رحلة تهجير مزدوجة لأم نضال الفلسطينية السورية

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
25 ديسمبر 2020   |  آخر تحديث: 19:47 (توقيت القدس)
أم نضال: "الغربة صعبة"
+ الخط -

من طبريا في فلسطين، خرج والد أم نضال طفلاً مهجراً على يد الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، لكن ابنته، التي ولدت وعاشت حياتها في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، كانت على موعد تهجير آخر، ربما يكون أكثر قسوة، متزامناً مع تقدمها في العمر، وحمل لها كثيراً من الهموم التي خلفتها الحرب السورية عليها.

تقول أم نضال: "فقدت أبي وأخي وأولادي، لم يعد لدي أمل"، تسيطر عليها حرقة الفقد والذكريات المؤلمة، علاوة على معاناة التهجير والنزوح، وتغرق عيون أم نضال بالدموع وهي تخبرنا عن حياتها السابقة: "كنت أستيقظ صباحاً لأصنع القهوة وأشربها مع أولادي، حرم الله من حرمني إياهم".

محطات عدة تنقلت بينها أم نضال حتى وصلت إلى بلدة عقربات شمالي إدلب، مصطحبة معها أحفادها من أبنائها الأربعة الذين فقدتهم جميعاً في قصف لقوات النظام على مخيم اليرموك، مبقيةً لها ابناً وحيداً من ذوي الاحتياجات الخاصة .

تفرق الأحفاد عنها مع أمهاتهم بعد مقتل آبائهم، وبقي معها من يؤنس وحدتها الموحشة، لتمضي هذه الأيام الثقال وسط الحرمان وفقدان أدنى مقومات الحياة.

تشير أم نضال إلى أن "الغربة صعبة، ولم يعد لدي أمل بالحياة، الحياة جميلة مع العائلة ومن دونها لا شيء نفعله، كان أولادي يدخلون المنزل ينادون: أين أمي؟ أين أبي؟ أين أخي؟ أما الآن فلا أحد".

وتضيف: "اليوم أدخل إلى المنزل مع ما جلبته من حاجيات، أضعها في المطبخ وأنتوي إلى غرفتي وحيدة، بلا أمل، أصبحت الحياة لأتناول لقمتي وحسب"، لا تزال أصوات القصف ومشاهد فقدان أبنائها في مخيم اليرموك، تسكن مخيلتها وتأبى مفارقتها، تتقاسم ذلك مع أكثر من 1500 عائلةٍ فلسطينية هجرت عن اليرموك وغيره من المخيمات الفلسطينية الأخرى في البلاد، نحو الشمال السوري، تشترك جميعها برحلة تهجير ثانية على يد النظام السوري، بعد أن كان الاحتلال الإسرائيلي نفذ المهمة الأولى.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أطلعت الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل على وجود اتصالات مع إيران بهدف إجراء جولة مفاوضات جديدة في الأيام القريبة، وفق ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية
الصورة

سياسة

اقترح الطيارون إلقاء ما زاد من الذخائر المحمولة الفائضة معهم على أنحاء مختلفة من قطاع غزة، بذريعة مساعدة القوات البرية في مناورتها شمال غزة وخانيونس
الصورة
صحافيتان فلسطينيتان أمام مستشفى ناصر في خانيونس، 18 يناير 2025 (دعاء الباز/ الأناضول)

منوعات

تستهدف إسرائيل الصحافيات الفلسطينيات في الفضاء الرقمي عبر المراقبة والاعتقال والتحريض فقط لأنّهن يوثّقن ما يجري على الأرض، في ظل غياب آليات لحمايتهن.
الصورة
آثار حرق المستوطنين منزلاً في مسافر يطا، 27 يونيو 2025 (مصعب شاور/فرانس برس)

سياسة

صعّد المستوطنون وجيش الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة الاعتداءات الاستيطانية في مناطق متفرقة من مسافر يطا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
المساهمون