تغيّرات جسد المرأة بعد الولادة
ربّما تكون التغيّرات التي تطرأ على النساء بعد الولادة من أكثر المشاكل التي يعانين منها، ليس فقط بسبب التغيّرات الهرمونية، بل المشاكل الصحية أيضاً. وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قد تعاني العديد من النساء بعد الولادة من مشاكل في قاع الحوض، والتي قد تتطلب علاجاً طبيعياً. هذا الأمر قد يكون عادياً بالنسبة لكثيرات، لكن ليس بالنسبة لأنّا نوورغرودكزي، وهي كاتبة متخصصة في الشؤون الصحية. صحيح أن نوورغرودكزي من النساء المطلعات بشكل كبير على المواضيع الصحية عموماً والنسائية خصوصاً نتيجة عملها، إلا أنها فوجئت بالتغيرات التي طرأت على جسدها بعد الولادة.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تقول: "لم أقرأ خلال حملي أي كتاب يتعلق بالتغيرات التي قد تطرأ على الجسد بعد الولادة على الرغم من أنني واظبت على قراءة أربع كتب عن الحمل وكتابين عن الولادة". تضيف أن "الجهل وغياب التوعية قد يؤثران على حياة النساء كثيرا". وتشير إلى أن أشياء كثيرة قد تطرأ على جسد المرأة، وتستدعي تدخل طبيب. صحيح أن الطب يسمح للمرأة بممارسة الجنس أو الرياضة خلال الفترة الأولى بعد الولادة، إلا أن نوورغرودكزي تقول إن الجسد الذي حمل إنسانا آخر قد يحتاج إلى فترة طويلة لاستعادة عافيته. لذلك، تنصح بالتروي قبل استئناف الحياة الطبيعية.
انطلاقاً من هنا، حاولت نوورغرودكزي مساعدة النساء من خلال تقديم بعض النصائح وهي عبارة عن أجوبة ضرورية لمواجهة التغيرات التي تطرأ على جسد المرأة.
متى يجب القلق؟
تقول إن سلس البول الإجهادي (التبول اللاإرادي) خلال العطس أو الضحك أو ممارسة الرياضة من أعراض ما بعد الولادة الطبيعية. وتوضح أنه بعد الولادة، تتغير عظام الحوض، وقد يؤدي ذلك إلى شعور النساء بحاجتهن إلى التبول بشكل متكرر. وهذا يتوجب زيارة الطبيب لعلاج اضطرابات قاع الحوض.
شد عضلات الحوض
ينصح خبراء بممارسة الرياضة التي تساعد على شد عضلات الحوض لمدة 10 دقائق في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، تشدد ممارسة الرياضة، فإن النشاط اليومي الروتيني يعد مهماً أيضاً، كالأعمال المنزلية، أو القيادة، أو التسوق، وغير ذلك.
ممارسة الجنس مؤلمة
قد تكون ممارسة الجنس مؤلمة بالنسبة للنساء خلال فترة ما بعد الولادة، وهذا أمر طبيعي في المرات الأولى فقط. لكن بعد ذلك، ترى المتخصصة في أمراض النساء والتوليد أليسون ستويب استمرار الألم، وتنصح باستخدام الزيوت التي تساعد أثناء العملية الجنسية، لأن جفاف المهبل قد يزيد من الألم.
ويمكن أن يكون الألم أثناء ممارسة الجنس ناتج عن خلل وظيفي في قاع الحوض، أو عضلات أخرى، ويجب معالجتها.
طلب المساعدة ضروري
في حال عانت النساء من ضغط على قاع الحوض، يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب. وتُنصح النساء اللواتي يعانين من هذه المشكلة بالراحة وعدم الضغط على هذه المنطقة، بالإضافة إلى ممارسة تمارين التنفس، لأنها تساعد في أحيان كثيرة.
ندبة الولادة القيصرية
لا يمكن الاستخفاف بالندبة (في مكان فتح البطن) التي تتركها العملية القيصرية. لذلك، فإن شعرت المرأة بأي ألم في هذه المنطقة، أو رأت دماء، يتوجب عليها استشارة طبيبها فوراً. ويرجع الأطباء سبب هذه الندبة إلى أن أنسجة الجلد التي يتم قطعها لعمل فتحة لإخراج الجنين، لا تعود لحالتها الطبيعية إذ يقوم الجسم ببناء أنسجة جديدة تكون مختلفة في الشكل عن الجلد القديم. صحيح أن التدليك قد يكون عاملاً مساعداً لتسكين ألم الندبة، ولكن لم تثبت الدراسات فاعليته بشكل كبير. ووجدت دراسة أن 18 في المائة من النساء اللواتي خضعن لعملية قيصرية ما زلن يعانين من ألم في موقع الشق، و10 في المائة من النساء اللواتي أنجبن بشكل طبيعي ما زلن يشعرن بألم في المهبل. لذلك، فإن آراء الطبيب ونصائحه سواء من خلال الأدوية، أو أي علاج أخر قد يكون مساعداً جداً.
كيفية حمل الطفل
حمل الطفل لإرضاعه يعد أمراً مهماً جداً لصحة الطفل. لكن بالنسبة للأمهات، الرضاعة مهمة شاقة بعد أشهر الحمل. وخلال فترة الرضاعة، يفرز جسد المرأة هرمونات تؤدي إلى إرخاء المفاصل. لذلك، يجب على الأمهات استخدام الوسائد التي تساعد الأم خلال الرضاعة، والتي صممت خصيصاً لذلك.
اختيار الوضعية الأفضل للجلوس
في حال استمرت معاناة المرأة من الانفصال البطني (فجوة بين عضلات البطن) خلال الأسابيع الستة الأولى من الولادة، لا بد من استشارة الطبيب لتجنب الضغط الشديد ومعرفة الوضعيات الأفضل للجلوس.
إلى ذلك، في حال عانت الأم من آلام في البطن أو المبهل مع ضيق في التنفس، بالإضافة إلى حرارة مرتفعة، لا بد حينها من الاتصال بالطبيب فوراً أو حتى الاتصال على الرقم 911 الخاص بالطوارئ. وفي حال كانت المرأة مصابة بسكري الحمل، فلا بد أيضاً من الخضوع لفحص السكري باستمرار. كما لا يمكن الاستهانة بتسمم الحمل، ومن عوارضه ارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يتطلب استشارة الطبيب أيضاً.
