كورونا في ليبيا نحو الأسوأ

كورونا في ليبيا نحو الأسوأ

04 اغسطس 2021
يقبل بعض المواطنين على مراكز التلقيح ضد كورونا (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

حذر أطباء ومسؤولون في القطاع الصحي في ليبيا من أن وضع وباء كورونا في البلاد "يتجه إلى الأسوأ، في ظل ارتفاع عدد الإصابات والعجز الحاد في توفير التجهيزات وكميات المواد المطلوبة الخاصة بالأوكسجين من أجل تلبية احتياجات مراكز العزل التي تتعامل مع الحالات المتقدمة والحرجة". ووسط نداءات الاستغاثة العاجلة التي وجهتها مراكز عزل كثيرة في أنحاء ليبيا، والتي حذرت من النقص الحاد في كميات الأوكسجين اللازمة لإنقاذ حياة المرضى، أمر رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وزارة الصحة بتوفير الأوكسجين بكل الوسائل المتاحة، ومواصلة المتابعة اليومية الدقيقة لوضع الوباء في كل المدن، والعمل لتأمين الاحتياجات الضرورية. وشدد خلال لقائه وزير الصحة علي الزناتي، الأسبوع الماضي، على ضرورة أن تلتزم الوزارة بتسديد المستحقات المالية للعاملين في مراكز العزل، معلناً رصد الحكومة مبلغ 500 ألف دينار ليبي (110 آلاف دولار) لدعم جهود وزارة الصحة في مكافحة الفيروس. في المقابل، طالب الزناتي الحكومة بتعزيز التدابير الاحترازية والوقائية في قطاعات المجتمع وداخل المؤسسات العامة، باعتبارها المسؤولة الأولى عن تأمين السلامة العامة للمواطنين، الذين طالبهم أيضاً بعدم التراخي في التعامل مع أخطار الوباء وتأثيراته السلبية الكبيرة على حياتهم. 
على الأرض، لا يزال مركز العزل في زليتن يعاني من نقص كبير في مادة الأوكسجين، بحسب ما يكشف الطبيب عماد الشكري لـ"العربي الجديد"، والذي يتحدث عن أن "الحكومة لا تزال متوقفة عن تزويد مراكز العزل بالأوكسجين، ما يدفعها إلى مطالبة أهالي المرضى نفسهم بجمع تبرعات من أجل شرائه من شركات خاصة". ويؤكد الشكري أن أوضاع مراكز العزل "سيئة جداً، في ظل عجزها حالياً عن استقبال المزيد من المرضى، وسط ارتفاع كبير في عدد الإصابات في المدينة". 

تشغيل مصنع للأوكسجين
وفي مدينة غريان الجبلية (غرب)، أعلن مجلسها البلدي،الأسبوع الماضي، أنه يكرّس كل جهوده لبدء صيانة مصنع الأوكسجين في مجمع لإنتاج أدوية بالمدينة. وأكد أن تشغيل هذا المصنع سيمّد المراكز الصحية التابعة لبلدية غريان وبلديات مجاورة بالأوكسجين خلال أيام قليلة. وذكر المجلس أنه تعاقد مع مستثمر من أبناء المدينة لتشغيل المصنع واستثماره من أجل تلبية احتياجات غريان من الأوكسجين خلال المرحلة الحرجة الحالية التي تمر بها المنطقة. وفي الجنوب، أكد مركز سبها الطبي أن نقص الأوكسجين ينذر بوضع كارثي يهدد حياة المرضى، وسط تفاقم وضع الوباء وخطر تفشيه حتى داخل مراكز فحص الفيروس. ولفت بيان أصدره المركز إلى أن سبها سجلت خلال الأيام الماضية تزايداً كبيراً في عدد الإصابات بالفيروس، قد يهدد بانهيار الوضع الصحي بسبب النقص الحاد في الأوكسجين وعدم كفاية ما تنتجه مصانع هذه المادة في المنطقة. 

التلقيح لم يلجم ارتفاع الإصابات (محمود تركية/ فرانس برس)
التلقيح لم يلجم ارتفاع الإصابات (محمود تركية/ فرانس برس)

ويشدد الموظف في مركز سبها صالح ركيبة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، على أهمية المركز بالنسبة إلى قسم كبير من مواطني المنطقة الجنوبية، "خصوصاً أنه يدعم مناطق بعيدة مثل تراغن وأم الأرانب، علماً أن انهيار قدرته على الاستمرار في مواجهة الوباء يعني أن الإصابات ستطاول كل مدن الجنوب ومناطقه". 
وكانت هيئة الرقابة الإدارية حذرت من وجود نقص حاد في مادة الأوكسجين في معظم مراكز العزل والمستشفيات في ليبيا، خصوصاً في الغرب. 

فحوص موجبة كثيرة
وتعاملت الحكومة بحزم مع تزايد عدد الإصابات بالفيروس خلال الأسابيع الماضية في مدن غرب ليبيا وجنوبها، وعززت تدابير الوقاية عبر فرض حظر تجول ليلي لمدة أسبوعين، وذلك بعد أيام من قرارها إغلاق مجالها الجوي والبري مع تونس تخوفاً من متحوّر "دلتا" الهندي من الفيروس. 
وبحسب تقارير لجنة الأزمة في مدينة مصراتة، بلغت نسبة الإصابات أكثر من 60 في المائة من إجمالي الحالات التي خضعت لفحوص خلال الأسابيع الماضية، في مقابل نسبة 38 في المائة من إجمالي العينات التي جرى فصحها في أنحاء البلاد، بحسب بيانات المركز الوطني لمكافحة الأمراض. 

المساهمون