"كتارا" ملتقى المتعة والفرح لمشجعي المونديال

"كتارا" ملتقى المتعة والفرح لمشجعي المونديال

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
25 نوفمبر 2022
+ الخط -

تعيش العاصمة الدوحة وبقية المدن القطرية بهجة غير مسبوقة تظهر جلية في الشوارع والساحات، كما في المعالم الرياضية والثقافية والتاريخية، فاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم "مونديال قطر 2022" تطبع كل مكان، وكل شيء في الدولة الخليجية، كونها تقام لأول مرة على أرض عربية منذ انطلاق البطولة الأولى في الأوروغواي قبل 92 عاماً.

الحي الثقافي "كتارا" أحد أبرز معالم الدوحة الحضرية والترفيهية، وهو في العادة يستقطب آلاف المواطنين والمقيمين والزوار يومياً، لكنه يشهد حالياً توافداً غير مسبوق من المشجعين الذين قدموا من أنحاء العالم مدفوعين بعشقهم للساحرة المستديرة، والذين حولوا ساحات الحي وواجهته البحرية إلى كرنفال للرياضة والفنون والترفيه.
رصدت "العربي الجديد" الأجواء المونديالية في "كتارا" خلال يوميات البطولة. الأضواء متلألئة، والرايات ترفرف في كل الأركان لاستقبال القادمين نحو كورنيش "كتارا"، بينما يمكن ملاحظة الأشخاص الذين يلتحفون بالأعلام المختلفة، ويرتدون قبعات وقمصان منتخباتهم الوطنية، أو المنتخبات التي يشجعونها، ومئات الأطفال يرتدون الأزياء التقليدية القطرية، ويرددون مع الجمهور العالمي أهازيج شعبية، في لوحة كبيرة من البهجة.
يلتحف لطفي القلعي وزوجته وصال العلم التونسي، ويقولان لـ"العربي الجديد"، من كورنيش كتارا، إنهما قدما إلى الحي الثقافي لمتابعة المونديال، وليس لمتابعة المباريات فقط وإنما أيضاً الأجواء المونديالية الجميلة في ظل الطقس الخريفي الرائع في الدوحة، وعبرا عن إعجابهما بالإستعدادات في "كتارا" التي تضم شاشتين عملاقتين، ليتمكن المشجعون من مشاهدة المباريات، وكأنهم في الملعب، ولفتا إلى أنهما يشجعان المنتخب التونسي، كما المنتخب القطري.
حول رأيه بمونديال قطر من ناحية التنظيم والتجهيزات، يوضح التونسي لطفي القلعي أنه يقيم في قطر منذ قرابة ربع قرن، وأن الفرصة لم تسنح له سابقاً لحضور أي مونديال كي يعقد مقارنة موضوعية مع المونديال القطري، "لكن واضح للجميع أن قطر نجحت في التجهيز، فشيدت وطورت ثمانية ملاعب وفق طراز عالمي رفيع، كما وفرت كل السبل لمتعة الجماهير الكروية، على سبيل المثال، المواصلات مجانية بالمترو وأحدث الحافلات، ويسهل على المشجع الانتقال من مكان إقامته إلى الملاعب وإلى الساحات والأماكن السياحية والأسواق".

كرة القدم تطبع كل مكان في قطر (سيديك كارانتاكيس/Getty)
كرة القدم تطبع كل مكان في قطر (سيديك كارانتاكيس/Getty)

يلتحف محمود أسعد بالعلم الفلسطيني، وبصحبة زوجته وطفلته، ويعبر عن فخره باستضافة قطر بطولة كأس العالم، قائلاً: "إنه فعلاً مونديال العرب"، ويعترف بأنه يشجع منتخب قطر وبقية الفرق العربية المشاركة، ويتمنى أن يتأهل أي من منتخبات العرب إلى الأدوار التالية في البطولة.
قرب شاشة العرض العملاقة، يفترش مئات المشجعين الأرض، رجالاً ونساء وأطفالاً، ليتابعوا على الهواء مباشرة المباريات، وعشرات آخرون يتابعون وقوفاً. يرتدي عمر بن عبيد وموسى علي موسى الزي العماني التقليدي، أحدهما يحمل علم سلطنة عمان، والآخر يحمل العلم القطري، ويقولان لـ"العربي الجديد": "لم نتمكن من حضور الافتتاح في ستاد البيت، لكننا حضرنا إلى (كتارا) لمتابعة حفل الافتتاح، واستمتعنا بالأجواء الكرنفالية، فقررنا أن نواصل متابعة المباريات من الحي الثقافي"، ولفتا إلى أنهما قدما من العاصمة مسقط للمشاركة في "مهرجان المحامل التقليدية"، الذي انطلق بالتزامن مع بطولة كأس العالم، وأكدا أنهما سيتابعان فعاليات المونديال حتى الختام في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
في أحد مقاهي الحي الثقافي المتنوعة، يجلس فابيل وابنته وابنه مع صديقهم فاكيندو، يرتدون قمصان المنتخب الأرجنتيني. تعرفنا إليهم، وطلبنا الحديث معهم، فاتفقوا أن يتحدث نيابة عنهم الابن مانويل، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إنهم قدموا من بلدهم، السبت الماضي، قبيل افتتاح المونديال، وإنها المرة الأولى التي يزورن فيها الدوحة، وعبر عن إعجابهم بما توفره قطر من بنية تحتية متميزة وحديثة تضم  الطرقات والأنفاق والجسور، وشبكة المترو، وإنهم يفضلون قضاء الوقت في "كتارا" وفي "جزيرة اللؤلؤة".

حول العالم
التحديثات الحية

يضيف مانويل أنهم حجزوا تذاكر العديد من المباريات الكروية، وجميعهم حجزوا تذاكر المباراة النهائية، لأنهم جاؤوا من بلدهم لتشجيع فريق الأرجنتين، ويعتريهم الأمل في وصول "راقصي التانغو" إلى النهائي، والفوز بكأس العالم.
وتنظم المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" فعاليات متنوعة مصاحبة لبطولة كأس العالم، تتواصل حتى الختام في الثامن عشر من ديسمبر المقبل، وتشمل 51 فعالية رئيسية، و300 فعالية فرعية، بمشاركة 22 دولة، وبالتعاون مع عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة. وتتوزع الفعاليات المونديالية بين المهرجانات، والحفلات، والمعارض، والعروض الحية والترفيهية.

الصورة
مشجعون يتابعون شاشة "كتارا" العملاقة خلال حفل الافتتاح (العربي الجديد)
مشجعون يتابعون شاشة "كتارا" العملاقة خلال حفل الافتتاح (العربي الجديد)

ومن بين أبرز الفعاليات النسخة الثانية عشرة من مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، والذي تشارك فيه ثمان دول، هي السعودية، والكويت، وسلطنة عُمان، والعراق، واليمن، والهند، وتركيا، وتنزانيا، إضافة إلى الدولة المضيفة قطر.
ويتضمن المهرجان السنوي العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تواكب ما تشهده قطر من عرس رياضي عالمي، ويقدم للزوار من مشجعي المونديال التراث البحري القطري والخليجي، ويسلط الضوء على عادات وتقاليد الأجداد خلال رحلات الصيد والغوص لاستخراج اللؤلؤ.
ويشتمل المهرجان على 50 جناحاً للدول المشاركة، تضم معارض للمقتنيات التراثية البحرية، وأخرى للحرف والمهن اليدوية، تعرّف بـ43 حرفة يدوية من التراث والموروث البحري، إلى جانب المسابقات البحرية، والورش الخاصة بصناعات السفن والمحامل التقليدية، إضافة إلى إبحار 32 محملاً تراثياً ترفع أعلام الدول المشاركة في مونديال قطر 2022.

ويتوقع أن يزور قطر نحو 1.2 مليون شخص من أنحاء العالم، لمتابعة العرس الكروي العالمي. وحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فقد بيعت نحو ثلاثة ملايين تذكرة لمباريات كأس العالم، وتصدّرت قائمة الأكثر إقبالاً على شراء التذاكر 10 دول، هي بالترتيب قطر، والسعودية، والولايات المتحدة الأميركية، والمكسيك، وبريطانيا، والإمارات، والأرجنتين، وفرنسا، والهند، والبرازيل.


تجدر الإشارة إلى أن أيام المونديال ستشهد 90 فعالية ونشاطاً ترفيهياً موزعة على 12 وجهة في أنحاء قطر، أبرزها "مهرجان فيفا للمشجعين" في حديقة البدع التي تستوعب 40 ألف زائر يومياً، حيث تعرض المباريات على الهواء مباشرة عبر أربع شاشات عملاقة، إلى جانب عروض فنية ومسرحية، وأنشطة ثقافية، كما تتواصل حفلات يومية بمشاركة فنانين عالميين حائزين على جوائز مرموقة في عالم الموسيقى، مثل فرقة بلو، والفنان ديبلو، وكيز دانيال، والفنانة زينب باستك، وبدر الشعيبي والنجم المصري عمرو دياب وغيرهم.
ويختتم المونديال بالمباراة الأخيرة وإعلان الفائز باللقب يوم 18 ديسمبر المقبل، والذي يتزامن مع احتفالات قطر بذكرى يومها الوطني.

ذات صلة

الصورة
أصيب حسن وأحمد في قطاع غزة (حسين بيضون)

مجتمع

قلما ينجو فلسطيني في غزة من صواريخ مسيّرات الاحتلال التي يطلق عليها محلياً اسم "الزنانة"، وكان من بين ضحاياها الشابان حسن أبو ظاهر وأحمد بشير جبر.
الصورة
المنتدى السنوي لفلسطين- اليوم الثالث (العربي الجديد)

سياسة

أكد باحثون، اليوم الاثنين، أهمية "المنتدى السنوي لفلسطين" باعتباره "رافعة مهمّة للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.
الصورة
ريكاردينيو خطف الأضواء في كتارا (انستغرام/Getty)

رياضة

تشهد بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم في الدوحة أحداثاً مثيرة في الملاعب وخارجها، منها قصة البرازيلي ريكاردينيو الذي خطف الأضواء في كتارا.

الصورة
المغترب الفلسطيني محمد صيام (حسين بيضون)

مجتمع

فاق مجموع من فقدتهم عائلة الفلسطيني محمد صيام خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الـ 50 شهيداً، من بينهم والده ووالدته، وبقية العائلة بين مصابين ونازحين.

المساهمون