طفل سوري ضحية مخلفات الحرب في ريف إدلب

طفل سوري ضحية مخلفات الحرب في ريف إدلب

31 مارس 2022
يعمل الدفاع المدني السوري على التقليل من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب (صفحته على فيسبوك)
+ الخط -

تتسبّب مخلفات الحرب في وفيات وإصابات مختلفة في مناطق شمال غربي سورية، خصوصاً في مناطق جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وضحاياها بمعظمهم من الأطفال الذين يجهلون خطورة هذه الأجسام في ظلّ عدم تلقيهم التوعية اللازمة. وأمس الأربعاء، قتلت واحدة من تلك المخلفات الطفل السوري مصطفى البكور البالغ من العمر عشرة أعوام، وفق ما نقل الدفاع المدني السوري.

والطفل الذي يتحدّر من بلدة شنان في منطقة جبل الزاوية، وفق ما يخبر الناشط عمر المصطفى، من أبناء البلدة، "العربي الجديد"، كان "يرعى الأغنام عند عثوره على جسم غريب في أرض زراعية تسبّب في وفاته على الفور من جرّاء انفجاره". وأشار إلى أنّ "طفلاً آخر من أبناء البلدة فقد يده قبل عامَين بانفجار إحدى مخلفات الحرب في الأراضي الزراعية".

وبحسب مراقبين وكذلك سكان المنطقة، قد يرتفع معدّل الإصابات والوفيات الناجمة عن انفجار مخلفات حرب في الفترة المقبلة، مع توجّه السكان إلى أراضيهم الزراعية في جبل الزاوية حيث تنتشر مثل تلك المخلفات بكثرة، خصوصاً القنابل العنقودية.

ويقول مصعب العلي وهو من بلدة البارة بالمنطقة لـ"العربي الجديد" إنّ "ثمّة تخوّفاً كبيراً لدى الأهالي من جني محاصيلهم الزراعية، لا سيّما مع الاستهداف المتكرر للمنطقة، بالإضافة إلى أنّها تحتوي على ذخائر كثيرة غير منفجرة تهدّد حياة المزارعين والأهالي". وعدم قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم الزراعية بشكل مستمر يهدّد حياة الأشجار فيها ومحاصيلهم الزراعية المختلفة.

يضيف العلي أنّ "أرضي الزراعية قريبة جداً من خطوط التماس، وهي تقع على أطراف بلدة البارة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وتبلغ مساحتها أربعة دونمات، وتحتوي على أشجار المحلب. وفي العام الماضي، اضطررنا إلى قطف المحصول الذي تشتهر به بلدات قليلة في إدلب، مثل البارة وعين لاروز والموزرة، في ظلّ القصف. وقد خاطر الأهالي بأرواحهم عندما راحوا يجنون محاصيلهم، لأنّ ذلك يؤمّن لهم مصدر دخلهم السنوي. وقد أصيب أحد الجيران نتيجة انفجار قنبلة هاون من مخلفات قصف سابق في أرضه الزراعية".

قضايا وناس
التحديثات الحية

في السياق، يوضح منسق برنامج الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري محمد سامي المحمد أنّ "الألغام الأرضية من أكثر الأخطار التي تنتج عن الحروب، وضررها قد يمتدّ لعشرات السنين وربما لمئات مقبلة، وهي تحتاج إلى جهد جماعي ووطني لإنجاز عمليات حصر أماكنها وعمليات التخلص منها".

ويشير المحمد إلى أنّ "عمليات التوعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب من أبرز ما يرافق عمليات التخلص من الألغام. ويولي الدفاع المدني السوري ذلك أهمية كبرى، فينظم حملات توعية خاصة. ومنذ عام 2020 نفّذت فرق الدفاع المدني السوري نحو 1232 جلسة توعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب".

يُذكر أنّ فرق "UXO" في الدفاع المدني السوري تعمل على تخفيض مخاطر الذخائر غير المنفجرة، لا سيّما على المزارعين في المناطق التي تعرّضت للقصف، مع اقتراب التحضير للزراعات الصيفية، بحسب ما ورد في بيان للفريق اليوم الخميس. أضاف البيان أنّ "آلاف الذخائر غير المنفجرة من مخلفات قصف النظام وحليفه الروسي، تنتشر في المناطق الزراعية وبين منازل المدنيين في شمال غربي سورية، وتشكّل تهديداً كبيراً على حياة السكان"، وتابع "نوصي أهلنا المدنيين بضرورة عدم الاقتراب من الأجسام المشبوهة أو مخلفات الحرب غير المنفجرة، وإبلاغ فرقنا عنها فوراً".

المساهمون