فريق ياباني ينجح في تعديل أول "جرابي" وراثياً

فريق ياباني ينجح في تعديل أول "جرابي" وراثياً

02 اغسطس 2021
حيوان الأبوسوم (سوزان كريتر/ Getty)
+ الخط -

استخدم فريق من الباحثين في معهد "ريكين" الياباني للأبحاث، تقنية "كريسبر" لتعديل الجينات في أنواع معينة من الحيوانات يطلق عليها اسم "الجربيات"، وهي أنواع من الثدييات تشبه إلى حد ما حيوانات الكوالا، وتنتشر في القارة الأميركية وأستراليا.

وبفضل هذه التقنية، تمكن العلماء من تعديل جينات أحد أنواع الحيوانات، والتي يطلق عليها اسم الأبوسوم، وهي رتبة من الثدييات تضم رمادية اللون لديها ذيل صغير، وتتواجد بشكل كبير في أميركا الشمالية.

وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة  MIT Technology، ونقلتها صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، فقد تساعد هذه النتائج في أن يتولى العلماء في المستقبل تعديل الكثير من جينات الحيوانات، بهدف دراسة الطبيعة الحيوانية أكثر، أو تطوير علم الأحياء، أو حتى معالجة أمراض مثل الورم الميلانيني، وهو نوع من أنواع سرطان الجلد.

ويشير المؤلف الرئيسي للدراسة هيروشي كيوناري، إلى أن نجاح تجربته بتعديل بعض الجينات الخاصة بحيوان "الأبوسوم" سيمكنه من تنفيذ المزيد من المشاريع ذات العلاقة بهذه التقنية. ويمكن تنفيذ مشروع كبير لخنازير مقاومة للأمراض باستخدام تقنية كريسبر لتغيير حمضها النووي.

ووفق الخبراء، فقد ساعدتهم التقنية في حذف الجين الذي يرمز إلى إنتاج الصباغ الذي تخرجه هذه الحيوانات، إذ من المعروف أن هذه الحيوانات تخرج أنواعاً معينة من الصباغات، وبفضل تعديل الجينات لم تتمكن الحيوانات من إنتاجها.

ويقول الخبراء إنّهم واجهوا الكثير من العقبات لحذف هذا الجين من الحيوانات، أبرزها تحديد الوقت بدقة، وحقنها بالهرمونات، وتجهيزها للحمل. وكان التحدي الثاني يتعلق بالطبيعة الداخلية للجربيات، إذ أن بويضاتها عادة ما تكوّن طبقة سميكة حولها، تسمى القشرة المخاطية، الأمر الذي يجعل من الصعب حقن علاج كريسبر في الخلايا.

ويقول الباحث كيوناري إنّ "محاولتهم الأولى لم يكتب لها النجاح، إذ لم تخترق الحقن أجساد الجربيات. عندها أدركوا أنه من الأسهل إجراء الحقن في مرحلة مبكرة من الإخصاب، قبل أن يصبح الغلاف المحيط بالبويضة قاسياً للغاية".

وبعدها استخدم الباحثون أداة تسمى المثقاب الكهرضغطية، والتي تستخدم الشحنة الكهربائية لاختراق الغشاء بسهولة أكبر، الأمر الذي ساعدهم على حقن الخلايا من دون إتلافها.

وفي أول تعليق على نتائج الدراسة، وصف عالم الوراثة في جامعة "تكساس" ريو غراندي، جون فانديبيرج، والذي لم يكن مشاركاً فيها: "هذا العمل إنجاز. لم أكن أتوقع أنه قد يحدث في حياتي".

سابقاً، وتحديداً في سبعينيات القرن الماضي، استخدم حيوان الأبوسوم في عمليات مشابهة. وحاول الباحثون تعديل جيناته لمدة 25 عاماً على الأقل، لكن تلك العملية لم تكن ذات تأثير علمي واضح، بحسب كيوناري.

ويأمل علماء الأحياء المقارن أن تساعدهم القدرة على التعديل الجيني للأبوسوم على تعلم المزيد عن بعض الجوانب الفريدة لبيولوجيا الجربيات التي لم يتم فك شفرتها بعد، بحسب عالم المناعة في جامعة نيو مكسيكو، روب ميلر، الذي يستخدم حيوانات "الأبوسوم" في أبحاث سابقة له.  

المساهمون