دواء أميركي يُنقذ حياة المعرّضين لانفجار نووي
في الوقت الذي يترقب فيه العالم التطورات العسكرية بين الجانبين الروسي والأوكراني، وسط مخاوف من إمكانية اندلاع حرب نووية أو استخدام السلاح النووي من قبل أي من الجانبين، تعمل الولايات المتحدة على اتخاذ تدابير احترازية أو حتى استباقية، خشية وقوع أي مواجهة نووية قد تكون لها تأثيرات صحية بالغة. وقالت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية إن السلطات أنفقت نحو 290 مليون دولار أميركي على أقراص مضادة للإشعاع النووي، لإنقاذ الأرواح في حال حدوث "حالة طوارئ نووية". وبحسب بيان نشرته الوزارة، فإن عملية شراء عقار Nplate من شركة Amgen USA Inc يأتي كجزء من برنامج طويل الأمد للتأهب للطوارئ التي قد تحصل في الولايات المتحدة.
قرارٌ يثير العديد من علامات الاستفهام، ليس على مستوى جدية اندلاع حرب نووية فقط، بل لناحية الأدوية التي يمكن للأشخاص الحصول عليها أو تخزينها كجزء من خطة لمواجهة السيناريو الأسوأ في حال حدوثه.
ما هو هذا الدواء؟
يُستخدم هذا الدواء، على وجه الخصوص، لدى المرضى الذين يعانون من نقص في عدد الصفائح الدموية الناتجة عن قلة الصفيحات المناعية ITP (اضطراب نزفي ناجم عن انخفاض في عدد الصفيحات الدموية). لذلك، تمت الاستعانة بهذا الدواء لعلاج الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الإشعاع الحاد (تعرف أيضاً بالمرض الإشعاعي أو التسمم الإشعاعي، وهي مجموعة من الآثار الصحية التي تنتج عن التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع المؤين خلال فترة زمنية قصيرة)، إذ يحفز الدواء على إنتاج الصفائح الدموية في الجسم بعد التعرض لحادث إشعاعي. بالتالي، يحارب أعراض الإشعاع الحاد المهددة للحياة التي تشمل نزيفاً غير متحكم فيه بسبب فقدان تلك الصفائح الدموية.
ولا يندرج هذا الدواء ضمن العلاجات الكيميائية. فالهدف منه تقليل النزيف الناجم عن الإشعاع من خلال تحفيز الصفائح الدموية فقط. ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على الدواء للمرة الأولى عام 2008 لمكافحة اضطراب المناعة الذاتية (خلل في الجهاز المناعي يدفعه إلى مهاجمة أنسجة الجسم نفسها). وفي يناير/كانون الثاني الماضي، وافقت على استخدامه للعلاج من من متلازمة الإشعاع الحادة.
وعادة ما يستخدم هذا الدواء على شكل حقنات، وذلك بعد قياس وزن المريض لوصف الجرعة المناسبة له. والجرعة النموذجية عبارة عن حقنة واحدة تعطى أسبوعياً بمعدل 1 ميكروغرام لكل كيلوغرام من وزن المريض، ليكون الجسم قادراً على خلق المزيد من صفائح الدم.
توقيت الاستخدام
يقول نائب مساعد السكرتير السابق للاستعداد والاستجابة في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، كريس ميكينز، إنه "من الضروري استخدام هذا الدواء في فترة أقصاها 24 ساعة بعد حدوث الانفجار النووي، وهي الفترة التي تطالب فيها السلطات الأميركية الناس بالبقاء في منازلهم أو في الملاجئ وعدم الخروج تحت أي ظرف كان".
ونقلت شبكة "أن بي سي" الأميركية عن ميكينز قوله إنه "لا توجد أي دراسات حول الكميات الموصى باستخدامها لدى التعرض لأي حادث نووي"، لكنه يرى أن "هذا الإجراء الأميركي قد لا يكون له علاقة مباشرة بإمكانية حصول أي انفجار نووي وشيك". يضيف أن قيمة الصفقة لا تزال أقل من المبلغ الذي يتوقع أن تشتريه الولايات المتحدة إذا كانت البلاد على وشك خوض حرب نووية مع روسيا.
