كينيا: كورونا يهدد تعليم الفتيات خصوصاً

كينيا: كورونا يهدد تعليم الفتيات خصوصاً

02 ابريل 2021
ضرورة عودة التلميذات إلى المدرسة (دنيس سيغوي/ Getty)
+ الخط -

 

آثار فيروس كورونا الجديد المدمرة على المستوى التعليمي تهدد التقدم الذي حققته كينيا، شرقي أفريقيا، في هذا القطاع. يشير موقع "ذا كونفيرزايشن" إلى أنّ 18 مليون متعلم في البلاد اضطرب مسارهم التعليمي، من بينهم نحو 15 مليون تلميذ مدرسي، في المرحلتين الأساسية والثانوية.

هذا الاضطراب كانت له عواقب أشدّ على الفئات الأكثر عرضة للخطر لا سيما الفقراء والفتيات. أسباب اضطراب تعليم الفقراء واحتمالات تسرّبهم واضحة، أساسها ظروف معيشية قاسية تمنع الأهل من تحمل فاتورة التعليم، لا سيما في المدارس الخاصة، تبعاً لتوقف دخل كثير من الأسر بسبب الوباء والإجراءات الوقائية المصاحبة. وبالتلازم مع ذلك، فإنّ الفقر يؤثر في تسرب الإناث أكثر من تسرب الذكور، إذ تحتاج الأسر إلى الفتيات في الأعمال المنزلية، وأحياناً في المزارع، مفضلة إبقاء الذكور في المدرسة إذا كان هناك مثل هذا الخيار. وفي هذه الحال، هناك خطر أكبر على الفتيات في المنازل، عندما يمضين فترات طويلة من دون الاختلاط مع مجتمع داعم، هو خطر العنف على أساس النوع الاجتماعي، لا سيما العنف الجنسي وما يرافقه من خطر حمل الفتيات.

ومن المهم في هذا الإطار، بحسب التقرير، أن تسمح المدارس للفتيات في أيّ ظرف بالعودة إلى المدارس، حتى في حالة الحمل. كذلك، من المهم جداً إشراك الأهل في استراتيجيات التعليم، كونهم عنصراً أساسياً في تعليم بناتهم. بعض المنظمات بالفعل، تنشط في تقديم دورات في المهارات الحياتية، مع إرشاد أبوي، للمراهقين والمراهقات، وأولياء الأمور، على حدّ سواء.

يشير التقرير، إلى أنّ على الحكومة كذلك، أن تشجع الاستراتيجيات التي تدعم التعليم عن بُعد، وإن أعادت المدارس فتح أبوابها، في يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد أشهر طويلة من الإقفال. وبذلك، على التربويين أن يصمموا نشاطات تشمل أهدافاً تعليمية طويلة الأمد على مستوى قدرة المتعلمين على التحصيل.

وبينما بدأت وزارة التعليم الكينية في مايو/ أيار 2020، في اعتماد مقاربة تعليم عن بُعد، ثلاثية، أول عناصرها التعليم الإلكتروني، ثم البث الإذاعي والتلفزيوني لبرامج تعليمية تستهدف المرحلتين الأساسية والثانوية، وكذلك تأمين وصول الكتب المدرسية إلى التلاميذ في المناطق النائية، فإنّ هذه المقاربة تزيد عدم تكافؤ الفرص. فعلى سبيل المثال، أفاد 42 في المائة فقط من الأطفال بأنّ بإمكانهم الوصول إلى البرامج التفزيونية، فيما تتدنى النسبة إلى 19 في المائة في حالة البرامج الإذاعية، عدا عن كون كثيرين لا يملكون التجهيزات اللازمة من أجهزة كومبيوتر وإنترنت، ما يتطلب تعديلات داعمة في هذه المقاربة.

المساهمون