تدهور الخدمات في مناطق سيطرة النظام السوري

تدهور الخدمات في مناطق سيطرة النظام السوري

02 نوفمبر 2023
أزمات مياه وكهرباء متكررة في غياب أي استجابة (عابد الدوماني/فرانس برس)
+ الخط -

تُرهق الأزمات الخدمية السكّان في مناطق سيطرة النظام السوري، في غياب أي استجابة من مؤسسات النظام المعنية، لأسباب كثيرة على رأسها الفساد وما يتبعه من تقصير وإهمال يدفع ثمنهما المواطن.

وفي السياق، قال الناشط الإعلامي هادي عزام من منطقة جرمانا قرب دمشق لـ"العربي الجديد"، إن "عدد سكّان جرمانا تجاوز المليون ونصف نسمة، وفق تصريحات حكومية سابقة، مقارنة بالعدد المصرح عنه في سجلات الإحصاء وهو 165 ألف نسمة، ما يعني أن المدينة باتت بحجم محافظة فعليا، لكن الملاحظ هو وجود تقصير من الناحية الخدمية، سواء في مجال توفير مياه الشرب والكهرباء أو الحاجيات الأساسية للسكان التي هي في الأصل في أدنى مستوياتها". 

وأضاف عزام "بالنسبة لمياه الشرب يعتمد الأهالي على شرائها، كون خدماتها غير كافية لهذا العدد من السكان، إضافة لكون المتوفرة كلسية لا تصلح للشرب. أما الكهرباء فالمنطقة تعاني من انقطاعها مثل بقية المناطق السورية من حيث ساعات القطع، وقد لا تتجاوز ساعات الوصل اليومي ساعتين في أفضل الظروف، ولا نتوقع أي تحسن بظل الظروف الحالية".

وتُبرر الجهات المسؤولة في النظام السوري ضعف الخدمات بالكثافة السكانية العالية، متجاهلة أن سبب وجود هذا العدد من النازحين في المدينة هو تدمير مناطقهم في الأصل. 

ومن المشاكل الأساسية أيضا في تراجع الخدمات وترديها في مناطق سيطرة النظام السوري، استقالة العاملين فيها بسبب شح الرواتب التي لا تسد في معظم الأحيان أجور المواصلات. 

وقال الناشط سامي أبو خضر من مدينة السويداء لـ"العربي الجديد": "الجنوب السوري عموما يعاني من أزمة مياه، تعد العامل الأساسي في بقاء أبناء الريف ضمن المنطقة في بيوتهم، في الأرياف الوضع سيئ جدا ونسبة الآبار المعطلة في السويداء تتجاوز 40 بالمائة، وهناك نقص في كل الخدمات وفي العمالة، والموظفون في الخدمات يقدمون استقالات بشكل مستمر، ومن بقوا منهم لا يؤدون أعمالهم ويفضلون البقاء في منازلهم. والكهرباء وضعها سيئ للغاية وهناك نقص في المعدات الخاصة بالإصلاح، إضافة للفساد في الإدارات المختلفة، والذي يبدأ بالوزارة ومن ثم مؤسساتها الفرعية وصولا للموظفين في المراكز.  

وتابع أبو خضر: "في السويداء استطاع الحراك الشعبي في الفترة الأولى أن يحسن الخدمات، لكن أخيراً اعتمدت مؤسسة المياه على المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية، لكن لم يتحسن الواقع إلا بشكل طفيف". 

وكان رئيس مجلس بلدية جرمانا في محافظة ريف دمشق، كفاح الشيباني، أوضح في تصريح  لموقع موالٍ للنظام، أن البلدية تعمل بإمكانياتها المتاحة على مشاريع النظافة وترحيل القمامة، مبررا ضعف الخدمات بالنقص في عدد العاملين، مشيرا إلى أنه يوجد في البلدية 43 عامل نظافة، من أصل حاجة المدينة البالغة 400 عامل. 

المساهمون