لاجئان إثيوبيان هربا من تيغراي إلى السودان: سنعود بعد الحرب

لاجئان إثيوبيان هربا من تيغراي إلى السودان: سنعود بعد الحرب

ياسر هارون

avata
ياسر هارون
ياسر هارون صحافي سوداني
30 نوفمبر 2020
+ الخط -

انفطر قلب الإثيوبية مناسب هيلو (25 سنة) ألماً على أسرتها التي فقدتها في إقليم "تيغراي" بعد اندلاع القتال بين القوات الحكومية وزعماء الإقليم، إذ فقدت قبل عبور الحدود إلى السودان، خمسة من أفراد عائلتها. وروت هيلو لـ"العربي الجديد" أنه لا يمكن إنساناً أن يتخيل المخاطر التي مرت بها خلال رحلتها من موطنها إلى الحدود السودانية هرباً من القتال.

وقالت الشابة الإثيوبية إن "الحرب بدأت في الإقليم مع انطلاق العام الدراسي، ما سبّب وفاة العديد من الطلاب، وتدمير العديد من المدارس، فيما تحولت بعضها إلى وحدات إسعاف لبعد المستشفيات وقلتها في كثير من المناطق. اشتد القتال في منطقة حمرا، صباح 7 نوفمبر/ تشرين الثاني، وظل متواصلاً حتى المساء، ففقدت أفراد عائلتي، وأجبرني الجيران على المغادرة معهم إلى السودان".

استهدف القصف قرية هيلو بشكل كثيف، ما جعلها وآخرين يهربون سريعاً من دون أن يحملوا سوى ملابس بسيطة، ومن دون التزود بأي طعام أو شراب، أو أموال. ورغم المسافة البعيدة بين الإقليم والمخيم في منطقة حمداييت السودانية، تمكنت هيلو وأخريات من قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام، حتى وصلوا إلى الحدود، في رحلة هروب استغرقت نحو 50 ساعة.

وأضافت: "الحياة في المخيمات صعبة، ويختلف الطعام عما اعتدناه في إقليم تيغراي، كما يختلف عن الأطعمة التي يتناولها السكان المحليون في السودان بعض الشيء. ونواجه أيضاً صعوبة لعدم توافر كثير من الخدمات، ونتمنى أن تنتهي الحرب سريعاً لنعود إلى ديارنا".

كرة القدم

الإثيوبي صالح هنري لاجئ آخر هرب من القتال في تيغراي، لكنه يعيش معاناة في مخيم "أم راكوبة" بولاية القضارف السودانية، تشمل نقص الغذاء، وندرة الدواء، وعدم توافر مسكن.

وكان هنري لاعب كرة قدم ومدرباً في إقليم تيغراي، ويقول إنه عندما يلعب كرة القدم ينسى المأساة التي يعيشها منذ فرّ من الإقليم، وهو يشجع الأطفال والشباب في المخيم على ممارسة كرة القدم، رغم أن الأرض التي يلعبون عليها غير مجهزة لذلك.

يتوقع صالح هنري أن تستمر الحرب في الإقليم لعدة أشهر، لذا يفكر في تجهيز مساحة من المخيم كي يمارس فيها رياضته المفضله مع بقية اللاجئين، ويخطط لتنظيم سبع فرق، ثم تنظيم منافسة كروية تستمر لمدة شهر، وسيخاطب بعض المنظمات الأهلية لتوفير الدعم والجوائز للفريق الفائز.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وأعلن السودان، قبل يومين، ارتفاع أعداد اللاجئين الإثيوبيين في أراضيه إلى 36 ألفاً، بحسب إفادة لوزير الداخلية، الطريفي إدريس. ويأتي تدفق اللاجئين المتوقع أن يصل عددهم إلى قرابة 200 ألف في وقت يعاني فيه السودان من وضع إنساني متدهور بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، والفيضانات غير المسبوقة، وتفشي الجراد، فضلاً عن تداعيات فيروس كورونا.

 

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
تشاد (مهند بلال/ فرانس برس)

مجتمع

فرّ مئات الآلاف من السودانيين من الحرب في بلادهم إلى تشاد، ووجدوا الأمان في أكواخ هشّة في مناطق صحراوية، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة وهو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة.
الصورة
مطار إسطنبول الدولي (محمت إيسير/ الأناضول)

مجتمع

استغاثت ثلاث عائلات مصرية معارضة لإنقاذها من الترحيل إلى العاصمة المصرية القاهرة، إثر احتجازها في مطار إسطنبول الدولي، بعدما هربت من ويلات الحرب في السودان عقب سبع سنوات قضتها هناك، مناشدة السلطات التركية الاستجابة لمطلبها في الحماية

المساهمون