شباب العالم يعودون إلى الشوارع احتجاجاً على التغير المناخي

شباب العالم يعودون إلى الشوارع احتجاجاً على التغير المناخي

24 سبتمبر 2021
غريتا تونبرغ ستشارك في احتجاج بالعاصمة الألمانية برلين (توبياس شوارتز/فرانس برس)
+ الخط -

بدأ فتيان وفتيات من أنحاء العالم في الخروج إلى الشوارع، اليوم الجمعة، للمطالبة بإجراء سريع لوقف التغيّر المناخي المدمر، في أكبر احتجاج لهم منذ بدء جائحة كورونا.

ويمتدّ الاحتجاج خمسة أسابيع قبل قمة الأمم المتحدة للتغيّر المناخي التي تهدف لاتخاذ إجراء أكبر من جانب زعماء العالم للحدّ من انبعاث الغازات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وقالت فَرزانا فاروق، الجمعة، وهي شابة عمرها 22 عاماً، في دكا عاصمة بنغلادش "الكل يقطع الوعود ولا أحد يفي. نريد المزيد من العمل... نريد أفعالاً لا مجرد وعود".

وانطلقت المظاهرات في آسيا ومن المزمع القيام باحتجاجات في أكثر من 1500 موقع، وفقاً لحركة "فرايدايز فور فيوتشر" أو (أيام الجمعة من أجل المستقبل). وفي ألمانيا وحدها، يتوقع المنظمون أن يشارك مئات الآلاف في أكثر من 400 احتجاج.

وقالت الناشطة السويدية، غريتا تونبرغ، "كان عاماً ونصف العام في غاية الغرابة مع هذا الوباء. لكن أزمة المناخ لم تختف بالقطع".

وأضافت تونبرغ التي ستشارك اليوم الجمعة، في احتجاج بالعاصمة الألمانية، برلين، "على العكس.. أصبح الأمر أكثر إلحاحاً اليوم".

ومن المقرر أن ينزل عشرات الآلاف من ناشطي المناخ، إلى المدن الألمانية، الجمعة، قبل الانتخابات العامة المقرّرة في نهاية الأسبوع، من أجل زيادة الضغط على المرشّحين لخلافة أنغيلا ميركل. وفيما تنظم الأحزاب الكبيرة في ألمانيا تجمّعات حاشدة قبل انتخابات الأحد، ستسعى مسيرات شبابية تنظمها حركة "فرايديز فور فيوتشر"، التي كانت تونبرغ خلف نشوئها، إلى إثبات أنّ الطبقة السياسية خذلت جيل الشباب.

وفي ميناء دوفر البريطاني، أنشط ميناء شحن في أوروبا، قالت السلطات إنّ المحتجّين سدّوا مداخل الميناء ومخارجه.

وذكرت جماعة "اعزلوا بريطانيا"، التي سدّت هذا الشهر أزحم طريق بري حول لندن مراراً، أنّ أكثر من 40 شخصاً سدوا طريقاً دائرياً يؤدي للميناء.

وقالت سلطات الميناء، في بيان "نعمل مع الشرطة ونعتذر عما حدث من اضطراب. لا يزال الميناء مفتوحاً".

وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على 12 شخصاً حتى الآن وإنّ الاحتجاج يسبّب اضطراباً.

وفي أغسطس/ آب، حذّر تقرير عن العلوم المناخية صدر عن الأمم المتحدة من أنّ النشاط البشري يتسبّب في اختلالات مناخية منذ عقود، لكنه أشار إلى أنّ اتخاذ إجراء سريع وواسع النطاق يمكن أن يوقف بعض الآثار المدمّرة.

وحتى الآن لم تضع الحكومات خططاً لخفض الانبعاثات بسرعة تكفي لحدوث ذلك.

وتمثّل احتجاجات الجمعة عودة لمظاهرات الشباب الداعية للحدّ من تغيّر المناخ، والتي شارك فيها أكثر من ستة ملايين في عام 2019، قبل أن توقف جائحة كوفيد-19 التجمّعات الحاشدة ويستعيض الشباب عنها بالعمل عبر العالم الافتراضي.

وقال يوسف بلوخ، وهو شاب عمره 17 عاماً من إقليم بلوشستان في باكستان، إنّ العودة للعمل في العالم الواقعي ضرورية لدفع زعماء العالم لمعالجة الأزمة. وأضاف "في المرة السابقة كان الأمر على الساحة الافتراضية ولم يلتفت إلينا أحد".

بماذا يطالب ناشطو البيئة؟

وقالت حركة "فرايديز فور فيوتشر" إنّ الناشطين سيكونون جزءاً من إضراب عالمي للمناخ في أكثر من ألف منطقة ومدينة حول العالم. ومطلبهم الأساسي هو حصر ارتفاع درجة حرارة الأرض بحد أقصى يبلغ 1,5 مئوية على النحو المنصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم في العام 2015.

وحدّد اتفاق باريس للمناخ هدفاً يتمثل في حصر الاحترار العالمي بأقل من درجتين فوق المستوى ما قبل الصناعي والأفضل عند 1,5 درجة مئوية.

ورغم دعم المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الصريح لتدابير حماية المناخ، فشلت ألمانيا خلال السنوات الأخيرة في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات بموجب الاتفاق. وفي حكم تاريخي صدر في إبريل/نيسان، وجدت المحكمة الدستورية الألمانية أنّ خطط الحكومة للحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون "غير كافية" لتحقيق أهداف اتفاق باريس وتلقي "بعبء غير عادل" على الأجيال القادمة.

وأطلقت حركة "فرايديز فور فيوتشر" إضرابات مدرسية في كلّ أنحاء العالم قبل أكثر من عامين، قائلة إنّ الوقت ينفد لوقف الضرر الذي لا يمكن إصلاحه والناتج من ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

في سبتمبر/أيلول 2019، استقطبت تظاهرات الحركة حشوداً ضخمة في مدن وبلدات حول العالم، من بينها 1,4 مليون متظاهر في ألمانيا، وفقاً للمنظمين.

وتسبّب تفشي جائحة كوفيد-19 بكبح المسيرات الأسبوعية، لكن الحملة الانتخابية في أكبر اقتصاد في أوروبا أعادت إحياءها.

وقالت تونبرغ للصحافيين قبل ظهورها في برلين: "أزمة المناخ لا يمكن حلّها من خلال السياسات الحزبية وحدها". وأضافت: "لا يمكننا التصويت من أجل التغيير فقط علينا أيضاً أن نكون مواطنين ديمقراطيين نشطين وأن نخرج إلى الشوارع ونطالب بالتحرك".

ما هي وعود حزب "الخضر" في ألمانيا لحماية المناخ؟ 

ودعي قرابة 60,4 مليون ألماني للإدلاء بأصواتهم الأحد، ويقول معظم الناخبين إنّ حماية المناخ على رأس أولوياتهم. وقال كل من الأحزاب الثلاثة الرئيسية إنها ستنفذ أجندة لحماية المناخ إذا تم انتخابه، فيما يقدم حزب "الخضر" حزمة الإجراءات الأكثر طموحاً.

ومع ذلك، قال ناشطون من حركة "فرايديز فور فيوتشر" إنّ البرنامج الرسمي لحزب "الخضر" ليس كافياً لالتزام هدف حصر ارتفاع درجة الحرارة بـ1,5 درجة مئوية.

ويريد حزب "الخضر" إنهاء استخدام طاقة الفحم بحلول عام 2030 بدلاً من عام 2038 كما هو مقرر حالياً. كذلك، يريد وضع حد لإنتاج السيارات العاملة بمحرك الاحتراق في العام نفسه.

وفي حين يتوقع أن يخسر حزب "الخضر" في انتخابات الأحد، تشير استطلاعات الرأي إلى أنّ لديه فرصة جيدة للانضمام إلى الائتلاف الحاكم كشريك صغير في عهد أولاف شولتز أو أرمين لاشيت.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون