تونس: منافسة بين الأجيال لانتخاب عميد الأطباء وسط تعزيز حضور النساء

تونس: منافسة بين الأجيال لانتخاب عميد الأطباء وسط تعزيز حضور النساء

19 يناير 2023
تحسن واضح في تمثيل النساء الطبيبات (ياسين غيدي/الأناضول)
+ الخط -

تعيش هيئة عمادة الأطباء التونسيين على وقع منافسات صعود الشباب، وكذا تعزيز الحضور النسائي في مجلس الهيئة، في انتظار انتخاب العميد السادس عشر للأطباء الأسبوع القادم.

والأسبوع الماضي، انتخب الأطباء 8 أعضاء جدد لمجلس العمادة من مجموع 30 مترشحاً، في إطار التجديد النصفي للمجلس الذي يجري كل سنتين.

ويتكون مجلس عمادة الأطباء التونسيين من 16 عضواً يُسمح لهم وفق النظام الداخلي للهيئة بالترشح لدورتين فقط للعضوية أو رئاسة المجلس.

وشهدت الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، منافسة بين أجيال مختلفة من الأطباء، إذ كان لشباب المهنة حضور خاصة على مستوى الجهات، وأفرزت الانتخابات صعود 8 أعضاء جدد من بينهم 4 نساء، بينما حصلت المترشحة لمياء قلال المحسوبة على الجيل الشاب على أعلى الأصوات.

ويُمثّل صعود 4 نساء وهن لمياء القلال وأسماء الزيدي وحنان التويري وسامية الطرابلسي، تعزيزاً لحضور الطبيبات النساء داخل مجلس الهيئة الذي تطغى عليه التركيبة الذكورية منذ نحو 7 عقود.

وبصعود 4 نساء جدد لعضوية هيئة عمادة الأطباء سيصبح العدد الإجمالي للنساء داخل المجلس 6 عضوات، وذلك لأول مرة في تاريخ العمادة التي لم يتجاوز عدد النساء فيها الثلاثة على الأقصى خلال السنوات السابقة.

وقال عضو عمادة الأطباء السابق، نزيه الزغل، إن "الحضور النسائي في هياكل المهنة تعزز لأول مرة بصعود 4 عضوات جديدات"، مؤكدا أن "مهنة الطب تتأنث، غير أن حضورهن صلب مجلس العمادة لا يزال محتشما".

وأفاد الزغل لـ"العربي الجديد"، بأن المجلس الجديد مطالب بالعمل على تعزيز العدالة الجندرية صلب الهياكل المركزية والجهوية، لا سيما وأن أول طبيبة عربية وهي توحيدة بالشيخ كانت تونسية".

وحول المنافسة بين الأجيال للصعود إلى مراكز القيادة صلب مجلس العمادة، أكّد الزغل أن "الحضور الشبابي في انتخابات الهيئة لا يزال محتشما، مشيراً إلى أن "نحو 10 بالمائة فقط من الأطباء المسجلين شاركوا في الانتخابات الأخيرة".

وأضاف "من مجموع 25 ألف طبيب مسجلين على لوائح هيئة الأطباء، شارك فقط نحو 2100 طبيب في انتخابات التجديد النصفي لمجلس العمادة الذي سيفرز عميدا جديدا للمهنة".

واعتبر الزغل أن "تنافس الأجيال على القيادة" أمر محمود، غير أنه أكد أيضاً أن "موجات هجرة الأطباء الشبان التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة تضعف تمثيلتيهم مستقبلاً ضمن الهياكل المهنية".

وتحدث الزغل أيضاً عن "تحديات تهرّم القطاع"، مؤكداً أن "المتبقين من الأطباء في القطاع الحكومي تفوق أعمارهم الخمسين عاما وهم مقدمون على التقاعد في السنوات العشر القادمة، ما من شأنه أن يسبب صعوبات في انتقال المهنة وتجدد الأجيال داخل الهياكل".

وحول إمكانية صعود امرأة على رأس مجلس العمادة، قال الزغل "بعد نحو 70 عاماً من تأسيس الهيئة عمادة الأطباء يجب أن يكون للطبيبات التونسيات مراكز متقدمة في قيادتها".

ورغم حصول لمياء القلال على العدد الأعلى للأصوات خلال الانتخابات الأخيرة ترجّح مصادر مقربة من الهيئة أن يؤول منصب العميد مجدداً إلى رضا الضاوي الذي حصل على المرتبة السابعة من حيث عدد الأصوات.

وأكدت مصادر فضلت عدم الكشف عن اسمها لـ"العربي الجديد"، أن شباب المهنة قاموا بتصويت انتقائي لفائدة المترشحين الأقل سناً ما يفسّر حصول القلال على العدد الأعلى من الأصوات.

ورجحت المصادر ذاتها، أن يجدد أعضاء الهيئة انتخاب الضاوي لدورة جديدة، معتبرين أن قيادة المهنة تحتاج إلى كثير من الخبرة التي تنقص الجيل الشاب.

المساهمون