مجموعة السبع توافق على التبرع بمليار جرعة لقاح مضاد لكورونا

مجموعة السبع توافق على التبرع بمليار جرعة لقاح مضاد لكورونا

13 يونيو 2021
من اجتماع قادة مجموعة السبع (ليون نيل/ فرانس برس)
+ الخط -

يهدف قادة مجموعة السبع إلى إنهاء قمتهم الأولى منذ عامين بمجموعة من الوعود القوية، الأحد، بما في ذلك تطعيم العالم ضد فيروس كورونا، وجعل الشركات الضخمة تدفع نصيبها العادل من الضرائب، ومعالجة تغير المناخ من خلال مزيج من التكنولوجيا والمال.
وذكرت مسودة شبه نهائية لبيان من دول مجموعة السبع أنها ستمنح مليار جرعة لقاح مضاد لكوفيد-19 خلال العام المقبل، وأضاف البيان: "الالتزامات منذ التقينا آخر مرة في فبراير/ شباط 2021، وحتى اجتماعنا هنا في كاربيس باي، تتضمّن منح مليار جرعة خلال العام المقبل. سنعمل مع القطاع الخاص ومجموعة العشرين ودول أخرى لزيادة هذه المساهمة خلال الأشهر المقبلة".
وقال مصدران إن المسودة صارت شبه نهائية، وإن دبلوماسيين عملوا على صياغتها حتى ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، للاتفاق على معظم النص، غير أنهما أضافا أن أجزاء من المسودة ربما تتغير خلال الساعات المقبلة، وقال مصدر دبلوماسي إن بعض الخلافات دارت حول البيان، وإن اليابان ضغطت من أجل اتخاذ موقف أشد صرامة إزاء الصين.
وقالت دول مجموعة السبع في المسودة إن تبرعات اللقاح جرى تحديدها بناء على بيانات الصادرات من الإنتاج المحلي، إذ إن هناك ما لا يقل عن 700 مليون جرعة تم تصديرها، أو سيتم تصديرها هذا العام، منها 50 في المائة على الأقل ذهبت إلى دول خارج مجموعة السبع.
ويريد زعماء القمة إظهار عودة التعاون الدولي بعد الاضطرابات التي سببها الوباء، وعدم القدرة على التنبؤ بممارسات وسياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كما يريدون إبراز رسالة مفادها أن نادي الديمقراطيات الثرية، والذي يضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، صديق أفضل للدول الفقيرة من المنافسين الاستبداديين مثل الصين.
بيد أنه لم يكن مؤكداً مدى قوة التزامات المجموعة بشأن لقاحات فيروس كورونا والاقتصاد والبيئة عندما يصدر القادة بيانهم النهائي، ومن غير الواضح أيضًا ما إذا كان جميع القادة سيدعمون دعوة الولايات المتحدة لمعاقبة الصين لقمع أقلية الأويغور المسلمة، والانتهاكات الأخرى.
وأراد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، مضيف القمة، أن يبرز من خلال الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام "بريطانيا العالمية"، وهي مبادرة حكومته لمنح الدولة متوسطة الحجم نفوذاً ضخماً عندما يتعلق الأمر بحل المشكلات العالمية. وألقى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بظلاله على هذا الهدف خلال القمة على ساحل جنوب غرب إنكلترا.

 

وأعرب قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس الأميركي جو بايدن عن مخاوفهم بشأن مشاكل القواعد التجارية الجديدة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي زادت التوترات في أيرلندا الشمالية. لكن بشكل عام، كان المزاج إيجابياً، إذ ابتسم القادة للكاميرات على الشاطئ في منتجع كاربيس باي، والذي أصبح حصناً مكتظاً بحركة المرور من أجل الاجتماع.

وعقدت آخر قمة لمجموعة الدول السبع الكبرى في فرنسا عام 2019، وألغى الوباء الحدث المخطط له عام 2020، في الولايات المتحدة.
وأعلنت المجموعة عن خطط طموحة خلال اجتماعاتها حول تعليم الفتيات، ومنع الأوبئة في المستقبل، واستخدام النظام المالي لتمويل النمو الأخضر، وتعهدوا قبل كل شيء بإرسال لقاحات إلى الدول الأقل ثراءً، والتي في أمسّ الحاجة إليها.

وقال جونسون إن المجموعة ستتعهد بتقديم مليار جرعة على الأقل، نصفها من الولايات المتحدة، و100 مليون من بريطانيا. في حين قال نشطاء مدافعون عن الصحة العامة، إن هناك حاجة لأكثر من مجرد جرعات، كالمال، والمساعدات اللوجستية في البلدان الفقيرة.

 

وأشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بتعهد الدول الكبرى توفير هذا العدد من اللقاحات، لكنه قال إنه "لا يكفي"، وأضاف أنه "من أجل القضاء على الوباء حقاً، هناك حاجة إلى 11 مليار جرعة لتلقيح 70 في المائة على الأقل من سكان العالم بحلول منتصف عام 2022".
وقضية تغير المناخ ستكون محور التركيز الرئيسي في اليوم الأخير من محادثات القادة، الأحد، ومن المتوقع الإعلان عن تدابير تمويلية جديدة لمساعدة الدول الفقيرة على تقليل انبعاثات الكربون، وتنص خطة "إعادة البناء بشكل أفضل من أجل العالم" على تقديم تمويل للبنية التحتية، من السكك الحديدية في أفريقيا، إلى مزارع الرياح في آسيا، وعلى تقديم مساعدات من أجل تسريع التحول العالمي إلى الطاقة المتجددة.
تأتي الخطة استجابة لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، والتي زادت من نفوذ بكين حول العالم، وقال نشطاء في مجال المناخ ومحللون إن ضخ مبلغ 100 مليار دولار سنوياً لمساعدة الدول الفقيرة على معالجة آثار الاحتباس الحراري يجب أن يكون على رأس قائمة مجموعة السبع.
وتعهّدت جميع دول مجموعة السبع بالوصول إلى صافي انبعاثات كربونية (صفر) بحلول عام 2050، لكن العديد من دعاة حماية البيئة يقولون إن ذلك سيكون قليلاً للغاية، وسيأتي بعد فوات الأوان.

 

المساهمون