طلاب سوريون بلا كتب.. والوزارة تشكو عدم وجود سيارات لتأمينها

طلاب سوريون بلا كتب.. والوزارة تشكو عدم وجود سيارات لتأمينها

14 أكتوبر 2021
لا يحظى جميع التلاميذ بالكتب (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من مضيّ أكثر من شهر على افتتاح المدارس في مناطق سيطرة النظام السوري، ما زال الكثير من الطلاب بلا كتب، الأمر الذي يعطل سير العملية التعليمية، فيما تتذرع وزارة التربية في حكومة النظام بعدم توافر سيارات لنقل الكتب من العاصمة السورية دمشق إلى بقية المناطق، بسبب عدم توافر الوقود، وعدم رضى سائقي الشاحنات الخاصة عن التعرفة التي وضعتها الحكومة للنقل.

ويقول محمد علي (46 عاماً)، وهو والد ثلاثة تلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي في حماة، لـ "العربي الجديد": "بعد أكثر من خمسة أسابيع على بدء العام الدراسي، لم تتوافر الكثير من الكتب المدرسية بين أيدي التلاميذ"، لافتاً إلى "وجود كتب مستعملة غير صالحة للاستخدام".

يضيف أن "النقص ينحصر بغالبيته في كتب اللغة الإنكليزية في مختلف الصفوف. كذلك فإن الكتب المستعملة، وخصوصاً لتلاميذ المرحلة الابتدائية، غير صالحة للاستخدام".

وفي الجنوب السوري، يوضح جبر نادر (42 عاماً)، المقيم في السويداء والوالد لطفلين في المرحلة الابتدائية، إن "طفليه يعانيان جراء نقص الكتب وسوء حال الكتب المستعملة الموزعة عليهم"، لافتاً إلى أنها "منفرة وتعوق تركيز التلاميذ بسبب كثرة الكتابات والرسومات على صفحاتها".

ويضيف: "الغريب أن هناك مكتبات تؤمن نسخاً كاملة وجديدة، لكن أسعارها مرتفعة". وفي ظل التأخير والمماطلة، سافر إلى دمشق قاطعاً 100 كيلومتر ليشتري لهم كتباً جديدة.

من جهته، عمد عبد الله المصري (38 عاماً)، وهو والد تلميذ في المرحلة الابتدائية، إلى تحميل الكتب المدرسية عن موقع الوزارة الإلكتروني، ويعمل على طباعة ما يحتاج إليه ابنه، لكن بكلفة مضاعفة، كما يقول لـ "العربي الجديد". 

بدوره، عزا المدير العام لمؤسسة المطبوعات في وزارة التربية علي عبود، في تصريح لإحدى الصحف المحلية، نقص الكتب المدرسية، وخصوصاً كتب اللغات، إلى "قلة وسائل الشحن المطلوبة لجلبها من المستودع المركزي في دمشق إلى المستودعات الفرعية، ومن الأخيرة إلى المدارس. وأكد اتباع وزارة التربية كل الوسائل لتأمين سيارات الشحن الكبيرة والتواصل منذ بداية الشهر الثامن مع وزارات النقل والإدارة المحلية والتموين لحشد الطاقات في سبيل توفير أكبر عدد ممكن من الشاحنات لنقل الكتب". 

وذكر أن عدد الكتب الموزعة والمستلمة فعلياً من المدارس بلغ 30629895 كتاباً من أصل كامل الكمية المطلوبة من المحافظات، وقدرها 31525107 كتب. ووصلت إلى محافظات الرقة والحسكة الكمية المطلوبة، علماً أن إدلب هي الأكثر تضرراً بالتوزيع بنسبة 92 في المائة. وفي معظم المحافظات، قدرت النسبة بـ 98 في المائة.

وقد صدرت تسعيرة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في 4/8/2021، بالتزامن مع إنهاء الطباعة وبدء توزيع التعرفة الخاصة بالشحن، التي اعتبرها السائقون مجحفة بحقهم ولا تغطي تكاليف شراء المحروقات في ظل ندرتها وارتفاع أسعار قطع الغيار وعزوفهم عن نقل الكتب المدرسية.

طلاب وشباب
التحديثات الحية

عوامل أدت إلى عدم قدرة المدارس الحكومية (لجنة استلام الكتاب المدرسي) على تأمين سيارات لاستلام الكتب. وفي حال تأمينها، لا تتوافر المحروقات التي إن استطاعت تأمينها، فبكلفة عالية ليست مغطاة لتصرف من قبل إدارة المدرسة وليس لها موازنة أو مخصصات. 

ولفت إلى أنه أمام عدم استجابة الجهات، ومع استمرار الصعوبات، وافق وزير التربية بعد إعلام رئاسة مجلس الوزراء، على إبرام اتفاق مع مؤسسة الإسكان العسكرية لتأمين سيارات شاحنة كبيرة للنقل وفق المتوافر لديها، والسماح لفروع المؤسسة لاستئجار سيارات خاصة لنقل وتوزيع الكتب بحمولة طن فما فوق بالأسعار الرائجة. 

كذلك جرت مخاطبة فروع المؤسسة في المحافظات للتنسيق مع مديريات التربية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية وأعضاء مجلس الشعب والمجتمع الأهلي للمساعدة في إيصال الكتب المدرسية إلى المدارس.  

المساهمون