تونس: حرق النفايات يغرق صفاقس بالغازات والمجتمع المدني يندّد

تونس: حرق النفايات يغرق صفاقس بالغازات والمجتمع المدني يندّد

17 نوفمبر 2022
أكياس قمامة متراكمة بجانب جدار في وسط مدينة صفاقس (حسام الزواري/فرانس برس)
+ الخط -

يواصل الدفاع المدني بمحافظة صفاقس إلى غاية اليوم الخميس، جهود احتواء النيران المشتعلة في مكب عشوائي للنفايات والتي تسببت في انتشار انبعاثات غازات في أرجاء المدينة التي ترزح تحت أطنان من القمامة بسبب أزمة المكبات.

وبالتوازي، دعا الاتحاد الجهوي للشغل والمنظمات المدنية في الجهة إلى وقفات احتجاجية أمام مقر المحافظة، للتنديد بما آلت إليه الأوضاع البيئية في صفاقس عقب تحذيرات الأطباء من مخاطر تواصل معالجة النفايات عن طريق الحرق على صحة المواطنين وتوسع انتشار الغازات السامة المنبعثة من الحرائق.

وأمس الأربعاء، انتشرت السحب والدخان في مناطق واسعة من مدينة صفاقس عقب حرق كميات من الفضلات في مكب عشوائي بالميناء، ما تسبب في حالات اختناق لدى عدد من المواطنين وتوتر الأجواء بكامل المنطقة.

وحمّل والي الجهة، فاخر الفخفاخ، في اجتماع أمس الأربعاء، مسؤولية حرق النفايات، إلى أطراف قال إنها تسعى إلى تأجيج الأزمة في المنطقة وتوتير الأجواء، بينما طالب خبراء في البيئة بضرورة إيجاد حلول جذرية عاجلة للأزمة التي تتواصل منذ أكثر من سنة قبل استفحال ما وصفوه بالكارثة البيئية.

وقال عضو اللجنة الاستشارية لمعالجة أزمة النفايات في صفاقس، شفيق العيادي، إن "الدفاع المدني استعان بجهود المقاولين من أجل إخماد الحرائق المشتعلة في مكب عشوائي قرب الميناء باستعمال الكاسحات والأتربة".

وأفاد في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ "الحريق الذي نشب الأربعاء في المصب العشوائي تسبب في انبعاثات غازات غطت جزءا من المدينة وشكلت غشاء بدأ في التقلص اليوم مع تقدم جهود إخماد الحريق".

وأشار إلى أن "حادثة حرق النفايات وانبعاث الغازات الناجمة عن أكوام المزابل ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت صفاقس حادثة مماثلة منذ 9 أشهر، كادت أن تتسبب في شلل شامل في الميناء التجاري بعد انتشار كثيف للأدخنة الملوثة، غير أن الأمطار التي تهاطلت منعت الكارثة حينها".

وتحدّث العيادي عن "خطورة التخلّص من النفايات عن طريق الحرق" مؤكدا أن "الانبعاثات الغازية التي تنجم عنها أخطر بكثير من الانبعاثات والغازات التي تتسرب من أكوام الفضلات". وقال إن "انبعاثات الغازات من أكوام المزابل يمكن أن تؤدي إلى اشتعال تلقائي للنيران نتيجة التفاعلات الغازية التي تفرزها الفضلات".

وأفاد أيضا بأن "الهيئات الصحية في المدينة حذرت في مناسبات عديدة من مخاطر التخلص من النفايات عن طريق الحرق"، مشيرا إلى أن "المجتمع المدني ينفذ اليوم وقفات احتجاجية دفاعاً عن حق المواطنين في العيش في بيئة سليمة ولمطالبة السلطات بإيجاد حل نهائي للأزمة التي تستمر منذ ما يزيد عن السنة" .

ولم تتمكن السلطات التونسية منذ ما يزيد عن السنة من إيجاد حلول لأزمة النفايات في صفاقس بعد رفض المواطنين في مختلف مدن المحافظة فتح مكبات جديدة عقب إغلاق مكّب "القنة " بمدينة عقارب بحكم قضائي صدر في يوليو/ تموز من عام 2019.

ويطالب المجتمع المدني في صفاقس، بتغيير طريقة التعاطي مع أزمة النفايات وتحويلها إلى ثروة عبر إعادة تدويرها واستخدامها في الدورة الاقتصادية، الأمر الذي من شأنه أن يقلّص من حجم النفايات الواصلة إلى المكبّات.

كذلك حذّر قسم العدالة البيئية في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية من "تمادي التعاطي السطحي والارتجالي مع أزمة النفايات في تونس وترسيخ عقلية الإفلات من العقاب مع غياب التحقيقات الجدية ومحاسبة المسؤولين".

 

المساهمون