زحام في شوارع ومحطات قطارات لندن قبيل الإغلاق الجديد

زحام في شوارع ومحطات قطارات لندن قبيل الإغلاق الجديد بسبب كورونا

20 ديسمبر 2020
هرع سكّان لندن للفرار من العاصمة، قبل بدء فرض قيود أكثر صرامة (تويتر)
+ الخط -

ازدحمت القطارات والشوارع، مساء أمس السبت، فجأةً، بعد إعلان بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، وضع لندن وجنوب شرق إنكلترا عند المستوى الرابع لمكافحة الانتشار السريع، لسلالة جديدة من فيروس كورونا. وهرع سكّان لندن للفرار من العاصمة، قبل بدء فرض قيود أكثر صرامة تمنعهم من الاجتماع بالعائلة بمناسبة عيد الميلاد.

وفي حديثه إلى برنامج "صوفي ريدج" على شبكة "سكاي نيوز"، تنهّد، مات هانكوك، وزير الصحة، تنهيدة عميقة وهزّ رأسه، عندما سُئل عن لقطات لمحطة قطارات "سانت بانكراس"، المزدحمة بشكل هائل وقال: "من الواضح أنّ هذا السلوك غير مسؤول تماماً"، وأضاف هانكوك أنّه "للأسف، السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة".

 وأوضح كبير المسؤولين الطبيين، البروفيسور كريس ويتي، أنه "يجب على الأشخاص تفريغ حقائبهم إذا كانت موضّبة"، أي إلغاء رحلاتهم بعد صدور هذا القرار. وأضاف أنه يعتقد أنّ هؤلاء هم أعداد صغيرة نسبياً، إذ إنّ الغالبية العظمى من الناس التزموا بالقواعد، طوال فترة هذا الوباء، وكانوا مسؤولين.

إلى ذلك، دفعت المخاوف بشأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا برئيس الوزراء للإعلان، أمس السبت، أنّ جميع تلك المناطق الموجودة سابقاً في المستوى الثالث في الجنوب الشرقي، بما في ذلك لندن، ستنتقل إلى المستوى الرابع الجديد، اليوم الأحد. وهذا يعني إغلاق المتاجر غير الضرورية، وصالات الألعاب الرياضية، ومصفّفي الشعر. وأمر الناس بالبقاء في المنزل مع بعض الاستثناءات.

ويمنع هذا القرار أيضاً اختلاط الأسر خلال عيد الميلاد، الأمر الذي دفع بالعديد من الأشخاص إلى مغادرة لندن في اللحظة الأخيرة، إلى مناطق أخرى من إنكلترا تخضع لقواعد أخفّ.

وأعلن رئيس الوزراء عن القواعد الجديدة، يوم السبت، في مؤتمر صحافي عند الساعة الرابعة مساء، لتدخل حيز التنفيذ مع منتصف الليل. وبحلول الساعة السابعة مساءً، تمّ حجز جميع مقاعد القطارات عبر الإنترنت، في العديد من محطات لندن، بما في ذلك محطات بادينغتون وكينغز كروس ويوستون.

وقيل للمسافرين إنّ المسافة الاجتماعية المطلوبة (مترين) ستكون مستحيلة، بسبب عدد الأشخاص الموجودين على متن القطارات. وقالت خطوط القطارات إنّ أولئك الذين يشعرون "بعدم الارتياح" يجب أن يغادروا القطار.

أثار هذا الإعلان المفاجئ موجة من ردود الفعل المختلفة، بعضها استنكر وقرّر المضي قدماً بمخططات الميلاد، ومن بينهم، هارييت كلوجستون، المقيمة في لندن، التي ركبت قطار ليدز، مساء السبت، لتعود إلى ديربيشاير، وتمضي العيد مع والدتها. وكتبت على تويتر: "لقد حاول الناس تأمين مسافة اجتماعية من خلال وضع (حقائب) على المقاعد بجانبهم، ولكن طلب منهم الركاب الآخرون إزالتها، لأنّ القطار كان مزدحماً".

وأضافت: "لقد اتخذ كلّ شخص في هذا القطار، بمن فيهم أنا، قراراً سخيفاً وغير مسؤول على الأرجح بالسفر، وإن كان ذلك في إطار القانون. ولكن هذا ما كان الناس سيفعلونه دائماً ليجتمعوا في عيد الميلاد... أمي تعيش بمفردها ولا يمكن ألّا أكون معها في عيد الميلاد".

وتُعتبر الزيادة الحادة في نسبة الإصابات بفيروس كورونا المرتبطة بالسلالة الجديدة دليلاً قوياً على أنه يسرّع انتقال العدوى. ففي لندن، كانت هذه الطفرة الجديدة مسؤولة عن 28 بالمائة من الإصابات، حتى منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكن هذه النسبة ارتفعت الآن إلى أكثر من 60 بالمائة. وأبلغت المملكة المتحدة منظمة الصحة العالمية أنّ سرعة انتشار السلالة الجديدة أقوى "بنسبة 70%" من السلالة السابقة.

وقد يفسّر ذلك الإصابات المتزايدة في لندن، خلال الإغلاق الثاني، بينما لم يكن لتدابير المستوى الثالث تأثير يُذكر في منطقة كينت، خلال الأسابيع الأخيرة.

 

في هذا الشأن، يقول كبير المستشارين الطبيين في إنكلترا، كريس ويتي: "هذه لحظة سيئة، لكن هناك أيضاً بعض الأمل. تحدث الطفرات طوال الوقت، كانت هناك الآلاف من الاختلافات في هذا الفيروس التاجي منذ ظهوره، ولا يوجد ما يشير إلى أنّ هذا يسبّب مرضاً أكثر خطورة أو أنّه سيعيق فعالية اللقاح".

بدوره، أعلن رئيس الوزراء أنّ 350 ألف شخص تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح في الأسبوعين الأولين من البرنامج.

وفي الأسابيع المقبلة، من المفترض أن يزيد عدد عيادات التطعيم إلى ستة أضعاف، في حين أنّ الموافقة على لقاح ثانٍ من إنتاج جامعة أكسفورد يمكن أن تمهّد الطريق لإنشاء مراكز تطعيم جماعية في الملاعب الرياضية ومراكز المؤتمرات.

ويمكن أن يأخذ اللقاح مليوني شخص أسبوعياً. وفي غضون أشهر من الممكن أن يحصل جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً على اللقاح. لكن في الوقت الحالي، لا يزال الوباء مستمراً، وبالنسبة للكثيرين أصبح الأمر أكثر صعوبة.

المساهمون