واقع التعليم الجامعي الرقمي في زمن كورونا

واقع التعليم الجامعي الرقمي في زمن كورونا

02 مارس 2021
الوباء يفرض قيوده (أولي سكارف/ فرانس برس)
+ الخط -

منذ صعود المواقع الإلكترونية في شتى المجالات في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، مقدمة شتى الخدمات التي تتزايد عاماً بعد عام، في مشاركة الصور والملفات، وصناعة الموسيقى والأفلام، وعرض الأخبار والمعلومات المتنوعة، يتساءل مراقبون عن الوقت التي سيتحول فيه التعليم الجامعي إلى العالم الرقمي. بدا واضحاً أنّ عملية التعليم يمكن أداؤها بفاعلية عبر الإنترنت. في الواقع، عملت جامعات ومعاهد عدة طوال سنوات في تقديم التعليم عن بُعد، بسبل مختلفة منها ما هو رقمي. مع ذلك، فإنّ معظم مؤسسات التعليم العالي التي خاضت هذا المجال، فضلت عليه دائما التعليم المدمج من دون الذهاب كلياً إلى التعليم عن بعد، خصوصاً أنّ خريجي المدارس الذين ولدوا في العصر الرقمي، ما زالوا يقدّرون تجربة الحرم الجامعي الكاملة.
المفترق الخطير عام 2020 كان فيروس كورونا الجديد، بشكله الوبائي العالمي الذي أجبر القطاعات بمعظمها على الإقفال، بما فيها مؤسسات التعليم العالي. ومع هذا الإقفال كان المهرب الوحيد لمواصلة العملية التعليمية نقلها بالكامل إلى العالم الرقمي. بين الاختيار والإجبار تدور المسألة حالياً، إذ تفضل بعض المؤسسات الإبقاء على هذا الوضع، لكن ما مدى نجاح التجربة؟ هل يتعلم الطلاب بكفاءة فعلاً؟ وماذا عن الأكاديميين أنفسهم؟ هل إلقاء المحاضرة من البيت نعمة أم نقمة؟

طلاب وشباب
التحديثات الحية

هذه الأسئلة وغيرها، أجرى موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" الأكاديمي المتخصص، استطلاعاً حولها في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين، شمل 520 أستاذاً جامعياً. وعلى الرغم من أنّ الغالبية العظمى من بينهم (334 مشاركاً) كانوا من المملكة المتحدة ، فإنّ جنسيات المشاركين بلغت 46، من جميع القارات. وجاء في خلاصات النتائج ما يلي:
- قال أكثر من نصف المشاركين إنّ الانتقال الأولي إلى التعليم عبر الإنترنت كان له أثر سلبي على صحتهم الذهنية، ويعتقد 60 في المائة من بينهم، أنّ هذا التعليم أثّر في الصحة الذهنية لطلابهم.
- يعتقد 20 في المائة فقط، من الأساتذة، أنّ طلابهم يقدّرون التعليم عن بُعد بقدر ما يقدّرون التعليم وجهاً لوجه.
- يعتقد 40 في المائة فقط من الأكاديميين المبتدئين، أنّ مخططات جامعاتهم المعاد فتحها، ضدّ تفشي كورونا، هي مخططات قوية، مقارنة بـ70 في المائة من كبار المديرين.
- معظم المشاركين غير متأكدين مما إذا كان التعليم الجيد عبر الإنترنت يؤدي إلى نتائج أقوى من التعليم التقليدي على مستوى تحصيل الطلاب.
- أكثر من 75 في المائة من المشاركين يودّون أن تستمر الاجتماعات الأكاديمية عن بُعد في أعقاب الوباء.

المساهمون