رفض المدرسة لا يحصّن الطفل ضد المشاعر غير السارة

رفض المدرسة لا يحصّن الطفل ضد المشاعر غير السارة

04 أكتوبر 2022
القلق من الانفصال أحد أسباب رفض ذهاب الأطفال إلى المدرسة (عبد الرحمن جلوي/Getty)
+ الخط -

يصعب أن يسمع الأهل أطفالهم يصرخون وينتحبون بأنهم لا يريدون الذهاب إلى المدرسة. ويورد تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي" أنه يبدو غالباً أن اختيار الأهل المسار الأقل مقاومة هو الأمر الأسهل، خاصة إذا أخبرهم الأطفال مثلاً أنهم يعانون من التهاب في الحلق، باعتبار أن إرسال أطفال يعانون من أمراض إلى المدرسة أمر غير محبذ، لكن هناك عواقب سلبية للاستسلام لطلبات الأطفال بالبقاء في المنزل.
ويستبعد محللون أن يخفف البقاء في المنزل قلق الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، رغم أنهم يعترفون بأن هذا التصرف قد يكون مريحاً وذا قيمة كبيرة بالنسبة إلى بعض الأطفال، خصوصاً أولئك الذين لا يقضون وقتاً طويلاً مع والديهم، بسبب أنشطتهم الخاصة أو أعمال الوالدين، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الأفضل لمستقبل هؤلاء الأطفال، العودة إلى المدرسة أو وجودهم مع الأهل؟
ويؤكد معلمون وعلماء نفس أن كفاح الأطفال مع التحديات الاجتماعية والعاطفية، ومواجهتهم مواقف مثل عدم الحصول على ما يريدون، أو سماع كلمة مزعجة، أو التعامل مع مقارنة اجتماعية مع زميل يتفوق جزئياً في الفصل، أو التعامل مع مدرس ذي أسلوب تعليم غير مألوف، هي لحظات للتعلم والنمو لا يمكن أن تحدث إذا لم يتواجدوا في المدارس. ويقولون: "تشكل الممارسة الطريق إلى الكمال. وعندما يمضي الأطفال أوقاتاً أقل في تجارب الممارسة، تصبح مهاراتهم أقل تطوراً".
وقد يرتبط رفض ذهاب الأطفال إلى المدرسة بأعراض مشكلات يمكن تشخيصها، مثل القلق من الانفصال أو القلق الاجتماعي أو القلق العام.

ويعتبر قلق الانفصال أكثر شيوعاً لدى الأطفال الأصغر سناً حين يتركون والديهم أو مقدمي الرعاية، في حين يحدث القلق الاجتماعي أو القلق من الأداء لدى الأكبر سناً الذين يقلقون من كيفية حكم أقرانهم عليهم. أما اضطراب القلق العام فيشمل المواقف المتعددة التي تتضمن أداء الأطفال خلال الفصل الدراسي.
ويرى علماء نفسيون أن درجات القلق تصبح أكبر حين يتجنب الأطفال المواقف المقلقة. من هنا يجب أن يتحملوا المشاعر غير السارة أو أكثر ما يخشونه تمهيداً لتعلم تغيير التعامل مع القلق نفسه. من هنا من الأفضل أن يتعامل الوالدان مع رفض طفلهم الذهاب من خلال التواصل مع المدرسة، وربما الطبيب لاستبعاد الشكاوى الجسدية المزعومة، والانتقال إلى وضع خطة ناجحة للطفل.

المساهمون