مخيمات منكوبي الزلازل في تركيا تستعد للتعافي خلال رمضان

مخيمات منكوبي الزلازل في تركيا تستعد للتعافي خلال رمضان

22 مارس 2023
يحاول المنكوبون استعادة البسمة والحياة الطبيعية مع روحانيات شهر رمضان (الأناضول)
+ الخط -

تستعد مخيمات إيواء المنكوبين من الزلازل المدمرة في تركيا للتعافي من آثار الكارثة عبر التحضير لاستقبال شهر رمضان وإقامة الصلاة وتلاوة القرآن الكريم في 80 خيمة معدة كمساجد.

ويبدأ شهر رمضان غداً، الخميس، ويسعى المتضررون من الزلازل إلى استثماره روحيا بالإكثار من الصلاة والعبادة، ولهذا يُجري القائمون على المخيمات تحضيرات مكثفة لتهيئة الأجواء الرمضانية.

وتتنوع الاستعدادات بين إعداد المساجد وترتيبها وتنظيفها وتحضيرات تشمل فترتي الإفطار والسحور، إلى جانب إعداد إجراء المقابلة (تلاوة القرآن الكريم) في أوقات مخصصة للرجال والنساء في المساجد، وهو ما يحدث في مخيم إصلاحية للنازحين بولاية غازي عنتاب (جنوب)، وباقي المخيمات.

وفي 6 فبراير/ شباط الماضي، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية زلزال بقوة 7.7 درجات وأعقبه آخر بقوة 7.6 درجات، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

الصورة
مفتي ولاية غازي عنتاب  حسين هازرلار  (الأناضول)
مفتي ولاية غازي عنتاب حسين هازرلار (الأناضول)

مفتي ولاية غازي عنتاب حسين هازرلار كشف عن إنشاء جوامع وخيم للإفطار تقدم الخدمات للمنكوبين، قائلاً: "دخلنا في المرحلة المعنوية لشهر رمضان، وسنحاول الاستفادة من أجواء الشهر الكريم الذي يحسن الروح لتخفيف آلام وأحزان المنكوبين، وتُجرى التحضيرات بشكل كبير في منطقتي إصلاحية ونور داغ المنكوبتين في الولاية".

وأوضح هازرلار طبيعة التحضيرات قائلا: "تم تنظيف الجوامع الأقل تضرراً وإعدادها للعبادة، وبدلاً عن الجوامع المتضررة تم إنشاء خيم على شكل مساجد في المدن ومخيمات الإيواء المختلفة كي يعيش المنكوبون أجواء رمضان بأجمل شكل وكما يتمنون".

كما "جرى إعداد الأجواء المناسبة لاستكمال دورات القرآن للأطفال في 19 مركزاً بالمنطقتين، وهناك مساجد مخصصة للنساء، وسيتم إجراء برامج المقابلة (تلاوة القرآن)، وبالتالي ستكون الأجواء المناسبة المثالية لرمضان متوفرة"، وفقاً لهازرلار.

الصورة
تركيا.. مخيمات منكوبي الزلازل تستعد للتعافى برمضان (الأناضول)
ترتيب الطاولات والمقاعد في خيم الإفطار (الأناضول)

80 خيمة مسجد

وأضاف المفتي أنه "تم إنشاء خيم الإفطار في نورداغ وإصلاحية، وسيتم تقديم الأطعمة فيها، وستتم تلاوة القرآن قبل الإفطار، إضافة للأناشيد الدينية وأحاديث رمضانية، وسيكون هناك حرص على مواصلة مسح آثار الحزن"، مضيفاً أنّ "السلطات عملت على تأسيس قرابة 80 خيمة مسجد وجرى إيصال جميع الخدمات إلى القرى (المتضررة) كلها، وسيشكل الشهر الجديد بالنسبة لنا شهرا للرحمة والأمل والصمود بإذن الله".

وأشار إلى أنّ "جميع أنظمة الصوت في الجوامع المتضررة جرى إصلاحها، وسيتم رفع الأذان والصلوات خلال الشهر الفضيل في الجوامع والمساجد بكل أرجاء المخيمات والقرى"، بحسب المفتي.

"المقابلة القرآنية"

وفي منطقتي نورداغ وإصلاحية، أجرى أعضاء ومتطوعون في وقف الديانة التركي أعمال التنظيف والترتيبات اللازمة لاستكمال الاستعدادات للشهر المبارك، كما جرى التأكد من عمل أنظمة التدفئة بشكل جيد في المساجد، ووضع سجادات الصلاة في أماكنها، وتحضير المصاحف للبدء بتلاوة القرآن الكريم مع بدء الشهر الفضيل.

وفي مخيم إصلاحية، أفاد القائمون على المسجد بأنّ المقابلة القرآنية ستبدأ مع بداية الشهر الكريم عقب صلاة الفجر للرجال، بينما جرى تخصيص ساعة قبل الظهر للنساء لتلاوة المقابلة.

الصورة
تركيا.. مخيمات منكوبي الزلازل تستعد للتعافى برمضان (الأناضول)
تتواصل في المخيمات دروس تحفيظ وتعليم القرآن للأطفال في أماكن مخصصة (الأناضول)

وتتميز تركيا بعادات روحانية رمضانية عديدة، منها "المقابلة"، وهي ختمة قرآنية جماعية تتم بشكل جهري في كل جوامع ومساجد البلاد تقريباً، وأيضاً في البيوت بمشاركة مختلف الأعمار.

و"المقابلة" عادة مستمرة منذ زمن العثمانيين، ولها جذور قديمة تمتد إلى زمن الرسول محمد، حين كان يتلو القراء والحافظون من صحابته القرآن فيتأثر به الرسول والسامعون.

إفطار ودروس

وفي مخيمات الإيواء جرى ترتيب الطاولات والمقاعد في خيم الإفطار، والتي تنتظر الصائمين مع أذان المغرب لتناول وجبة الإفطار ثم السحور، والقيام بأنشطة مختلفة في الوقت نفسه، كما تتواصل في المخيمات دروس تحفيظ وتعليم القرآن للأطفال في أماكن مخصصة، في وقت تسود فيه أجواء الشهر الكريم بين المنكوبين مع آمال بأن تكون أيام خير وسلام وأمن لهم هذا العام.

وعبر تلك التحضيرات يحاول المنكوبون استعادة البسمة والحياة الطبيعية، لا سيما مع سماع الأذان والصلوات وتلاوة القرآن واكتمال التحضيرات لاستقبال الشهر الكريم.

وتشهد الأسواق عودة تدريجية بطيئة للحركة التجارية، حيث فتح التجار أبواب متاجرهم، ويشعر الناس بمتعة التسوق خلال شهر رمضان.

(الأناضول)

المساهمون