حوادث السير: رعب دمشق

حوادث السير: رعب دمشق

11 نوفمبر 2021
الفوضى في شوارع دمشق قد تؤدي إلى وقوع حوادث (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

منذ مطلع العام الجاري وحتّى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سجلت العاصمة السورية دمشق 57 حالة وفاة و1058 إصابة ناتجة عن 2747 حادث سير، في ظل تردي البنى التحتية للطرقات والمركبات من جراء تردّي الأوضاع الاقتصادية. يقول رئيس نيابة محكمة السير في دمشق مهند آغا خلّو إنه تم تسجيل 55 ضبط وفيات، تشمل 57 حالة وفاة، على اعتبار أن الضبط يمكن أن يشمل أكثر من حالة وفاة، لافتاً إلى وجود زيادة في عدد الحوادث، سواء تلك التي أدت إلى أضرار جسدية أو مادية أو الوفاة. ويشير إلى تسجيل 2747 حادث سير في دمشق منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الشهر الماضي، موضحاً أن الحوادث التي نجمت عنها أضرار جسدية (سواء أدت إلى العجز أو لا) بلغت 1058، نجمت عنها 1217 إصابة. ويرى أنّ زيادة الحوادث ترتبط بأسباب عدة، منها السرعة الزائدة، واستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، وحالة المركبة، وعدم قيام السائق باستبدال بعض القطع الأساسية في السيارة على الرغم من الحاجة إلى ذلك، مثل عجلات السيارة نتيجة أوضاعه الاقتصادية. ويشير إلى أن نسبة الحوادث زادت على جسر المتحلق الجنوبي (طريق سريع)، نتيجة أعمال الصيانة التي تجريها المحافظة، وعدم وجود شارات مرورية كافية. على الرغم من ذلك، فقد وضعت المحافظة مطبات على الطريق. إلا أن بعض السائقين يقودون بسرعة زائدة على هذا الطريق من دون الأخذ في الاعتبار أن هناك أعمال صيانة، وبالتالي السرعة هي السبب الرئيسي لوقوع الحوادث.

وفي ما يتعلّق بالإجراءات المتخذة للتقليل من حوادث السير، يشير خلو إلى إرسال ملاحظة إلى هندسة المرور في المحافظة لتفعيل الكاميرات على المتحلق الجنوبي بهدف ضبط السرعة الزائدة، بالإضافة إلى معرفة حوادث السير التي تؤدي إلى أضرار جسيمة، في ظل عدم وجود السائق أحياناً، بالإضافة إلى قلة عدد الشهود في مثل هذه الحالات باعتبار أنها وقعت على المتحلق الذي يكون فيه عدد المارة قليلاً جداً. في هذا الإطار، يقول الموظف فادي الحاج (46 عاماً)، والذي يعمل في دمشق، لـ"العربي الجديد": "يكفي أن يسير الشخص في شوارع دمشق حتى يرى الموت بعينيه أكثر من مرة يومياً. حركة المرور كثيفة، والأرصفة إمّا غير صالحة لسير المشاة أو تحولت إلى مساحة لبضائع المتاجر أو البسطات أو حتى السيارات، ما يدفع المواطنين إلى السير بين السيارات. وفي الكثير من الشوارع الضيقة، تصطف السيارات على الجهتين، بينما يسير الناس على الإسفلت. كما لا توجد في غالبية الشوارع جسور للمشاة أو أنفاق. بالإضافة إلى ما سبق، تتوقف شارات المرور عن العمل مع انقطاع التيار الكهربائي". 
بدوره، يوضح غسان المحمد (52 عاماً)، وهو سائق سيارة أجرة في دمشق، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "كل شيء يجعلك ترتكب حوادث مرورية، في ظل ازدياد أعداد المشاة وراكبي الدراجات الهوائية والكهربائية والنارية ومرورها بين السيارات. وبالتالي، فإن أي تصادم قد يتسبب بأضرار كبيرة، ويعرّض السائق للمساءلة وتحمل النتائج القانونية والمادية، على الرغم من غياب وسائل الحماية وعدم وجود مسارات خاصة للمشاة". يضيف أن "الكثير من المواطنين عاجزون عن شراء قطع غيار لسياراتهم أو حتى دفع أجرة إصلاح ما يتعطل. بالتالي، فإن أي عملية إصلاح أو تغيير الزيت على سبيل المثال، ستكلف عشرات آلاف الليرات، ما يجعل تعطل أي مركبة بشكل مفاجئ على طريق سريع مثلاً سبباً في وقوع أضرار كبيرة".  

قضايا وناس
التحديثات الحية

يُشار إلى أن عدد حوادث السير في المحافظة خلال العام الماضي وصل إلى 2873 حادثاً، أدت إلى 1149 إصابة و64 حادثة وفاة. ويقول رئيس فرع مرور دمشق، العميد خالد الخطيب، إن الأسباب الأساسية لهذه الحوادث هي "السرعة الزائدة، والقيادة الرعناء، والقيادة بحالة سكر، والحالة النفسية والشرود الذهني، واستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، بالإضافة إلى إبقاء الإطارات البالية وذات المواصفات السيئة، وتجاوز الشارات الضوئية. كما أن الدراجات النارية تعد من الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث، لأن غالبية سائقي الدراجات النارية لا يتقيدون بأنظمة المرور".    

المساهمون