مادس غيلبرت: استهداف المستشفيات في غزة نهج إسرائيلي في كل الحروب

مادس غيلبرت: استهداف المستشفيات في غزة سلوك إسرائيلي ممنهج في كل الحروب

11 يناير 2024
مادس غيلبرت في محاضرته بمركز دراسات النزاع في الدوحة (العربي الجديد)
+ الخط -

أكّد الطبيب النرويجي والناشط في العمل التضامني مادس غيلبرت أنّ استهداف المستشفيات في غزة هو "سلوك إسرائيلي مُمنهج ومُعتمد في كل الحروب"، راسماً صورة قاتمة عن الأوضاع الصحية في القطاع بسبب الحرب المتواصلة منذ 4 أشهر.

ووصف أستاذ طب الطوارئ في جامعة آرتيك النرويجية ما تقوم به الطواقم الطبية الفلسطينية بأنه "بطولة حقيقية" جراء اشتغالهم في ظروف صعبة وبأقل الإمكانيات.

"كارثة طبية هائلة وبطولة فلسطينية"

وجاء ذلك ضمن محاضرة أقامها مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في الدوحة، اليوم الخميس، بعنوان "غزة الآن: كارثة طبية هائلة وبطولة فلسطينية".

وعرض غيلبرت، الذي سبق أن اشتغل في مستشفيات غزة خلال الحروب الإسرائيلية الكثيرة على القطاع، شهادات مُعزّزة بالصور والفيديوهات من زملائه الأطباء الذين سبق أن عمل معهم، توضح حجم الكارثة التي لحقت بالبنية التحتية الطبية والمستشفيات في غزة، كما قدّم قصص بعض الشهداء، كالطفل يامن الذي أصيب في قصف إسرائيلي بحروق شديدة واستشهد بسبب نقص المستلزمات الطبية والمضادات الحيوية.

مادس غيلبرت: استهداف المستشفيات سلوك إسرائيلي ممنهج

ولفت غيلبرت، الذي واكب نضال الشعب الفلسطيني لنيل حريته منذ 40 عاما ولم تسمح له سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالدخول إلى قطاع غزة في هذه الحرب، إلى أن استهداف قوات الاحتلال للمستشفيات والبنية التحتية الطبية "سلوك إسرائيلي مُمنهج وليس جديدا"، وأنه كان شاهدا على قصفهم في العديد من الحروب على القطاع كحرب عام 2009، والحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982، حيث كان الطيران الإسرائيلي يستهدف المستشفيات.

وشدد المتحدث على أنّ ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة "حرب إبادة ممنهجة" وليس دفاعاً عن النفس كما ادعت بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مضيفا أن الشعب الفلسطيني يعيش منذ أكثر من 18 عاما حصارا متواصلا، أثّر على جميع مناحي الحياة، بحيث أصبحت غزة مكانا غير صالح للعيش.

وأضاف غيلبرت أن ثلث المرضى في غزة الذين كانوا يحتاجون العلاج في الخارج قبل الحرب منعتهم سلطات الاحتلال من السفر، ومرضى السرطان يموتون يوميا بسبب غياب الخدمات الطبية وعدم توفير العلاج لهم. وأشار إلى أن أطفال فلسطين يعيشون 9 سنوات أقل من نظرائهم الإسرائيليين، حسب الأرقام والإحصاءات الدولية، فضلا عن ارتفاع نسبة وفيات الأمهات بعد الولادة بنسبة 9%، وكل ذلك بسبب ظروف من صنع الإنسان وبسبب القرارات السياسية الإسرائيلية.

غيلبرت يدين الصمت الدولي

ودان أستاذ طب الطوارئ في جامعة آرتيك النرويجية عدم التحرك دولياً من أجل فرض العقوبات على إسرائيل، وقال إن هذه الأرقام وغيرها متاحة لقادة العالم وهم يعرفونها، محذراً في الوقت نفسه "من المحاولات الأميركية للتأثير من خلف الأبواب المغلقة على القضاة في محكمة العدل الدولية، لمنع إدانة إسرائيل".

وأكد أن الأولوية لدى القطاع الصحي في غزة تتمثل في إعادة البنية التحتية التي دمرتها إسرائيل من ماء وكهرباء، وإدخال المساعدات والأدوية والمستهلكات الطبية، لإعادة بناء المستشفيات بدل الميدانية.

وحسب أرقام عرضها غيلبرت، فقد استشهد نحو 370 من الأطباء وطواقم الإسعاف والطواقم الطبية و45 من الدفاع المدني، فضلا عن استشهاد 112 صحافيا منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتساءل المتحدث عن سر الصمت الغربي عن هذه الجرائم الإسرائيلية قائلا: "لو أن صحافيا غربيا قُتل في غزة، هل كنا سنرى هذا الصمت الغربي وهذه اللامبالاة وعدم الاكتراث؟".

وفي الوقت الذي حمّل فيه الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية عن إيقاف الحرب الإسرائيلية، طالب غيلبرت المجتمع الدولي بالضغط للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الطبية والغذائية ومصادر الطاقة، وإنهاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية، واعتبر أن "أي شيء آخر يكون بمثابة مسكن للآلام وليس علاجاً ناجعاً للوضع في قطاع غزة".

المساهمون