، في حين حذّرت الأمم المتحدة أكثر من مرّة من "كارثة إنسانية" في غزة.

تجدر الإشارة إلى أنّ غيبريسوس كان قد حذّر، أمس الأربعاء، من أنّ الوضع في قطاع غزة "يخرج عن السيطرة"، بسبب العجز عن إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم. وأوضح غيبريسوس في منشور له على منصة "إكس": "نحن نخسر أرواحاً مع كلّ ثانية نتأخّر فيها قبل إدخال المساعدة الطبية"، مشدّداً على أنّ الإمدادات الطبية عالقة منذ أيام عند الحدود بين مصر وقطاع غزة. وشدّد قائلاً: "نحتاج إلى دخول فوري لبدء توصيل إمدادات منقذة للحياة".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون