قطر: حملات رمضانية لملايين الصائمين في 40 دولة عربية وإسلامية

قطر: حملات رمضانية لملايين الصائمين في 40 دولة عربية وإسلامية

09 مارس 2024
أهداف إنسانية عميقة في مبادرات الخير القطرية (نوشاد سيكاييل/ Getty)
+ الخط -

تعد حملة رمضان الأهم التي يستجيب لها أهل قطر بالصدقات والزكاة من أجل تمويل مشاريع وبرامج تتناسب مع مبادرات الخير المتعددة التي تساهم في تحقيق الأهداف الإنسانية، وبث روح التكافل والتآخي بين الأغنياء والفقراء خلال شهر الصوم.

استعداداً لشهر رمضان أعلنت قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية حملاتها الموجهة إلى الصائمين في قطر ونحو 40 دولة في العالم.
وأطلقت قطر الخيرية حملة "ويؤثرون" بتكلفة أكثر من 430 مليون ريال (118 مليون دولار) التي تستهدف 4.2 ملايين شخص داخل قطر و40 دولة حول العالم، كما أطلق الهلال الأحمر القطري حملة "عونهم واجب" التي تهدف إلى جمع تبرعات من زكاة وصداقات محسنين في قطر لتنفيذ مشاريع رمضانية تخدم 281.000 صائم في 19 بلداً، وتضاف إلى مجموعة كبيرة من المشاريع الإنسانية والتنموية التي تنفذها قطر الخيرية على مدار العام لصالح 1.6 مليون شخص حول العالم. 
أما وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية فأطلقت حملة "إفطار الصائم" الرمضانية التي تخطط لتقديم 700 ألف وجبة إفطار لأكثر من 24 ألف صائم يومياً طوال الشهر الفضيل في 20 موقعاً بينها 5 لتوزيع وجبات.

وقال مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع تنمية الموارد والإعلام في قطر الخيرية أحمد فخرو: "اختارت قطر الخيرية شعار ويؤثرون لحملتها الرمضانية هذا العام من أجل لفت الأنظار إلى أهمية استثمار الشهر المبارك في البذل وعمل الخير لصالح الفقراء والمحتاجين، وصولاً إلى منزلة الإيثار (إعطاء الكثير وإبقاء القليل) التي يعدّها علماء الدين أعلى درجات السخاء وأكمل أنواع الجود".
وحث فخرو أهل الخير في قطر على "دعم مشاريع الحملة الرمضانية من أجل مد يد العون لملايين النازحين واللاجئين والمتضررين من الكوارث والأزمات والفقراء والمحتاجين حول العالم، وتقديم المساعدات للغارمين (من ضاقت بهم السبل) والحالات الإنسانية داخل قطر، وتنفيذ مشاريع تنموية نوعية تحدث فرقاً في حياة المستفيدين من الحملة، وتوفر لهم حياة كريمة".
وستنفذ قطر الخيرية عدداً كبيراً من المشاريع في 40 دولة حول العالم من خلال مكاتبها الميدانية وشركائها المحليين، وستركز على فلسطين والداخل السوري والصومال واليمن وبنغلادش، بينهم لاجئو الروهينغا. وتشمل هذه المشاريع إفطار صائم وزكاة الفطر وكسوة العيد، وإنشاء مدينة الحياة للأيتام في مدينة إسطنبول التركية التي تعتبر أكبر مدينة للأيتام في العالم، وأيضاً تنفيذ حزمة كبيرة من المشاريع في مجال الآبار وبيوت الفقراء وبناء المساجد وكفالة 5000 يتيم بتكلفة مقدارها 335 مليون ريال (92 مليون دولار). وسيستفيد من هذه المشاريع 3.3 ملايين شخص.

وتشمل الحملة الرمضانية لقطر الخيرية مشروعاً لتقديم وجبات إفطار وسلل غذائية لفقراء ومحتاجين تتضمن مواد تموينية أساسية لتغطية احتياجات أسر طوال شهر رمضان، وذلك بتكلفة نحو 18.5 مليون ريال (5 ملايين دولار) سيستفيد منها أكثر من 362 ألف شخص. 
وداخل قطر سيستفيد نحو 920 ألف شخص من مشاريع ستنفذها قطر الخيرية بتكلفة أكثر من 95 مليون ريال (26 مليون دولار) سيجري توجيهها للمّ شمل أسر الغارمين خلال الشهر الكريم، ودعم حالات مرضية وكفالة أسر محدودة الدخل، إلى جانب تنفيذ مشاريع إفطار صائمين من العمال وأفراد الأسر من ذوي الدخل المحدود والأيتام وأبناء الجاليات.
أيضاً سيتوسع مشروع زكاة الفطر إلى الأسر المحتاجة خلال شهر رمضان وعيد الفطر بتكلفة نحو 9.2 ملايين ريال (2.52 مليون دولار). ويتوقع أن يستفيد منه نحو 611 ألف شخص، في حين يستهدف مشروع كسوة العيد بتكلفة تزيد عن 1.4 مليون ريال (380 ألف دولار) إدخال الفرحة إلى قلوب 7160 طفلاً يتيماً خلال عيد الفطر.

مشاريع افطار الصائم 

وبحسب قطر الخيرية تتنوع مشاريع إفطار الصائم داخل قطر، وتشمل تقديم وجبات وإقامة موائد إفطار للصائمين تغطي مختلف مناطق الدولة بتكلفة تزيد عن 17 مليون ريال (4.66 ملايين دولار) يستفيد منها نحو 900 ألف شخص، وبينها موائد الإفطار المتنقل للعمال، وموائد الإفطار الجماعي التي تنظم للعمال في 39 موقعاً على مدار شهر رمضان، إضافة إلى مشروع مونة رمضان الذي يمنح الأسر ذات الدخل المحدود وتلك للجاليات وأيضاً الأرامل قسائم شرائية توفر احتياجات المواد التموينية الخاصة بشهر رمضان قبل بدايته. 

من حملة رمضانية سابقة لقطر الخيرية في الصومال (محمد عبد الوهاب/ فرانس برس)
من حملة رمضانية سابقة لقطر الخيرية في الصومال (محمد عبد الوهاب/ فرانس برس)

كما تشمل مشاريع قطر الخيرية الرمضانية داخل قطر "البيت للبيت" الذي سيوزع وجبات عائلية من إعداد الأسر المنتجة على تلك ذات الدخل المحدود، وكذلك الإفطار الجوال الذي يقدم وجبات خفيفة لمن يدركهم الأذان قبل الوصول إلى منازلهم، فضلاً عن إفطار الجاليات الذي يوفر موائد جماعية بالتعاون مع برنامج "إيماني" لأبناء الجاليات، وكذلك مطبخ الخير الذي تتعاون فيه شخصيات قطرية ومتطوعون لإعداد وجبات طعام لأسر ذات دخل محدود من خلال مطبخ تستأجره قطر الخيرية، إلى جانب مشروع "سقياً رمضان" الذي يوزع عبوات مياه على مصلين في المساجد.

"عونهم واجب"

وفي فبراير/ شباط الماضي، أطلق الهلال الأحمر القطري حملته الرمضانية باسم "عونهم واجب" بهدف جمع التبرعات والاستفادة منها في تنفيذ مجموعة مشاريع رمضانية تخدم 281 ألف صائم في 19 دولة.
وقال الأمين العام بالوكالة للهلال الأحمر القطري فيصل محمد العمادي: "بين إنسان ضعيف يتوق إلى من يمد له يد العون، ومحسن فاضل يستشعر واجبه الإنساني والديني، يمد الهلال الأحمر القطري جسراً جديداً للعطاء والتراحم من خلال حملة تستهدف تنفيذ مشاريع رمضانية وتنموية متنوعة لصالح مئات آلاف الفقراء واللاجئين والنازحين أثناء شهر رمضان المبارك وبعده".
وأشار العمادي إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، في ظل فقدانهم مقومات الحياة الآمنة الكريمة، وأكد مواصلة دعمهم وتوفير احتياجاتهم الملحة والعاجلة في مختلف المجالات.

وإلى مشاريع إفطار الصائم خلال شهر رمضان يسعى الهلال الأحمر القطري إلى تنفيذ خطة متكاملة للمشاريع والبرامج الإنسانية تمتد حتى نهاية العام الجاري للوصول إلى نحو 1.6 مليون مستفيد. وتشمل الخطة قطاعات الغذاء والإيواء والمياه وكسب العيش والتعليم والدعم النفسي والصحة والقوافل الطبية.
وتركز حملة الهلال الأحمر القطرية الرمضانية على مشاريع تنموية، مثل بناء بيوت للنازحين وحفر آبار مياه، وتمويل مشاريع كسب العيش للأسر المنتجة، وتوفير سلل غذائية، وتقديم خدمات ورعاية صحية لمرضى، وتوفير الأجهزة والأدوية اللازمة لهم وعلاجهم، وإعانة الغارمين، وكفالة الأسر المحتاجة.
من جهتها، أطلقت الإدارة العامة للأوقاف في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حملة "إفطار الصائم" في 20 موقعاً تستهدف تقديم 700 ألف وجبة في 20 موقعاً في قطر خلال شهر رمضان.
وقال المدير العام للإدارة العامة للأوقاف خالد بن محمد بن غانم آل ثاني إن "مشروع إفطار الصائم يُعد من المبادرات المجتمعية المهمة للإدارة من أجل بث روح التكافل بين أفراد المجتمع. وللصوم أجر عظيم، ونشكر المحسنين الذين يدعمون مشروع إفطار الصائم الذي ينمو عاماً بعد عام، وقد ضاعف الإقبال الكبير على حملة إفطار الصائم أعداد الموائد ومواقع التوزيع، وبالتالي عدد المستفيدين المستهدفين خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي". 
ويتضمن مشروع "إفطار صائم" الذي يعتبر أحد مشاريع المصرف الوقفي للبر والتقوى، خياماً جاهزة لتناول الوجبات، ومواقع لتوزيع وجبات على الصائمين.

المساهمون