متلازمة القولون العصبي... الأعراض والعلاج
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من "متلازمة القولون العصبي"، وهي حالة مرضية شائعة تصيب الجهاز الهضمي، وتشير بعض التقديرات إلى أن أكثر من 5 في المائة من سكان العالم يعانون منها، وأن غالبية هؤلاء تقل أعمارهم عن 50 سنة، كما يعاني ما بين 6 و14 في المائة من المراهقين من عوارض تلك المتلازمة، والتي لا تصيب الأطفال إلا في حالات نادرة.
وتؤكد بيانات نشرها موقع "about ibs" الأميركي المتخصص في أمراض القولون العصبي، أن ما بين 25 و45 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها يعانون من متلازمة القولون العصبي، وأن 2 من كل 3 مصابين هم من الإناث.
ولا يوجد سبب واضح للإصابة بمتلازمة القولون العصبي، لكن يجمع خبراء الصحة على أنها حالة صحية شائعة طويلة الأمد. يقول أخصائي الجهاز الهضمي مصطفى البابا، لـ"العربي الجديد": "هناك عوامل عديدة تلعب دوراً في إصابة الأشخاص بالقولون العصبي، لكن لا يوجد سبب واضح لإصابة فرد دون آخر، وهو من الأمراض التي لا تشكل تهديداً مباشراً لصحة الإنسان، لكنه قد يصبح عاملاً رئيسياً في إمكانية الإصابة بالسرطان، وبالتالي يعد من بين الأمراض الحساسة التي ينبغي الإسراع إلى معالجتها".
يضيف البابا: "يعاني المصابون بمتلازمة القولون العصبي من الغازات ومن آلام وتشنجات في البطن، لكن قد تختلف الأعراض بين المرضى، وقد تكون أكثر حدة لدى بعضهم، خاصة أولئك الذين يعانون من التوتر المرضي، أو من لديهم حساسية من بعض الأطعمة، وبحسب دراسات علمية، فإن أعراض القولون العصبي ترتبط بفرط حساسية الأعصاب الموجودة في جدار الجهاز الهضمي، وقد تنشأ من كيفية تواصل أعصاب الأمعاء مع الدماغ، أو من كيفية معالجة الدماغ للمعلومات الخاصة بهضم الطعام".
وعلى الرغم من غياب أسباب واضحة، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة، فعلى سبيل المثال، تؤدي إصابة بعض الأفراد بجراثيم أو فيروسات معينة إلى الإصابة بالقولون العصبي، وقد تكون هناك علاقة بين القولون العصبي والنمو الزائد للبكتيريا في الأمعاء، إذ إن هناك أنواعاً مختلفة من البكتيريا التي تعيش في الأمعاء، وبعضها قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض، كما قد تكون حساسية الأمعاء سبباً في الإصابة، إذ تتأثر الأمعاء بالعديد من المؤثرات الخارجية، مثل الطقس، ما يؤدي إلى حدوث الغازات، أو الانتفاخ، وفي أحياناً أخرى لا يتمكن الفرد من هضم الطعام بشكل سلس، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
ووفق موقع Mayo clinic الطبي الأميركي، فقد تلعب ظروف خارجية دوراً في الإصابة بالقولون العصبي، إذ إن ضغوط الحياة تؤدي إلى حصول تقلصات في الجهاز الهضمي، وتشيع إصابة الأشخاص الذين يتعرضون لأحداث ضاغطة، خاصة في مرحلة الطفولة، بأعراض القولون العصبي.
ويقول أخصائي الجهاز الهضمي بيتر أدونيس، لـ"العربي الجديد": "هناك عدة أنواع من الأمراض التي تصيب القولون، فهناك القولون العصبي مع الإمساك (IBS-C)، وهناك متلازمة القولون العصبي مع الإسهال (IBS-D)، ونوع ثالث يعرف باسم القولون العصبي مع عادات الأمعاء المختلطة (IBS-M)".
ويؤكد أدونيس أن "القولون العصبي ليس من الأمراض المستعصية، لكنه قد يكون مرضاً مزمناً، بمعنى أن يتعايش الإنسان معه من دون الشفاء منه بشكل تام".
ويقول البابا: "تعد مراجعة الطبيب أساسية، خاصة في المراحل الأولى من الإصابة، وعند تكرار حدوث الإسهال، أو الإمساك، أو حدوث انتفاخ دائم، وتعد العلاجات باستخدام الأدوية عنصراً هاماً للتخفيف من حدة العوارض والألم، كما تساعد بعض التغيرات في طبيعة الحياة اليومية للمريض في التخفيف من العوارض، فعلى سبيل المثال، ينصح بتناول وجبات أصغر، وتخفيف التوتر، بالإضافة إلى القيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم، وتجنب الأطعمة التي تؤدي إلى إزعاج القولون، ومنها الأطعمة الغنية بالتوابل".
ويعد فقدان الوزن السريع مع حصول حالات عديدة من الإسهال، أو حصول نزيف في المستقيم، أو فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، أو القيء غير المبرر من بين أبرز العوارض التي تستدعي مراجعة الطبيب لفحص القولون، بحسب موقع Mayo clinic الطبي.
