عواصف الغبار تزيد معاناة المصابين بأمراض تنفّسية في مخيم الركبان

عواصف الغبار تزيد معاناة المصابين بأمراض تنفّسية في مخيم الركبان

10 ابريل 2022
الغبار يغطي سماء مخيم الركبان للنازحين السوريين (العربي الجديد)
+ الخط -

شهد مخيم الركبان الواقع شرقي محافظة حمص، خلال الأسبوع الماضي عاصفتي غبار شديدتين، عطّلتا حياة النازحين السوريين، وفاقمتا معاناة المصابين بأمراض تنفسية، ولاسيما مصابو الربو، في ظل حصار تفرضه قوات النظام على المخيم منذ سنوات، وفقدان لمعظم الأدوية.
وقال الممرّض العامل في نقطة شام الطبية بالمخيم، أسامة محمود، لـ"العربي الجديد"، إن "عواصف الغبار بدأت قبل نحو شهر، لكننا شهدنا خلال الأسبوع الماضي عاصفتين شديدتين، واستقبلت النقطة خلال هذه الفترة 40 مراجعاً في المتوسط يوميا، وجميعهم كانوا يعانون من صعوبات في التنفس، وكثيرون منهم من الأطفال، وحديثي الولادة".
وأوضح محمود أن "المخيم يعاني بشكل عام من غياب الأدوية الأساسية، وخاصة أدوية الربو والالتهابات الرئوية، وإذا وجد شيءٌ منها فإنه يباع بأسعار باهظة. نقطة شام الطبية فيها جهاز رذاذ واحد يستخدم لنوبات التحسس، أو نوبات الربو الحادة، ويتناوب عليه جميع مراجعي النقطة بمساعدة الموظفين الـ13".

وأوضح أنه "لا توجد إحصائية لعدد المصابين بالأمراض التنفسية في المخيم بسبب غياب المخابر التي يمكنها إجراء تحاليل أو فحوص، وتوزّع النقطتان الطبيتان الوحيدتان في المخيم الذي يزيد عدد سكانه على سبعة آلاف نازح، ما يتوفر لديهما من أدوية على المراجعين، وغالبية هذه الأدوية مسكنات، ولا تكاد تنتهي حتى يعود المريض إلى حالته الأولى".
ويقول الناشط عماد الغالي، المقيم في المخيم، لـ"العربي الجديد"، إن "مخيم الركبان يقع في منطقة صحراوية، وعند هبوب الرياح تدخل الأتربة إلى داخل الخيام، وتحجب الرؤية، وتخلف مشكلات تنفسية. الأسبوع الماضي كان قاسياً بسبب العاصفتين، وأغلقت المحال التجارية، والصيدليات، ومكث الأهالي في خيامهم الطينية لساعات طويلة، وزاد من المعاناة عدم توفر أطباء منذ سنوات، إذ يشرف على النقطتين الطبيتين ممرضون ومتدربون، وتغيب الأجهزة الطبية الضرورية، كما تغيب الأدوية بسبب تشديد النظام على المهرّبين الذين كانوا ينقلون بعض الطعام والأدوية للسكان المحاصرين منذ يوليو/ تموز 2019".

وأكد الغالي أن "العاصفتين الأخيرتين دمّرتا العديد من الأسقف المستعارة للخيام والبيوت الطينية، كما أحدثتا ضرراً كبيراً في الأسقف القماشية، إضافة إلى الرعب بين الأطفال الذين حبسوا مع أهلهم في المنازل لساعات طويلة بسبب صعوبة الرؤية، وكمية التراب الذي كان يحمله الهواء".
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأربعاء الماضي، جميع الأطراف المعنية إلى التحرك العاجل لتقديم الدعم الإغاثي للنازحين السوريين في مخيم الركبان، في ظل اشتداد الأزمة الإنسانية، ونفاد المواد الأساسية.

وقال في بيان، إنّ نحو ثمانية آلاف نازح سوري في المخيم يعانون من ظروف معيشية غاية في السوء بسبب حصار قوات النظام السوري، وإغلاق الجانب الأردني للحدود، وامتناع قوات التحالف الدولي عن تقديم أية مساعدة إنسانية.

المساهمون