فرحة العيد في شوارع القاهرة رغم الظروف الاقتصادية

فرحة العيد في شوارع القاهرة رغم الظروف الاقتصادية

11 ابريل 2024
لا غنى عن كعك العيد في المحال (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، تستمر الأسر المصرية في الاحتفال بعيد الفطر، حيث تتنوع الطقوس من إعداد أو شراء الكعك والحلويات، إلى شراء ثياب العيد. سمية من حي المقطم تمثل الأسر التي تفضل إعداد الحلويات بنفسها للحفاظ على الطقس الاحتفالي.
- عائلة أسماء، بدخلها المحدود، تجد في شراء الحلوى الجاهزة البديل الاقتصادي، مع الحرص على إدخال البهجة لأبنائها بالحلوى وملابس العيد، مستفيدة من تدوير الملابس بين الأخوة.
- شاهيناز من الإسكندرية تبرز كمثال للأسر التي تفضل الجودة والمذاق حتى بأسعار مرتفعة، مع ظهور مظاهر الاحتفال بالعيد في الشوارع والمجمعات السكنية، مما يعكس روح العيد والتقاليد العريقة.

يعيش المصريون ظروفاً اقتصادية صعبة وغلاء لا يمنعهم من استقبال عيد الفطر، سواء من خلال إعداد الكعك على أنواعه في البيوت أو شرائه، فضلاً عن طقوس أخرى منها شراء ثياب العيد.

بدأت الستينية سمية إعداد حلوى عيد الفطر من كعك وبسكويت وغير ذلك خلال النصف الثاني من شهر رمضان، وهذه عادة سنوية وطقس احتفالي لا غنى عنه. سمية أم وجدة لعدد من الأحفاد، تقطن في حي المقطم وتصنع حلوى العيد وتوزعها على أبنائها في بيوتهم، وتُبقي كمية في منزلها تقدمها على المائدة مع المشروبات الساخنة صبيحة يوم العيد.
تصنع سمية حلوى العيد بمهارة، مستخدمة المكونات الطبيعية فقط. وعلى الرغم من التعب، ترفض بشكل قاطع شراءها من محال الحلوى والمخابز.
وتنخفض كلفة إعداد حلوى العيد في المنزل بالمقارنة مع شراء علب جاهزة. إلا أن أكثر ما تفكر فيه سمية هو الطقس الاحتفالي السنوي والجودة والمذاق الخاص. وتتراوح أسعار الطحين في مصر بين 35 ومائة جنيه (ما بين 70 سنتاً ودولارين)، فيما يبدأ سعر كيلوغرام السمن البلدي من 180 أو 200 جنيه (حوالى أربع دولارات) وصولاً إلى 750 جنيها (15 دولاراً أميركياً) لذلك النيوزيلندي. كما يبدأ سعر كيلوغرام السكر من 27 جنيها (نحو نصف دولار) ويرتفع بحسب جودته وتوفره في الأسواق، كذلك الحال مع البيض والحليب. 
وتقدر سمية سعر إعداد نحو خمسة كيلوغرامات من الكعك وأربعة كيلوغرامات من البسكويت وثلاثة كيلوغرامات من البيتيفور وكيلوغرامين من الغريبة بحوالي ألف جنيه (حوالي 21 دولارا أميركيا). وبخلاف سمية، تحرص أسر على شراء حلوى العيد من المحال والمخابز المنتشرة في كافة الأنحاء، وبأسعار في متناول معظم الطبقات الاجتماعية. ويبدأ البيع من وزن ربع كيلوغرام، على عكس الصناعة المنزلية التي تستلزم إعداد كميات وتجهيزات وقوالب للفرن وغيرها. 

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وتحرص الثلاثينية أسماء، وهي أم عاملة لثلاثة أطفال، على إدخال بهجة العيد إلى قلوب أبنائها وشراء كميات محددة من حلوى العيد لتكون على طاولة الطعام، وهي عادة مصرية أصيلة في كل عيد. تعمل أسماء سكرتيرة في عيادة طبيب متخصص في أمراض النساء والتوليد، وتتقاضى ثلاثة آلاف جنيه (نحو 64 دولارا أميركيا)، بينما يعمل زوجها في متجر تصليح وصيانة هواتف محمولة وأجهزة خلوية، ما يعني أن دخله غير ثابت.   
لذلك، فإن شراء الحلوى الجاهزة هو البديل الاقتصادي الملائم لعائلة أسماء، بدلاً من شراء السمن والسكر والطحين وبقية المكونات. وتقول إنها تشتري ربع كيلوغرام من كل صنف، أي الكعك والبسكويت والغريبة والبيتيفور، من مخبز مشهور في حي الزيتون، حيث تعيش وتعمل. وتشير إلى أن أسعاره اقتصادية، تتراوح بين 150 و200 جنيه للكيلوغرام الواحد (نحو أربعة دولارات).  

الصورة
حلويات العيد المنزلية (العربي الجديد)
حلويات العيد المنزلية (العربي الجديد)

لدى أسماء تفاصيل أخرى على عاتقها من أجل الاحتفال بعيد الفطر، وتحرص على شراء ملابس وأحذية لأبنائها. تقول أسماء إنه ليس بالضرورة أن تشتري لأبنائها الثلاثة ملابس وأحذية جديدة كل عيد، لافتة إلى أنها تكتفي بشراء حذاء جديد لمن يحتاج واحداً، والحال نفسه ينسحب على الملابس. وتوضح أن الأصغر سناً يستفيدون من الملابس التي تضيق على الأكبر سناً. 
شراء حلوى العيد الجاهزة ليست فقط بديلاً اقتصادياً لبعض الأسر، بل هي أساسية في بيوت غير الماهرات في إعداد المخبوزات والمعجنات والحلوى، كما تقول شاهيناز، وهي ربة بيت وأم لشابين تعيش في الإسكندرية مع زوجها العميد في الجيش المصري.

 
تشتري شاهيناز من محل تعد أسعاره مرتفعة للغاية هذا العام، إذ يتراوح سعر كيلوغرام الكعك بين 1600 جنيه (نحو 33 دولاراً) ويزيد إذا ما كان الكعك مصنوعاً من الجوز والملبن والفستق. كذلك الحال بالنسبة للحلويات الأخرى. واللافت أن بعض المتاجر الكبرى لبيع الحلويات لجأت إلى نظام التقسيط منذ أكثر من عامين. والأمر لا يتوقف فقط على شراء حلوى العيد باعتبارها باهظة الثمن، لكن الحال نفسه ينطبق على مواسم دينية وأعياد محلية أخرى مثل حلوى المولد النبوي وشوكولاته الأعياد والمناسبات وغيرها. 
بخلاف تلك المتاجر الكبرى المنتشرة في غالبية المحافظات، فإن المخابز المحلية تصنع أصنافاً مختلفة من تلك الحلوى وتطرحها للبيع معظم أوقات العام. كما توجد منافذ بيع منتشرة لعدد من الجهات الحكومية مثل منفذ وزارة الزراعة بحي الدقي بالجيزة، ومنافذ أمان التابعة لوزارة الداخلية المصرية، التي تطرح منتجات وسلعا مخفضة طوال العام من لحوم ودواجن وأسماك وغيرها. 
وفي المحافظات المصرية، لا يقتصر استقبال الأعياد على إعداد الحلوى والمأكولات فقط، لكن مظاهر الاحتفال تظهر في الشوارع وعلى المباني والمجمعات السكنية.
وبادر أطفال وشباب أحياء شعبية في الزيتون وشبرا والعجوزة وغيرها في محافظتي القاهرة والجيزة، إلى تعليق زينة العيد، وهي عبارة عن أوراق ملونة وقصاصات بلاستيكية لامعة تمتد بين المباني، وكذلك الحال على بوابات العمارات ومداخل الشقق والشوارع الداخلية والأزقة والحارات. 

المساهمون