مصر: النيابة العامة تطعن في قضية "سيدة الكرم"

مصر: النيابة العامة تطعن في قضية "سيدة الكرم"

18 ديسمبر 2020
صورة سعاد ثابت المتداولة في وسائل التواصل (Getty)
+ الخط -

أمر النائب العام المصري بتكليف المكتب الفني في مكتبه بدراسة أوجه الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين في الواقعة المعروفة بـ"سيدة الكرم"، وذلك فور إيداع محكمة الجنايات التي أصدرت الحكم أسبابه. وذلك في القضية التي يعود تاريخها لأربع سنوات مضت، عندما اعتدى عدد من الرجال على سيدة مسنة اسمها سعاد ثابت، وقاموا بتعريتها في الشارع أمام المارة بمحافظة المنيا في صعيد البلاد.

وبرأت محكمة الجنايات في مصر ثلاثة متهمين في القضية المعروفة إعلامياً بـ"تعرية سيدة الكرم"، التي وقعت في أعقاب حدوث مشاجرة قبل أكثر من 4 أعوام.

وقضت محكمة الجنايات، يوم الخميس، ببراءة شقيقين ووالدهما بعد صدور حكم غيابي بمعاقبتهم بالسجن 10 أعوام في الدرجة الأولى من التقاضي حيث كان قد صدر حكم في 11 يناير/ كانون الثاني الماضي بمعاقبة المتهمين الثلاثة بالسجن المشدد 10 سنوات ودفع تعويض بـ100 ألف جنيه، على المتهمين في القضية.

 

وجاء هذا الحكم بعدما تنحّى عدد من القضاة المصريين عن نظر القضية "لاستشعارهم الحرج"، ففي سبتمبر/ أيلول الماضي، وللمرة الثانية، تنحت المحكمة عن قضية "سيدة الكرم"، وقررت إحالة القضية لدائرة جديدة. بينما استشعرت هيئة المحكمة الحرج، المرة الأولى في مارس/ آذار 2019 وقررت هيئة محكمة جنايات المنيا التنحي عن نظر القضية لاستشعارها الحرج وأحالت القضية لدائرة جديدة خرجت بالقرار نفسه للمرة الثانية.

 

تعود القضية إلى عام 2016، على خلفية تجريد سيدة مسنة من ملابسها تماماً في قرية أبو قرقاص بمحافظة المنيا بصعيد مصر، في سياق انتقامي من ابنها الذي مارس علاقة مع سيدة مسلمة.

 

كانت قرية الكرم بمركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا قد شهدت يوم الجمعة 20 مايو/ أيار 2016 اعتداءات طائفية على عدد من سكان القرية المسيحيين، على خلفية شائعة بوجود علاقة عاطفية بين مسيحي يدعى أشرف دانيال عطية وسيدة مسلمة، إذ قام العشرات من مسلمي القرية بنهب وحرق 5 منازل مملوكة لمسيحيين، وإصابة ثلاثة أشخاص، كما تم الاعتداء على السيدة سعاد ثابت والدة المسيحي المتهم، وتجريدها من ملابسها أمام منزلها، بالإضافة إلى تنظيم مسيرات جابت شوارع القرية، تخللها ترديد هتافات غاضبة وعدائية تجاه المواطنين المسيحيين بالمجمل.

 

بدأت الأحداث في قرية الكرم والتي تبعد مسافة أربعة كيلومترات من مدينة الفكرية، مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، بعد شائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة، وقد تعرض المسيحي للتهديد، ما دفعه لترك القرية، بينما قام والده ووالدته يوم الخميس 19 مايو/ أيار 2016 بتحرير محضر بمركز شرطة أبوقرقاص يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي.

وفي اليوم التالي للبلاغ، توجّهت مجموعة يحمل أفرادها أسلحة متنوّعة وتعدوا على سبعة من منازل الأقباط وأضرموا النار في بعضها، وجردوا والدة الشاب من ملابسها تماماً وسحلوها في الشارع، بحسب البيان الصادر عن مطرانية المنيا حينها.

وفي فبراير/ شباط 2020، نظّمت جلسة صلح عرفية بمنزل عمدة قرية الكرم، تم خلالها تصالح بين المتهمين والأقباط المجني عليهم أصحاب المنازل التي تعرضت للحرق والنهب فيما عدا دانيال عطية زوج السيدة التي تمت تعريتها، إذ تمت كتابة محضر بالتصالح لتقديمه إلى هيئة المحكمة، على أن يَعدِل الأقباط عن أقوالهم. وأفاد عدد من المجني عليهم بأنه منذ الأحداث، وهناك شبه مقاطعة لهم، ولديهم تخوف كبير من قيام أهالي القرية المسلمين بالاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم في حال صدور أحكام بالإدانة في القضية، لا سيما بعد صدور حكم غيابي بالحبس 10 سنوات على ثلاثة متهمين في قضية التعرية، وهم أيضاً ضمن قائمة المتهمين في قضية الاعتداءات.

المساهمون