إعادة تأهيل عشرات المدارس في مخيّمات إدلب وحلب شمالي سورية

إعادة تأهيل عشرات المدارس في مخيّمات إدلب وحلب شمالي سورية

07 يونيو 2022
التعليم ليس رفاهية بل هو أساس نهوض المجتمعات (العربي الجديد)
+ الخط -

تعاني جميع المناطق الواقعة شمال غربي سورية والخاضعة لسيطرة المعارضة، من ضعف التمويل الموجّه للمؤسسات التعليمية، وخاصة في مجالي التجهيزات والبنية التحتية وأجور المدرسين، وهذا أثّر على مستوى التعليم في المنطقة، وجعل الكثير من الطلاب يتهرّبون من الالتزام بالدوام المدرسي، والمعلمين يبحثون عن أعمال أخرى تؤمّن لهم مصاريف عائلاتهم في ظل الواقع الاقتصادي المتردّي. استمرار هذه الأزمة جعل منظّمات إنسانية تتجّه نحو تمويل مشاريع تعليمية، انطلاقاً من إيمانها بأن التعليم ليس رفاهية، بل هو أساس نهوض المجتمعات، ومن حرصها على عدم ترك مئات آلاف الأطفال من أبناء النازحين خارج صفوف الدراسة، تتقاذفهم مشاهد العنف والفقر التي لا تغيب عن سورية بشكل عام.

الصورة
إعادة تأهيل مدارس (العربي الجديد)
إعادة تأهيل مدارس ومراكز تعليم (العربي الجديد)

وأطلقت منظمة "بنيان"، التي تُعنى بشؤون النازحين السوريين داخل سورية وفي دول الجوار، مشروع "التعليم يصنع المستقبل" في مخيمات إدلب وحلب.

ويقول منسق برنامج التعليم في مكتب المنظمة شمال غربي سورية، مالك عبد الغني، لـ"العربي الجديد"، إنّ المشروع يأتي ضمن مشاريع التعافي المبكر لإعادة تأهيل المرافق التعليمية ودعمها لتكون أكثر راحة وأماناً للأطفال، ويهدف إلى العمل على تحسين الوصول إلى بيئة تعليمية آمنة وأماكن التعليم من خلال إعادة تأهيل المدارس ومراكز التعليم وتوفير المواد التعليمية الأساسية.

الصورة
إعادة تأهيل مدارس (العربي الجديد)
تحسين الوصول إلى بيئة تعليمية آمنة (العربي الجديد)

ويضيف أن المنظمة تمكّنت من إنشاء نحو 100 مساحة تعليم مؤقتة، وقدّمت خدماتها لنحو 52 ألف طفل، و1800 معلم، من خلال القيام بعمليات إعادة التأهيل لـ300 فصل دراسي في 32 مركزاً داخل المخيّمات، حيث إن عملية تأهيل المراكز تتضمّن إنشاء نقاط تعليم جديدة، وإعادة تأهيل أخرى كانت خارج الخدمة أو بحاجة للصيانة، ومن أهم الأعمال التي تم إنجازها من خلال المشروع ثلاث مدارس كبيرة في مخيمات الباب وعفرين وأعزاز بريف حلب..

الصورة
إعادة تأهيل مدارس (العربي الجديد)
أهمية إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية (العربي الجديد)

ويشير إلى أن المنظمة كانت تتكفل بمصاريف المدارس خلال دورة تعليمية تراوح مدتها بين ثلاثة أشهر وعام دراسي كامل، كما قدّمت نشاطات توعوية هادفة ومعارض للأشغال من عمل الطلاب في جميع مراكز المشروع، إذ تعتبر هذه الأنشطة والأشغال إضافة إلى أنشطة الدعم النفسي بمثابة تغذية راجعة لما تعلمه الأطفال من الجلسات التي قدمها الفريق على مدار المشروع في كل المراكز. وبحسب عبد الغني، فإن المشروع تضمّن دعم التعليم غير الرسمي الخاص بالأطفال المعرضين لخطر التسرب، والأطفال المتسربين من المدرسة وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل مواصلة عملية التعليم، وأشار إلى أن فرق المنظمة أجرت جلسات نقاش مع أهالي الطلاب حول أهمية التعليم في ظل الظروف الصعبة، وكيفية الحد من ظاهرة التسرب المدرسي، وتوعية الأهالي للقيام بدورهم في متابعة الأطفال.

الصورة
إعادة تأهيل مدارس (العربي الجديد)
جهود لمكافحة ظاهرة التسرب المدرسي (العربي الجديد)

بدورها، تقول المشرفة الميدانية في المنظمة راميا باشا، لـ"العربي الجديد"، إن العملية التعليمية في المناطق التي شملها المشروع باتت تسير بشكل جيد، حيث إن أنشطته تشمل كافة احتياجات النقطة التعليمية ابتداءً من البنية التحتية إلى دفع مستحقات المعلمين، إضافة إلى تأمين الاحتياجات الأساسية من مياه ومقاعد وسبورات وطاقة شمسية ومنظفات ومعقمات لحماية الأطفال من انتشار الأمراض السارية. 

وتشير إلى أنه في كل منطقة كان يجهز فيها المركز، كنا نلحظ إقبالاً من الأهالي لتسجيل أبنائهم، لافتة إلى أن بيئة المخيّمات ما زالت تحتاج إلى إيجاد مساحات صديقة للطفل بشكل أوسع، وتدريب المدرسين على طرق التدريس الحديثة، إضافة إلى تأمين لباس موحّد للأطفال، وإقامة نشاطات دورية، تركّز على الأهالي وتوعّيهم حول مخاطر عزوف الأطفال عن التعليم وما لهذا التسرّب من أخطار مستقبلية.

الصورة
إعادة تأهيل مدارس (العربي الجديد)
الحاجة إلى إيجاد مساحات صديقة للطفل (العربي الجديد)

من جهته، يقول مدير تربية إدلب محمود الباشا، لـ"العربي الجديد"، إن واقع التعليم في إدلب يشهد تحسّناً بشكل مستمر، لكن ليست كل مدارس المخيمات صالحة لاستقبال الطلاب، وعلى المنظمات العاملة في الشمال السوري أن تضع في حسبانها تأمين المستحقات لنحو خمسة آلاف مدرس متطوع في إدلب، كونهم الأعمدة الأساسية في هذه المدارس.

وأبدى الباشا تخوّفه من نجاح روسيا في مساعيها لمنع تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية، من خلال استخدام حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن، في 10 يوليو/تموز المقبل، الذي يعني خسارة ملايين الأشخاص القدرة على الوصول إلى الطعام والمياه والخدمات الصحية والتعليم. وقالت "وحدة تنسيق الدعم" التابعة للمعارضة، في دراسة أصدرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، وشملت 85 مدينة وبلدة في محافظات إدلب وحلب وحماة و23 مخيماً، إن عدد الأطفال الذين هم في سنّ المدرسة شمال غربي سورية، هو مليون و835450 طفلاً، وبلغ عدد الملتحقين بالمدارس 56 بالمائة فقط، أي مليون و37932 طفلاً، فیما بلغت نسبة من هم خارج المدرسة 44 بالمائة، أي 815518 طفلاً. وأشارت الدراسة إلى أن بين هؤلاء المتسربين من لم يلتحق بالمدرسة مطلقاً.

وبحسب التقرير، فإن 45 بالمائة، أي 416936 طفلة، ممّن هن في سنّ المدرسة، كنّ خارج المدارس، فيما كان 43 بالمائة، أي 398582 من الذكور، ممن هم في سنّ المدرسة، من المتسرّبين.

المساهمون