جونسون: نظام من ثلاثة مستويات للحد من انتشار فيروس كورونا في إنكلترا

جونسون: نظام من ثلاثة مستويات للحد من انتشار فيروس كورونا في إنكلترا

12 أكتوبر 2020
بريطاني يتابع الكشف عن خطة مكافحة كورونا داخل حانة (بول إيليس/فرانس برس)
+ الخط -

أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه سيتم إدخال نظام جديد للقيود من أجل مكافحة فيروس كورونا في إنكلترا، وسيتم تقسيم البلد إلى ثلاثة مستويات تنبيه محلية، تراوح بين متوسط، وعال، وعال جدًا، بالاستناد إلى معدلات الإصابة المحلية، وستدخل هذه الخطوة حيز التنفيذ بعد غد، الأربعاء.

وأوضح جونسون أن "الواقع صارخ للموجة الثانية من إصابات كوفيد-19، فقد تضاعف عدد الإصابات في الأسابيع الثلاثة الماضية مع وجود عدد أكبر من الأشخاص المصابين في المستشفيات، أكبر مما كان عليه قبل دخول المملكة المتحدة في الإغلاق الوطني في مارس/آذار الماضي".
وأخبر رئيس الوزراء البريطاني الذي تعافى من كورونا، أعضاء البرلمان بأنه لا يعتقد أن المسار الصحيح هو العودة إلى إغلاق البلاد بأكملها بسبب تأثير إغلاق المدارس على تعليم الأطفال وأضرار أخرى، كما رفض المقترحات التي تقول إن الناس ضاقوا ذرعاً بالقيود، وأنه يجب على الحكومة السماح للفيروس بالانتشار، وترك الطبيعة تأخذ مجراها. مؤكدا أن فكرة حماية الضعفاء وكبار السن، مع السماح للفيروس بالانتشار بين الشباب ليست حلا لأن الفيروس سينتشر بسرعة بين عموم السكان، بحيث لن يكون هناك أي وسيلة لمنع انتشاره بين كبار السن.
وسجلت المملكة المتحدة 13972 إصابة جديدة بفيروس كورونا، الاثنين، مع تسجيل 50 حالة وفاة لأشخاص ثبتت إصابتهم بالفيروس خلال الـ28 يومًا الماضية.
ويشمل "المستوى المتوسط" جزءاً كبيراً من إنكلترا، ويتضمن القيود الوطنية الحالية، مثل "قاعدة الستة" وإغلاق الحانات والبارات والمطاعم عند العاشرة مساءً، في حين يشمل "المستوى المرتفع" منع الأشخاص من الاختلاط مع أسر أخرى داخل منازلهم، وستدخل ضمن هذه الفئة معظم المناطق التي تعيش بالفعل في ظل قيود محلية، مثل مانشستر الكبرى وبرمنغهام.
أمّا "المستوى العالي جدًا"، فسيمنع فيه الأشخاص من التواصل مع أسر أخرى سواء في المنازل أو في الحدائق الخاصة، بينما سيتم إغلاق الحانات التي لا يمكنها العمل كمطاعم. لكن يمكن تقديم الكحول في الحانات العاملة كمطاعم في هذه المناطق كجزء من الوجبة فقط، وسيتم توجيه النصح للسكان بعدم التنقل خارج هذه المناطق، مع ترك القرار للمسؤولين المحليين حول ما إذا كان ينبغي إغلاق أماكن الترفيه مثل الصالات الرياضية والكازينوهات، على أن تظل المتاجر والمدارس والجامعات مفتوحة.

وقال جونسون للنواب إنه سيتعين تحديث هذه القيود كل أربعة أسابيع، وستظل قيد المراجعة المستمرة، وحذر من أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المناطق ذات المستويات المرتفعة جدًا "قد تتعرض قريبًا لضغط كبير إن لم يتم فرض المزيد من القيود".
كما سلط الضوء على مزيد من الدعم الاقتصادي للشركات التي أُجبرت على الإغلاق بسبب القيود المحلية، وقال إن الحكومة ستزود السلطات المحلية  بنحو مليار جنيه إسترليني من الدعم المالي الجديد.
وفي المناطق ذات المستويات المرتفعة للغاية، تعهد جونسون بمزيد من الدعم لخطط الاختبار والتتبع المحلية، والمزيد من التمويل لفرض القيود المحلية، وعرض توفير مساعدة من الجيش، وأضاف أن الأشهر المقبلة "ستختبر قوة البلاد"، وأنه لا يشك في النجاح.
بدوره، قال زعيم حزب العمال، كير ستارمر، إنه يشكك بشدة في امتلاك الحكومة لخطة فعلية للسيطرة على الفيروس، وحماية الوظائف، أو الحفاظ على ثقة الجمهور، وقال: "السؤال اليوم، هل يمكن أن تعيد تلك القيود التي أعلنها رئيس الوزراء البلاد من حافة الهاوية، وما إذا كان بإمكانها استعادة السيطرة على الفيروس وتوفير الدعم والثقة التي تحتاجها الشركات والمجتمعات المحلية".

نظام المستويات الثلاثة الجديد يثير توترات كبيرة بين الحكومة المركزية والقادة المحليين الذين يشكون خلال الأيام الأخيرة من استبعادهم من عملية صنع القرار


وفي حين سيعقد جونسون مؤتمرا صحافيا في وقت لاحق من هذا المساء، قدّم نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنكلترا، البروفيسور جوناثان فان تام، إحاطة عامة حول عدوى فيروس كورونا في أنحاء المملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن يُعطى النواب حق التصويت للموافقة على نظام المستويات الثلاثة الجديد يوم غد، الثلاثاء، بيد أنّه يثير توترات كبيرة بين الحكومة المركزية والقادة المحليين، إذ اشتكى رؤساء البلديات خلال الأيام الأخيرة من استبعادهم من عملية صنع القرار.
وتشير التوقعات داخل الحكومة إلى أن معظم المناطق ستوضع في المستوى الأول مع اتخاذ التدابير الوطنية. وفي حديث لشبكة "سكاي نيوز"، صباح الاثنين، قال وزير الثقافة، أوليفر دودن، إن وجود أدلة على أن الحانات والمطاعم تساهم في نشر فيروس كورونا جاءت من دراسة أميركية، وهي وراء قرار الحكومة بفرض قيود جديدة على قطاع الضيافة.

من جهته، حذر المدير الطبي لإنكلترا في دائرة الصحة الوطنية، ستيف بويس، من أنه من دون اتخاذ إجراءات جديدة سيكون هناك 11 ألف مصاب في العناية المركزة بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، مشيرا إلى أن عدد المرضى في المستشفيات الآن يفوق العدد الذي كان فيها عندما أعلنت الحكومة إجراءات الإغلاق في مارس/آذار، وأن إجراءات مثل غسل اليدين وارتداء الأقنعة والحفاظ على مسافة أمنة ساعدت كخط دفاع أول.
بدوره، يؤكّد وزير التعليم، غافين ويليامسون، أن معظم امتحانات المستوى الأول والثانوي في إنكلترا ستتأخر ثلاثة أسابيع خلال العام المقبل لمنح الطلاب المزيد من الوقت للاستعداد، وقال إنّ سلسلة الامتحانات الرئيسية ستبدأ في 7 يونيو/حزيران، وتنتهي في 2 يوليو/تموز.
من جهتها، قدّمت نيكولا ستورجون، الوزيرة الأولى في إسكتلندا، تحديثًا لخطط إسكتلندا ردًا على نظام إنكلترا المكون من ثلاثة مستويات، وأكد وزير الصحة في أيرلندا الشمالية، روبين سوان، أنه تم تقديم ورقة تحدد المزيد من القيود.

المساهمون