رمضان القدس.. فوانيس وفرح بشهر الصوم رغم أنف الاحتلال

رمضان القدس.. فوانيس وفرح بشهر الصوم رغم أنف الاحتلال

08 ابريل 2022
تستخدم الفوانيس للاحتفاء بقدوم شهر الصوم (حازم بادر/ فرانس برس)
+ الخط -

لم يمنع استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمقدسيين ومحاولاته المتواصلة التضييق عليهم من استقبال شهر رمضان، بكل أجواء البهجة والسرور، وبالمصابيح والفوانيس التي زيّنت أسوار القدس وحارات البلدة القديمة.

محاولات منع المقدسيين من أجواء رمضان

يقول مقدسيون، ومن بينهم الناشط محمد يغمور لـ"العربي الجديد": "إن الاحتلال يحاول أن يمنع الناس من عيش أجواء رمضان التي اعتادوا عليها في السابق، لقد اعتدت قواته على المقدسيين في باب العمود وحتى على الأطفال، إنهم عادوا مجدداً لينصبوا حواجزهم الحديدية، ونحن لن نسمح بذلك وسنقاومهم".

وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان المبارك، تعزيزات أمنية مشددة هذا العام

وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان المبارك تعزيزات أمنية مشددة هذا العام، خاصة في ظل موجة العمليات الفدائية التي قُتل فيها عدة إسرائيليين في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وهذه الإجراءات التي تتزامن مع استفزازات للمقدسيين تسببت في اندلاع مواجهات مع الشبان الغاضبين، أصيب واعتقل خلالها العديد منهم.

مصابيح وفوانيس ملونة

رغم هذا الواقع الصعب، إلا أنّ أسوار القدس تزيّنت بمصابيح رمضان وأضاء الشبان في حارات البلدة القديمة الفوانيس احتفاء بالشهر الفضيل مثل كل عام.

وكان حي باب حطة وحارة السعدية أكثر أحياء القدس القديمة نصيباً من زينة رمضان التي صُنعت على أيدي فتية وشبان، إذ تطوع العشرات منهم في إبداع أشكالها واختيار ألوانها حتى تحولت القدس القديمة برمتها إلى مدينة أنوار، بينما امتلأت الأزقة والحارات بالباعة المتجولين وببسطات المشروبات الرمضانية من تمر هندي ولوز وخروب وعرق سوس.

يقول المواطن أيمن الزرو من حي شارع الواد في البلدة القديمة من القدس لـ"العربي الجديد": "لا بهجة لرمضان في القدس دون أن ننير شوارعها وحاراتها، هذا طقس اعتدنا عليه كل عام، رغم منغصات الاحتلال، ومحاولة إعاقتنا عن القيام بذلك".

أسواق القدس العامرة

وعجّت البلدة القديمة بالمحتفلين بقدوم الشهر الفضيل، وازدحمت المحال بالمتسوقين الذين تهافتوا على شراء الفوانيس ومصابيح الإنارة وهلال رمضان، إضافة إلى شراء احتياجاتهم من مواد غذائية متنوعة.

وشهدت "حلاوة الطحينة" في سوق خان الزيت إقبالاً عليها بأنواعها المختلفة، كما سجّل طلب على محلات بيع البهارات والتوابل.

أما محلات أبو صبيح للحلويات التي تقدّم مختلف أنواعها من المطبق والهريسة والحلبة والبقلاوة والقطايف الجاهزة، فكانت محط أنظار المفطرين بعد انتهاء صلاة التراويح في المسجد الأقصى.

استعدادات مقيدة في الأقصى

لكن اللافت هذا العام أن إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس لم تبادر لنصب الخيام الواقية من أشعة الشمس، فيما برر مسؤولون في الأوقاف ذلك بانتفاء الحاجة إليها، نظراً للأحوال الجوية الباردة ومعتدلة الحرارة.

وقالت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد": "إن شرطة الاحتلال رفضت منح تصريح للأوقاف بنصب تلك الخيام لأسباب أمنية تتعلق بمراقبة حركة المصلين من قبل الشرطة التي تدير وتشرف على عشرات كاميرات المراقبة المنصوبة على أسطح العقارات المطلة على ساحات الأقصى، في حين أطلقت في سماء الأقصى منطاد مراقبة خاصاً".

عدا ذلك، فإن العشرات من فرق النظام، سواء التابعة للأوقاف أو متطوعين، نشطت منذ بداية شهر رمضان في تنظيم حركة المصلين داخل ساحات الأقصى، بالتعاون أيضاً مع طواقم إسعاف محلية بعضها تابع للهلال الأحمر والبعض الآخر من جمعيات أهلية تضم مسعفين وأطباء.

ويعتبر المركز الصحي العربي التابع لدائرة الأوقاف في المسجد الأقصى أكبر مراكز الإسعاف التي تقدم خدمات طبية للوافدين للأقصى، وهو مزود بكامل الطواقم الطبية والتمريضية، وعادة ما تحول إليه الحالات الطارئة للعلاج الفوري قبل أن تنقل إلى المستشفيات إذا استدعت الحالة الطبية ذلك، كما يقول مدير المركز أحمد سرور في حديثه لـ"العربي الجديد".

ويشير سرور إلى أن المركز بكامل جاهزيته، وقد اتخذت جميع التدابير المتعلقة بتأمين وتوفير العلاجات اللازمة، خاصة أيام الجمعة من رمضان، إذ تسجل عادة أعلى الحالات التي تصل إلى المركز نتيجة للأعداد الكبيرة من المصلين وارتفاع درجة الحرارة".

وعبّر سرور عن أمله بأن لا تعيق سلطات الاحتلال عمل طواقم المركز بمنع إدخال المستلزمات الطبية كما كان يحدث في السنوات السابقة.

قلق من اقتحامات المستوطنين

لكن ما يقلق المقدسيين ويزيد من مخاوفهم اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى التي تواصلت خلال أيام شهر رمضان، وشارك فيها أكثر من 160 مستوطناً، ومثل هذه الاقتحامات كفيلة بأن تشعل الأوضاع في الأقصى.

ويحذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، في حديث لـ"العربي الجديد"، من خطورة هذه الاقتحامات، ودعا للتصدي لها، واصفاً إياها بالاستفزازية، فيما دعا للرباط الدائم في الأقصى، وأن تتحمل الشعوب العربية والإسلامية مسؤوليتها في الدفاع عنه.

المساهمون