مزارع فلسطيني يُنشئ بنكاً للبذور البلدية حِفاظاً على جودة المحاصيل

مزارع فلسطيني يُنشئ بنكاً للبذور البلدية حِفاظاً على جودة المحاصيل

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
07 ابريل 2021
+ الخط -

 

يحرص المزارع الفلسطيني، سلامة مهنا (أبو هاني)، من منطقة القرارة، إلى الشرق من مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، على تجميع أصناف البذور الزراعية، داخل "بنك البذور البلدية" في مساحة خصّصها وسط أرضه، بهدف الحفاظ على جودتها، وعلى توافرها في مختلف المواسم الزراعية.

وتتلخّص فكرة إيجاد مكان لتجميع تلك البذور، وفق البيئة المناسبة لها، تحت مسمى "بنك البذور"، في إقراض المزارعين كميات محدّدة من البذور المطلوبة، التي يتم توفيرها بناء على المواسم الزراعية، مقابل إعادة إرجاع الكمية ذاتها بعد نهاية الموسم والاستفادة منها، تجهيزاً لإعادة إقراضها لمزارعين آخرين.

يصفّ أبو هاني أصناف البذور  جنباً إلى جنب، على رفوف خشبية متراصة، بعد وضعها في أوانٍ بلاستيكية لحفظها من التلف، أو في أكياس للكميات الكبيرة، فيما يتم وضع بعض أصناف البذور  التي تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة في الثلاجة.

بنك البذور- غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(العربي الجديد)

 

ويعمل المزارع الفلسطيني الذي بدأ بتجميع البذور قبل نحو عامين على تغذية فكرته، عبر زيادة أصناف البذور التي وصلت حتى اللحظة إلى 32 صنفاً من البذور الزراعية البلدية، بهدف إيجاد قاعدة أمان مريحة للمزارعين، تمكّنهم من الحصول على مختلف أصناف البذور في أي وقت من الأوقات، دون عناء.

وتضمّ الرفوف عيّنات من البذور البلدية، ومنها البامية، البقدونس، السبانخ، السلق، الجرجير، الجرادة، اللوبيا البيضاء، اللوبيا الحمراء، الشومر، الحماصيص، الخبيزة، البطيخ "الشلين البلدي القديم والملالي" القرع، اليقطين، الحمص، الشمام، الليف، اللفت، الريحان، الفجل، البصل، وغيرها.

ويوفّر "بنك البذور" كذلك العديد من أصناف القمح، منها "الدِبية، مايك، أم الربيع، الهيتية والهيتية البيضاء"، بينما تمّ التواصل مع مزارعين من الضفة الغربية لتوفير بذور بلدية متنوّعة بهدف تطعيم المحاصيل الزراعية، إذ تمّ توفير مجموعة بذور منها "لسان الثور، السلق البلدي، السبانخ البلدي، اللفت البلدي القديم، وغيرها"، فيما يتطلع مهنا إلى زيادة أنواع البذور، علاوة على زيادة أصناف بذور الصنف الواحد.

قضايا وناس
التحديثات الحية

 

ويوضح مهنا (65 عاماً) لـ "العربي الجديد" أنّ المشروع بدأ عام 2019، من أجل حماية البذور البلدية من الاندثار، خاصة في ظلّ الاعتماد الرئيسي على البذور المهجّنة، وقد تمّت الاستعانة ببعض المهندسين الزراعيين بهدف تجميع البذور البلدية، والتعريف بأهميتها وفائدتها ومزاياها المختلفة عن باقي البذور.

أما فيما يتعلق بعملية التسليف والإرجاع، فيقول المزارع إنّه يتم التواصل مع المزارعين أصحاب بعض أصناف البذور البلدية، للاستفادة منها، وفق آلية تبادل المنفعة، كما يقوم في المقابل المزارعون المستفيدون بالتواصل مع "بنك البذور"، للحصول على أصناف معينة، يتم الاتفاق على آلية سدادها مجدداً نهاية الموسم. ويقول أبو هاني: "لمسنا تعاوناً كبيراً من جميع المزارعين، داخل منطقة القرارة وخارجها".

وعن ميزة الزراعة باستخدام البذور البلدية، بدلاً من تلك المهجنة، يقول مهنا إنّها تعيش في الأجواء القاسية، إلى جانب أنها تتحمّل الجفاف، وتقاوم الأمراض، علاوة على أنها ذات رائحة ونكهة أفضل، ما يُساهم بتحسين جودة المحاصيل الزراعية.

 

بنك البذور- غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(العربي الجديد)

 

ولا يتطلّع المزارع أبو هاني إلى الاستفادة المادية من المشروع، إذ إنه لا يحصل على أي مقابل مالي من عملية تسليف المزارعين البذور، سوى أنها تعود إليه مجدداً، فيما يتم تسليفها على الفور لمزارع آخر، ما يضمن استمرار الاستفادة منها، ونقل البذور بين المزارعين.

ويعمل مهنا وفق آليات بسيطة، إذ قام بتسليم قرابة 1200 كيلوغرام من البذور المُختلفة، وأبرزها القمح وأصناف أخرى إلى المزارعين، فيما تتم الموافقة على طلب المزارع بعد دراسة، تستند إلى معايير محددة، تراعي الأرض وطريقة الزرع ودرجة الأمان.

ويقول المُزارع الفلسطيني يوسف الأسطل، والذي حصل على نحو 100 كيلو من بذور القمح البلدي من "بنك البذور"، إنّ البذور البلدية تمنح المزارع مساحة أمان أكبر من البذور الأجنبية، والتي قد تكون غير صالحة في الزراعة، إلى جانب أنّ العديد من البذور المُهجنة لم تثبت جودتها في العديد من المواسم السابقة.

فيما يوضح المُزارع حازم أبو هداف، لـ "العربي الجديد"، أنّ البذور المستوردة والمصنّعة والمعدّلة تمّ تهجينها لتتناسب مع أصناف محدّدة من التربة، والمناخ، فيما تستطيع البذور البلدية التأقلم مع أيّ مناخ وتقاوم الأمراض والمبيدات، آملاً أن يتوسّع عمله ليشمل مختلف المشاريع الزراعية في المناطق الشرقية.

ذات صلة

الصورة
هاريس رئيس وزراء أيرلندا الجديد (فرانس برس)

سياسة

حذّرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس الوزراء الأيرلندي من خطر الوقوف "على الجانب الخاطئ من التاريخ"، وهاجمته خصوصاً لأنّه لم يذكر في خطابه الرهائن في غزّة.
الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.

المساهمون