لاجئو مخيم برج البراجنة يشكون ارتفاع الأسعار

لاجئو مخيم برج البراجنة يشكون ارتفاع الأسعار

20 مارس 2023
الغلاء يتزايد في مخيم برج البراجنة (العربي الجديد)
+ الخط -

بات شهر رمضان على الأبواب، ولا تعرف أم محمد الميعاري، وهي من سكان مخيم برج البراجنة، كيف ستستقبل الشهر الكريم في ظل الارتفاع الكبير في أسعار جميع السلع الأساسية الضرورية لوجبة الإفطار، وخصوصاً الخضروات والدجاج واللحوم.

تقول: "دخلت إلى محل لأشتري بعض الخضروات كي أعد طعاماً للغداء، لكني وقفت حائرة بين أصناف الخضروات الموجودة على الطاولات، فجميعها أسعارها مرتفعة، ولم أعد أستطع شراء كيلوغرام من كل نوع كما كنا نفعل في السابق، فتناولت حبة بصل، وحبة بندورة (طماطم)، وثلاث حبات من البطاطا، وخرجت من الدكان أفكر بالحال الذي وصلنا إليه، فإذا كانت الأسعار اليوم مرتفعة إلى هذا الحد، فكيف سيكون الحال في أيام رمضان. لا أظن أن هناك أسرة تعيش في المخيم تستطيع تحمل تلك الأعباء، وكثيرون لن يستطيعوا شراء مكونات إعداد صحن الفتوش".
تضيف: "أسرتي مكونة من خمسة أفراد، وهذه الحبات من الخضار لا تكفي بالطبع، لكنني أحاول جاهدة تأمين طعامنا، فزوجي عامل مياوم يتقاضى مائتي ألف ليرة لبنانية عن كل يوم عمل، ويدفع نصفها تقريباً في أجرة الطريق، وما يتبقى ننفقه على الطعام، فربطة الخبز التي تضم ستة أرغفة ثمنها 30 ألف ليرة، وطبعاً هذه الأسعار تتغير كل يوم مع ارتفاع سعر صرف الدولار، لقد بت حائرة في تدبر أمري".
تتفاقم الأزمة المعيشية لدى اللاجئين الفلسطينيين الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية، لكنها تتحول إلى مأساة حقيقية بالنسبة إلى عدد كبير من العاطلين من العمل.
تقول فاديا العلي، المقيمة في مخيم برج البراجنة: "ارتفعت الأسعار بشكل غير معقول. أعمل في الوسط الاجتماعي، وأتقاضى راتباً يعد أفضل من رواتب غيري، وأعتبر نفسي أعيش في وضع أفضل مع عائلتي، لكني اليوم في ظل هذا الارتفاع المخيف للأسعار، بت عاجزة عن تأمين ما نحتاجه من غذاء، فالكيلوغرام الواحد من اللحوم وصل سعره إلى مليون ليرة، والدجاج الذي نعتبره أقل كلفة وصلت أسعاره إلى حد الجنون، فبتنا نشتري الكيلوغرام، ونقسمه على عدة طبخات، فضلاً عن أسعار الخضروات التي نحتاجها يومياً لإعداد مأكولاتنا، ونعتمد عليها في شهر رمضان، وأظن أنه بات متوقعاً الاستغناء عن كثير منها خلال الشهر الكريم".

الصورة
غالبية سكان المخيمات فقراء (العربي الجديد)
غالبية سكان المخيم فقراء (العربي الجديد)

تضيف: "أختي عندها طفل يحتاج إلى الحليب، وصارت عاجزة عن تأمينه، وصارت تغير له نوع الحليب لأنها تبحث عن الأرخص سعراً، ما أدى إلى إصابة الطفل بالتلبك المعوي، ما اضطرها إلى إدخاله إلى المستشفى. بالفعل بتنا عاجزين، ونطالب وكالة الغوث (أونروا) بتوفير إغاثة عاجلة للفلسطينيين المقيمين في مخيمات لبنان حتى لا نصل إلى أوضاع أسوأ".
وكشفت نائبة المفوض العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ليني ستينسيث، في مؤتمر صحافي خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عن زيادة كبيرة في نسب الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين، وصولاً إلى أكثر من 70 في المائة، ما يعني أن غالبية الفلسطينيين المقيمين في المخيمات عاجزون عن تأمين حاجاتهم اليومية. وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن "هناك خوفاً على مستقبل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في حال لم تستطع الوكالة تقديم المزيد من الدعم لهم ولعائلاتهم. هناك تراجع في إرسال الأطفال إلى المدارس بسبب ارتفاع كلفة النقل، بالإضافة إلى نقص في كميات الطعام".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وطالبت ستينسيث بخطة طوارئ عاجلة لدعم اللاجئين، معتبرة أن الأزمة التي يعيشها لبنان تؤثر على الجميع، بمن فيهم النازحون السوريون واللاجئون الفلسطينيون والفلسطينيون الذين نزحوا من سورية، ودعت إلى تأمين دعم طارئ قيمته 13.2 مليون دولار لدعم عدة قطاعات، من بينها القطاع الطبي، ووسائل نقل الطلاب.
من جهته، يقول أبو إبراهيم، المقيم في مخيم برج البراجنة: "عندي ثلاثة أولاد، وأحدهم كان يدرس في السنة الثانية بالجامعة، واضطر إلى التوقف عن التعليم هذا العام ليبحث عن عمل، على أمل أن تتحسن الظروف، فيعود إلى الجامعة، فأسعار النقل مرتفعة، وسعر الدفتر الواحد تجاوز المائتي ألف ليرة، وهو يحتاج كل يوم إلى أكثر من 500 ألف ليرة، ما بين مواصلات ونفقات، وكعائلة بتنا لا نستطيع تأمين ما نحتاجه يومياً، فدخلي اليومي لا يتجاوز 400 ألف ليرة، والأولاد يخسرون تعليمهم، ولا نعرف ما الذي سيحل بنا في المستقبل".

المساهمون