جدل يصاحب قرار الحد من احتفالات "الكريسماس" في غزة

جدل يصاحب قرار الحد من احتفالات "الكريسماس" في غزة

20 ديسمبر 2020
من احتفالات الميلاد السابقة في قطاع غزة (يوسف مسعود/Getty)
+ الخط -

أثار تعميم داخلي لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، حول الحد من التفاعل مع احتفالات رأس السنة الميلادية "الكريسماس"، موجة من الجدل، إذ تضمن كتاب موجه من مدير إدارة الوعظ والإرشاد إلى وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية سلسلة فعاليات خلال الأسبوعين المقبلين، بهدف الحد من التفاعل مع احتفالات أعياد الميلاد، ومن بينها جولات ميدانية وفعاليات إعلامية.
وخلق القرار، الصادر في 15 ديسمبر/ كانون الأول، حالة من الغضب بسبب ما اعتبر دعوة إلى عدم مشاركة مسيحيي فلسطين أعيادهم، وتلا ذلك تراشق بالبيانات الصحافية بين الجهات الحكومية ونشطاء المجتمع المدني، إذ اعتبر عدد من النشطاء القرار "انتهاك للقانون الفلسطيني، و"يضرب النسيج الاجتماعي، ويهدد الوحدة الوطنية، ويضيف أزمة جديدة بدلا عن تعزيز التضامن".
وطالب سياسيون فلسطينيون بسحب البيان، وتنظيم جلسات توعية لموظفي وزارة الأوقاف حول التاريخ الفلسطيني، وكون البلاد مهد المسيح، وإبراز التسامح والسلم الأهلي، ودور مسيحيي فلسطين في كل المجالات والأزمات، والتوقف عن إثارة الجدل السنوي الخاص بتنظيم احتفالات الكريسماس في غزة.
واستهجن "ملتقى فلسطين" القرار الصادر عن سلطة "حماس" في غزة، مُبديًا استغرابه لوجود جهاز اسمه "الإدارة العامة للوعظ والإرشاد"، مشيرا إلى أن صدور تلك الإرشادات يعني في المجمل الدعوة إلى عدم مشاركة مسيحيي فلسطين أعيادهم ومناسباتهم.

المسيحيون الفلسطينيون هم نحن، بهذه العبارة المكثفة والمعبّرة يشدّد "ملتقى فلسطين" على رفضه وإدانته للقرار الصادر عن سلطة...

Posted by ‎ملتقى فلسطين P F‎ on Sunday, 20 December 2020

وشدد المُلتقى على أن القرار يتناقض مع نصوص"الوثيقة السياسية" التي أصدرتها "حماس" عام 2017، والتي نصّت على أن "الشعب الفلسطيني شعبٌ واحد بكل أبنائه في الداخل والخارج، وبكل مكوّناته الدينية والثقافية والسياسية"، وطالب الحركة بالالتزام بما أعلنته من التزام تجاه مسيحيي فلسطين. "بدلًا عن انتباه الحركة للخطأ الفادح، والغريب عن ثقافة الشعب الفلسطيني وتاريخه، إلا أنها عادت وأكدت عليه في قرار ثان يشرْعِن تدخّلها الفوقي في حياة الناس ومعتقداتهم الشخصية، في حين يفترض أنها فصيل سياسي كغيرها من الفصائل".

وتحول القرار إلى قضية سياسية فتحت المجال للتراشق الإعلامي، إذ صدرت عن مسؤولين في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تصريحات رافضة للقرار، كما ندد عدد من الفصائل والقوى الوطنية بقرار الحد من الاحتفالات، ودعت إلى إتاحة مساحات أوسع من الحرية.

هذه جريمة وطنية مرفوضة وعلى الوزارة التراجع والاعتذار عنها، وعلى الفصائل التدخل لوضع قواعد تكفل عدم تكرارها، فنحن...

Posted by Fathi Sabbah on Saturday, 19 December 2020


بدوره؛ أكد الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم، على "اعتزاز الحركة بالعلاقة التاريخية بين أبناء الشعب الفلسطيني من المسيحيين والمسلمين، والذين يعيشون معا على أرض فلسطين".
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، إن الوزارة على تواصل مستمر مع الكنائس في القطاع، و"كل من يحاول الاصطياد في الماء العكر لن يجني شيئاً من ذلك، فشعبنا، مسلمين ومسيحيين، سيبقى موحداً في مواجهة الاحتلال"، مشددا على أن المراسلة الداخلية لوزارة الأوقاف حول احتفالات الكريسماس "لا يجب أن تُحمّل أكثر مما يجب، خاصة أن المسيحيين في فلسطين جزء أصيل من شعبنا، ويتمتعون بكافة حقوق المواطنة، ولهم كامل الحرية في إقامة شعائرهم ومناسباتهم وأعيادهم، وقد دأبنا سنوياً على زيارة الكنائس في قطاع غزة، وتقديم التهنئة، والتأكيد على حقوقهم كاملة، وضمانة كافة التسهيلات لإقامة تلك الأعياد والشعائر".

يجب ألا تُحمّل المراسلة الداخلية لوزارة الأوقاف حول احتفالات "الكريسماس" أكثر مما تحتمل، بعد أن أوضح وكيل وزارة الأوقاف...

Posted by ‎إياد البزم‎ on Saturday, 19 December 2020

وعاودت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة تبرير موقفها في بيان، صدر أمس السبت، قالت فيه إن مراسلتها الداخلية بخصوص احتفالات الكريسماس "ليست لها أي علاقة بإقامة المسيحيين لمناسباتهم واحتفالاتهم وممارسة طقوسهم الدينية وحياتهم العامة، وإنما تأتي في سياق إرشاد المسلمين إلى الأحكام الشرعية المتعلقة بمشاركة المسلمين في المناسبات الدينية لغير المسلمين، وتقليدهم في شعائرهم الخاصة".
وشددت الوزارة على أنها "المرجع الرسمي الديني لكل ساكني فلسطين من المسلمين والمسيحيين وغيرهم، وأن منهجها ينطلق من سماحة الإسلام الذي أقر حرية الاعتقاد، ومنح أصحاب الديانات المختلفة حق إقامة شعائرهم وإحياء مناسباتهم وفق ضوابط تضمن تحقيق السلم المجتمعي، والتعاون الإنساني والديني. المسيحيون في فلسطين عموماً، وفي قطاع غزة خصوصاً، هم شركاء الوطن والقضية والنضال، ونتمثل معهم أسمى قيم التعايش الإنساني، ونبادلهم المناسبات الاجتماعية، وتربطنا بهم علاقات استراتيجية، ومن حقهم أن يُقيموا احتفالاتهم الدينية الخاصة، ولا يجوز الإساءة لهم، أو التضييق عليهم".

توضيح صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حول المراسلة الداخلية الصادرة عن إدارة الوعظ والارشاد بالوزارة والمتعلقة...

Posted by ‎وزارة الأوقاف والشئون الدينية فلسطين‎ on Saturday, 19 December 2020

المساهمون