شيّدت القوات التركية، صباح الخميس، كتلاً إسمنتية على مفرق بلدة بينين، الواقعة قرب خطوط التماس الفاصلة بين مناطق المعارضة السورية وقوات النظام السوري في الجهة الشرقية الجنوبية من منطقة جبل الزاوية، جنوب محافظة إدلب، شمالي سورية. وحصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر عسكرية تابعة للمعارضة السورية تُفيد بأن القوات التركية شيّدت ورفعت الكتل الإسمنتية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظلّ قيام قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا بكشف ورصد واستهداف بعض الطرقات التي يستخدمها المدنيون بشكل مكثف خلال فترة التصعيد في الأشهر الماضية.
أرسلت القوات التركية مجموعة استطلاع إلى أطراف بينين بهدف إنشاء نقطة عسكرية جديدة لها في المنطقة
وأكدت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن القوات التركية أرسلت مجموعة استطلاع تابعة لها من قاعدتها العسكرية الواقعة في معسكر المسطومة، القريب من مدينة أريحا، غربي محافظة إدلب، إلى أطراف بلدة بينين، الواقعة في الجهة الشرقية الجنوبية من منطقة جبل الزاوية، وذلك بهدف إنشاء نقطة عسكرية جديدة لها في المنطقة خلال الأيام المقبلة.
وأشارت المصادر إلى أن القوات التركية عزّزت خلال الأيام القليلة الماضية نقاطها العسكرية المنتشرة على الخطوط الشرقية والجنوبية من منطقة جبل الزاوية بمدافع ثقيلة ودبابات ومدرعات وجنود، لافتة إلى أن "عدد الآليات الثقيلة التي أدخلتها القوات التركية إلى منطقة جبل الزاوية خلال الأيام السبعة الماضية تجاوز الـ30 مدفعا ودبابة من طرازات مختلفة".
وأشار مصدر من وحدات الرصد والمتابعة، التابعة للمعارضة العسكرية السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "أربعة مطارات عسكرية يُسيطر عليها النظام السوري والمليشيات الإيرانية سجلت، اليوم الخميس، عدة إقلاعات تدريبية لطائرات حربية ومروحية"، مؤكداً أن "أكثر من 15 طائرة تدريبية أقلعت من مطار السين العسكري في ريف دمشق الشرقي، ومطاري التيفور والشعيرات في ريف حمص الشرقي، ومطار حماة العسكري، بالإضافة إلى إقلاع بعض الحوامات من مدرسة المجنزرات الواقعة شرق محافظة حماة".
وتعليقاً على ذلك، رأى العقيد مصطفى بكور، المتحدث باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في منطقة إدلب، أن "الأتراك ليست لديهم نية للتخلي عن إدلب في المستقبل القريب، لذلك يعززون تمركزهم"، مؤكداً أن "الأتراك صرحوا بأنهم سيدافعون عن إدلب في حال حاول النظام التقدم إليها، لذلك ربما هم يقومون بتعزيز قواتهم تحسبا لأي طارئ".
وحول قمّة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، التي انعقدت أمس الأربعاء في منتجع سوتشي الروسي، لبحث ملفات سورية عدة، من بينها الوضع في إدلب، قال بكور في حديث لـ العربي الجديد": "لا أجد جديداً في تصريحاتهما"، معرباً عن اعتقاده بأن "ما صدر من تصريحات يأتي في إطار الأعراف الدبلوماسية، ولا ينم عن حقيقة ما يجري".
أما بالنسبة لحركة الحوامات بين مطار حماه ومدرسة المجنزرات، فهي "تأتي في إطار تدريب الفرقة 25 على الإنزالات الجوية تحضيراً للهجوم على جبل الزاوية كما يروج النظام"، بحسب بكور.