الأمم المتحدة:2021 يجب أن تكون سنة التحرك لمواجهة التغير المناخي

الأمم المتحدة:2021 يجب أن تكون سنة التحرك لمواجهة التغير المناخي

19 ابريل 2021
غوتيريس: كان عام 2020 عاماً غير مسبوق للبشر وكوكب الأرض (Getty)
+ الخط -

دقّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، الاثنين، ناقوس الخطر بسبب اقتراب متوسط درجة الحرارة العالمية من الحد الخطير الذي كان العلماء في المجال قد أكدوا ضرورة عدم تخطيه، قائلاً إن العالم "على حافة الهاوية"، مشدداً على أن عام 2021 يجب أن يكون عام التحرك لمواجهة التغير المناخي "الذي باتت عواقبه مكلفة جداً من الآن على سكان العالم". 

وجاءت تصريحات أنطونيو غوتيرس خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بمناسبة صدور تقرير "حالة المناخ العالمي" الصادر عن المنظمة العالمية للأرصدة الجوية التابعة للأمم المتحدة. 

وجاء في تقرير المنظمة أن متوسط درجة الحرارة العالمية العام الماضي ارتفع بنسبة 1.2 درجة مئوية فوق المستوى ما قبل الصناعي، ما يقرّب العالم من نسبة 1.5 درجة مئوية التي وصف العلماء تخطيها بأنه سيكون خطيراً. 

ووصف غوتيرس التقرير بـ"المخيف"، مؤكداً ضرورة أن يقرأه "جميع صناع القرار والقادة في العالم. لقد كان عام 2020 عاماً غير مسبوق للبشر وكوكب الأرض".

وبحسب التقرير، فإن درجة حرارة الأرض مستمرة في الارتفاع. 

وكان عام 2020 من أكثر ثلاثة أعوام مرتفعة الحرارة سجلت على الإطلاق. ويشير التقرير إلى أن السنوات الست الأخيرة، أي منذ عام 2015، كانت الأكثر دفئاً كذلك. 

ويرصد التقرير أيضاً آثار تلك التغييرات على "التنمية الاجتماعية والاقتصادية، كما الهجرة والنزوح والأمن الغذائي والنظم الإيكولوجية البحرية والبرية".

وناشد غوتيرس القادة "اتخاذ الخطوات الحاسمة والإنجازات الملموسة على صعيد القرارات وتنفيذها قبل اجتماعات قمة غلاسكو المفترض عقدها في المملكة المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل". 

وتعقد اجتماعات غلاسكو ضمن إطار مؤتمر الأطراف، في دورته السادسة والعشرين، لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغيير المناخي. 

كان عام 2020 من أكثر ثلاثة أعوام مرتفعة الحرارة سجلت على الإطلاق. ويشير التقرير إلى أن السنوات الست الأخيرة، أي منذ عام 2015، كانت الأكثر دفئا كذلك. 

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة الانتباه إلى ضرورة أن تقدم الدول أطراً لمساهمات طموحة في ما يخص خططها الوطنية لمكافحة التغيير المناخي التي أُقرَّت بموجب اتفاقية باريس للمناخ، مؤكداً ضرورة أن تكون أكثر طموحاً في ما يخص الخطط المقدمة للسنوات العشر القادمة. 

وشدد على ضرورة الربط بين التعافي من جائحة كورونا بمكافحة التغيير المناخي، وأهداف التنمية المستدامة. وأكد ضرورة توجيه الدعم للطاقة المتجددة بدلاً من الوقود الأحفوري. 

كذلك طالب بالعمل من أجل التخلص، وبشكل تدريجي، من الطاقة الفحمية، داعياً إلى عدم بناء محطات توليد طاقة جديدة تعمل بالفحم. وأشار، في هذا السياق، إلى تقارير منظمة العمل الدولية، التي تشير إلى إمكانية إنشاء 25 مليون وظيفة في التحول الأخضر مع خسارة 7 ملايين فقط.

وشدد على ضرورة تقديم الدعم المادي للدول النامية، بما فيها التعهدات بتقديم 100 مليار سنوياً دعماً لتلك الدول.

وحذر التقرير من الخطر الذي يشكله التغيير المناخي، وتداعيات انتشار فيروس كورونا، على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ما سيؤدي إلى تفاقم عدم المساواة حول العالم، ويؤكد ضرورة الاستثمار في تدابير التكيف، حيث من المتوقع أن تستمر التبعات السلبية للتغيير المناخي. وأكد التقرير ضرورة خفض الانبعاثات بحلول عام 2050. 

ومن ضمن تدابير التكيف التي يمكن الاستثمار فيها "خدمات الإنذار المبكر وشبكات مراقبة الطقس. كذلك تفتقر الكثير من البلدان غير المتقدمة صناعياً إلى خدمات المراقبة الخاصة وخدمات الرصد المتعلقة بالمناخ والمياه والطقس عموماً".

وأشار التقرير أيضاً إلى أنه في عام 2019، سجلت أعلى مستويات موثقة لدرجة مياه المحيطات، وإلى تأثر النظام الإيكولوجي والحياة البحرية سلباً بسبب تحمض المحيطات وإزالة الأوكسجين منها. ويسجل التقرير ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي بمعدلات وسرعة مضاعفة مقارنة بما يشهده المتوسط العالمي، وذلك منذ ثمانينيات القرن الماضي. ويقف التقرير عند التداعيات السلبية المحتملة لذلك، ليس على القطب الشمالي فحسب، ولكن على العالم أجمع، "كذوبان الجليد الدائم وإطلاق غاز الميثان".

وفي هذا السياق، لفت غوتيرس الانتباه إلى زيادة في معدل عدد الأعاصير والعواصف الاستوائية حول العالم، مشيراً إلى رقعة وعدد حرائق الغابات بسبب الجفاف، حيث سجلت كل من ولايات كاليفورنيا وكولورادو الأميركية أعلى مستويات لها على الأطلاق. 

وأشار المسؤول الأممي كذلك إلى تسبب الجفاف باندلاع حرائق غابات خطيرة في أراضي بانتانال الرطبة في البرازيل، كما تسجيل حالات جفاف شديدة. 

في المقابل، إن ذوبان الجليد المتزايد يزيد من ارتفاع مستوى سطح المياه ومعها عدد الفيضانات. 

يذكر أن الولايات المتحدة تعقد هذا الأسبوع قمة عالمية لحشد الجهود الدولية للعمل على تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.

المساهمون