قوة عراقية خاصة لردع النزاعات العشائرية في البصرة

قوة عراقية خاصة لردع النزاعات العشائرية في البصرة

20 سبتمبر 2021
تكثيف الجهود للحد من النزاعات العشائرية (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -

قررت السلطات العراقية تشكيل قوة خاصة تتولّى مُهمة ردع النزاعات العشائرية في محافظة البصرة، أقصى جنوب البلاد، في مؤشر على نية الحكومة تكثيف جهودها للحد من هذه النزاعات التي تستخدم فيها غالبا أسلحة متوسطة وخفيفة، وعادة ما يسجل خلالها سقوط قتلى وجرحى.

ووفقا لتقرير وزارة الداخلية العراقية، فقد سجل أكثر من 80 نزاعاً عشائرياً في العراق منذ مطلع العام الحالي، تصدّرت البصرة وميسان وبغداد وذي قار المحافظات في كونها الأعلى في تلك المنازعات التي تحصل عادة نتيجة مشاكل على أرض زراعية أو مشاكل اجتماعية واقتصادية، وأخرى مرتبطة بالثأر بعضه يمتد لعشرات السنين.

وأسفرت تلك النزاعات عن مقتل وإصابة العشرات، فضلا عن اعتقال الكثير من المتسببين والمشاركين فيها.

وقال قائد عمليات الجيش في البصرة، عبد الحسين الماجدي، في بيان، إنه "بعد دراسة الواقع الأمني، تبيّن أن البصرة من أفضل المحافظات الآمنة، لولا النزاعات العشائرية التي أصبحت الشغل الشاغل للقوات الأمنية، وعكست الصورة السلبية للبصرة"، مضيفا: "تقرر استحداث قوة قادرة على مجابهة تلك النزاعات والقضاء عليها أو الحدّ منها". 

وأشار إلى أن الحكومة المحلية في البصرة تعمل، وبشكل جدي، من أجل نصب كاميرات المراقبة، ويعد ذلك من أهم المشاريع الأمنية، لافتا إلى أن "قوات الأمن حريصة على تأمين الحماية للمواطنين خلال الفترة المقبلة التي ستشهد الانتخابات البرلمانية". 

مسؤول محلي في محافظة البصرة قال، لـ"العربي الجديد"، إن "النزاعات العشائرية أصبحت خطراً يهدد الأمن في المحافظة، بعد أن فشلت جميع المحاولات السابقة في إنهائها أو الحد منها"، موضحا أن العشائر بدأت تستخدم مختلف أنواع الأسلحة، وتخوض معارك تستمر أياماً من دون أن تتمكن قوات الأمن من فضّها.

ولفت إلى وجود قلق من احتمال تأثير النزاعات العشائرية المسلحة على أمن المحافظة خلال الفترة التي تسبق موعد الانتخابات المقرر أن تجري بعد ثلاث أسابيع. 

وتدخّل الجيش، يوم الجمعة الماضي، لإنهاء نزاع عشائري في محافظة ذي قار جنوبي البلاد. 

وقال قائد عمليات "سومر" المسؤولة عن أمن محافظات ميسان وذي قار والمثنى الجنوبية، سعد حربية، إنّ القوات الأمنية دخلت إلى مدينة الشطرة في ذي قار وتمكنت من إنهاء النزاع، وتأمين جميع الطرق، موضحا أن الجيش بقي في المدينة حتى القبض على جميع المطلوبين الذين شاركوا في النزاع.  

وتوعّد بإجراءات تتعلق بتطبيق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، بسبب المواجهات المسلحة التي نشبت بين عشيرتي "الدبات" و"الهلاليين". 

وسجلت المحافظات الجنوبية الثلاث البصرة وميسان وذي قار 321 نزاعا عشائريا مسلحا، منها 140 نزاعا في البصرة راح ضحيتها 14 شخصا و50 جريحا خلال عام 2020، بحسب ما أكده النائب ميزر حمادي سلطان، رئيس لجنة المصالحة والعشائر في البرلمان العراقي، في يوليو/تموز الماضي. 

كما سبق أن قالت لجنة حل النزاعات العشائرية في البصرة إن المحافظة وحدها شهدت خلال العامين الماضيين 280 نزاعا مسلحا، سقط فيها 35 قتيلا و74 جريحا، مشيرة إلى أن "القوات الأمنية نفذت 1400 مذكرة اعتقال بحق مفتعلي النزاعات منذ 2019 وحتى الربع الأول من عام 2021. وتتفاقم الظاهرة، إذ نشب 15 نزاعا مسلحا في الربع الأول من العام الجاري، راح ضحيتها 11 شخصاً".

المساهمون