ليبيات يعانين من المعاملة السيئة بالمستشفيات أثناء الولادة

ليبيات يعانين من المعاملة السيئة بالمستشفيات أثناء الولادة

04 أكتوبر 2021
إمكانيات أقسام الولادة في مستشفيات ليبيا متدهورة (Getty)
+ الخط -

تعاني أمهات ليبيات من الإهمال والمعاملة السيئة أثناء فترة ما قبل الولادة في المصحات والمستشفيات، وصولا إلى مقاضاة بعض الأزواج لتلك المصحات، لكن القضاء أيضا لا ينصفهن بسبب قصور كبير في القانون الخاص بالمسؤولية الطبية.
وتعاني المنظومة الصحية الحكومية انهيارا كبيرا منذ عقود، ما يضطر كثيرا من المرضى إلى السفر للعلاج في الدول المجاورة، لكن الولادة عادة ما تتم في داخل البلاد، ويؤكد الطبيب المتخصص في الولادة وأمراض النساء، خالد قرقوم، لـ"العربي الجديد"، أن الولادات تتم على الأغلب في القطاع الخاص، إذ تمتنع المستشفيات الحكومية أحيانا عن استقبال الأمهات بسبب غلق أقسام الولادة لأشهر.
ويقول علاء الهلوب، من بنغازي، إن زوجته عانت من مضاعفات خطيرة بعد ولادة طفلها الأول في مصحة خاصة، ما اضطرها إلى إجراء عدة جلسات لغسيل الرحم، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن "المراجعة بينت أن الطبيبة التي أشرفت على عملية الولادة لا تملك الخبرة الكافية. وصلت بزوجتي إلى المصحة في وقت متأخر من الليل، وبسبب غياب الطبيب المداوم عن العمل في تلك الليلة، قامت مساعدته بتوليدها. أبلغتني الطبيبة أن الطفل ولد متوفيا، وحاولت جاهدا خفض حالة التوتر التي تعاني منها زوجتي، لكنها كانت تتألم بشدة طيلة وجودها في المصحة، ليقرر طبيب مختص لها عمليات تنظيف للرحم".

وأضاف: "استعنت بأطباء من معارفي، وبعد أن تحدثوا مع الطبيب، اعترف لهم بأن الطبيبة التي أشرفت على الولادة لا تتوفر على خبرة، وأنها تعمل كعنصر مساعد تحت التدريب، وتسبب تدخلها في مضاعفات، خصوصا وأنها لا تعرف كيفية التعامل مع وليد متوفى". وإزاء رفض المصحة كتابة تقرير حول الواقعة، لم يتمكن الهلوب من مقاضاة المصحة.

أما أم ياسين، من طرابلس، فقد ذهبت إلى الولادة مع أمها وخالتها، وقالت: "القصص كثيرة حول تضرر الأمهات، بل ووفاة بعضهن خلال الولادة، خصوصا في المستشفيات العامة"، مشيرة إلى أن حظها كان وفيرا بوجود قابلات من جنسية أجنبية في المركز الطبي لحظة دخولها قسم الولادة.
وعلى الرغم من ذلك أشارت أم ياسين، لـ"العربي الجديد"، إلى أن زوجها جلب معه كل ما يلزم لإجراء عملية إذا استدعى الأمر بسبب خلو قسم الولادة بالمركز الطبي من أي إمكانيات، وقالت "حتى إبرة مسكن الألم علينا أن نشتريها، أما حضانات الأطفال الذين يولدون قبل مواعيد الولادة الطبيعية فهي محدودة، ما يضطر العائلات إلى اللجوء للمصحات الخاصة، حتى ولو كانت باهظة الثمن".

وإزاء هذا القصور الكبير، يصف الهلوب حالة الأسر في الأيام التي تسبق الولادة بـ"السيئة"، ويقول: "بدلا من الاستعداد للفرح يتخوف الأب والأم مما ينتظرهم، وإذا ما تمت الولادة بخير تتحول الفرحة إلى فرحتين، الأولى بالطفل، والثانية بنجاة الأم".
ويؤكد الطبيب قرقوم رصده لحالات تعنيف لفظي لبعض الأمهات أثناء عمليات الولادة، ويوضح: "عادة ما تحصل هذه التجاوزات على يد متدربين أو قابلات غير مؤهلات، ويشجعه ذلك عدم معرفة الأمهات بحقوقهن القانونية في ضرورة توفر بيئة صحية ونفسية ملائمة للولادة، كما أن عدم وضوح قانون المسؤولية الطبيبة يساعد المصحات والأطباء على التهرب من المساءلة"، متهما السلطات بتجاهل هذه القضايا.
وتابع: "الإهمال يصل إلى حد عدم وجود بيانات واضحة، حتى عن عدد الولادات، لبيان حجم الأضرار، وما يحصل في هذا القطاع الهام، وآخر إحصائية لوزارة الصحة كانت في عام 2018، وذكرت أن أكثر من 13 ألف حالة ولادة تمت في 921 مصحة خاصة، محذرا من تفاقم الوضع السيئ لأقسام الولادة في القطاعين الخاص والعام في غياب القانون الرادع.

المساهمون