حال الأفغانيات "من سيئ إلى أسوأ"

حال الأفغانيات "من سيئ إلى أسوأ"

29 يونيو 2021
أفغانيات يبعن ملابس في هيرات (هوشانغ هاشمي/ فرانس برس)
+ الخط -

على وقع خروج القوات الأجنبية من أفغانستان ترتفع وتيرة التصعيد في مختلف المناطق بالتزامن مع توسيع حركة "طالبان" رقعة نفوذها بعدما سيطرت خلال شهر واحد على نحو 20 مديرية في مختلف الأقاليم، ما ينذر بعودتها إلى السلطة بقوة السلاح، وفرضها مجدداً معايير الحكم المتشددة التي طبقتها على الشعب خلال الفترة بين عامي 1996 ونهاية 2001.
وفي زمن حكم "طالبان" حُرمت المرأة الأفغانية من التعليم وحقوق أخرى، لذا يزداد القلق لدى النساء اليوم من عودة الحركة إلى الحكم لسببين، أولهما التصعيد غير المسبوق، والثاني احتمال مواجهتهن المصير ذاته مرة أخرى.
وتفيد وزارة اللاجئين الأفغانية بأن النساء "أكثر معاناة من الرجل بسبب تداعيات المعارك الضارية التي تشهدها مناطق البلاد، لأنهن يشكلن القسم الأكبر من أربعة ملايين شخص نزحوا بتأثير الحرب".
تقول الناشطة كلثوم خيبر لـ "العربي الجديد" إن "الحرب تأخذ أرواح الرجال والنساء معاً، لكن معاناة النساء زادت بسبب المعارك الأخيرة، فهن يواجهن مآسي النزوح وتلك المتعلقة بمقتل الرجال، فيصبحن أرامل وبلا سند في الحياة، علماً أن آلافاً من الأرامل يعشن في ظروف صعبة، خاصة في المناطق النائية التي تعاني أكثر من غيرها من أهوال الحرب".
وتضيف خيبر أن "موجات العنف الأخيرة والمواجهات المسلحة التي تشهدها مناطق مختلفة، خلّفت أضراراً كبيرة لدى النساء شملت حرمانهن من التعليم والرعاية الصحية، وفرضت عليهن العيش في مخيمات النازحين في ظل أحوال بالغة الصعوبة". واتهمت المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية بـ "التحرك ببطء في تلبية الاحتياجات الطارئة للأفغانيات، والاكتفاء بإطلاق وعود لهن لا تسمِن ولا تغني من جوع".

المرأة
التحديثات الحية

وفيما اعتبرت الأقاليم الجنوبية مثل قندهار وهلمند بين المناطق التي شهدت حركة نزوح كبيرة جراء هجمات "طالبان"، عقدت الحكومة المحلية في قندهار نهاية مايو/ أيار مؤتمراً صحافياً لتسليط الضوء على معاناة المرأة الأفغانية من التصعيد الأخير في هذه الأقاليم.
وأسفت مسؤولة إدارة الشؤون النسائية في قندهار، رقية أجكزاي، في كلمتها أمام المؤتمر، "لحال المرأة الأفغانية التي تسير نحو الأسوأ. والحقيقة أن حال العام الماضي كان أفضل مقارنة بالعام الحالي، وسبب ذلك هو استمرار الحرب والنزوح، الذي فاقم مشكلات النساء في كل نواحي الحياة، ونحن ندعو المجتمع الدولي إلى تكثيف اهتمامه بهن".
من جهته، قال حاكم قندهار، روح الله خان زاده، في المؤتمر ذاته، إن "دوامة الحرب تجلب ويلات لجميع الأفغان، وتحديداً النساء، رغم أنهن أثبتن على مر عقود من الحروب أنهن قويات ويستطعن مقاومة كل ظروف الحياة بصلابة وصبر. من هنا تتوقع الحكومة اليوم أن تقف المرأة في وجه أزمات البلاد، وتساهم في إيجاد حل للمعضلة".
ولفت خان زاده إلى أن مديريات عدة في قندهار شهدت أخيراً مواجهات شرسة بين القوات الحكومية ومقاتلي "طالبان"، وبينها أرغنداب وبنجواي ووزيري وميوند، ما أدى إلى نزوح نحو 20 ألف أسرة تشكل النساء غالبية أفرادها. وأشار إلى أن الحكومة تسعى بجدية إلى إيصال كل أنواع التسهيلات لجميع النازحين، وتحديداً النساء.

الصورة
جيان شاهين تتحدث عن 7 أفغانيات قتلن  (تي جي كيركباتريك/ Getty)
جيان شاهين عضو الكونغرس الأميركي تتحدث عن 7 أفغانيات قتلن لمطالبتهن بحقوقهن (تي جي كيركباتريك/ Getty)

وثمة مساعٍ لإشراك المرأة الأفغانية وتكثيف مساهمتها في عملية السلام الجارية وفي تحديد مصيرها المستقبلي، في حين يزعم المهتمون بحال المرأة أن الجهود المبذولة الحالية لا تعطي المرأة حقها، وتسلبها حقها في المشاركة بعملية السلام.
وفي السادس من يونيو/ حزيران الجاري احتضنت مدينة جلال آباد عاصمة إقليم ننغرهار مؤتمراً لتقييم دور المرأة الأفغانية في عملية السلام. وقالت رئيسة إدارة شؤون النساء في الإقليم فتانة عزيز، في كلمة أمام المؤتمر، إن "المؤتمر هدف إلى بث الوعي لدى المرأة حول جهود السلام، وتوجيه رسالة في شأن ضرورة أن تلعب دوراً فاعلاً في هذا الشأن، وأهمية أن يزداد تفهمها لتطورات المفاوضات الجارية بين الحكومة والحركة".
وأضافت عزيز أن "المؤتمرات التي تبحث شؤون النساء تنشد إيجاد نوع من التنسيق والتواصل بين الحكومة والنساء. وتحرص الحكومة المحلية على جمع آراء النساء وإيصالها إلى المسؤولين المعنيين بعملية السلام، علماً أن من مهمات الحكومات الإقليمية إطلاع النساء على رؤية السلطة في شأن عملية السلام".
لكن الناشطة كلثوم خيبر ترى أن "عقد مؤتمرات إجراء غير كافٍ، لأن أعمالها تعتمد جداول عادية لا طائل ملموسا منها، وتنتهي بكلمات برّاقة يُلقيها مسؤولون ومسؤولات. لذا هناك حاجة ملحّة لاتخاذ خطوات عملية في سبيل إنجاح عملية السلام وإقرار الأمن في أفغانستان، تمهيداً لإنهاء معاناة كل مواطن أفغاني، وكذلك لإحداث تغيير جذري يُحسّن وضع المرأة بدلاً من اتخاذ خطوات اعتيادية".

المرأة
التحديثات الحية

وفي 19 مايو/ أيار الماضي، ناقشت وزيرة شؤون النساء في أفغانستان، حسينة صافي مع مندوبة الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) كلير هاغنسن وضع المرأة الأفغانية بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد. وطمأنت هاغنسن السلطات الأفغانية إلى مواصلة الحلف توفير الدعم اللازم في كل المجالات للنساء الأفغانيات.


 

المساهمون