تدريب أبقار على استخدام مرحاض للحفاظ على البيئة

تدريب أبقار على استخدام مرحاض للحفاظ على البيئة

15 سبتمبر 2021
الأبقار قادرة على التدرب (براندون بل/ Getty)
+ الخط -

يأمل العالم في معهد أبحاث بيولوجيا حيوانات المزارع في ألمانيا، جان لانغبين، في أن ينجح خلال بضع سنوات في تدريب أبقار على الذهاب إلى المرحاض، والذي باشر تنفيذه فعلياً، في محاولة للحد من انبعاثات الكربون، وتأسيس مزارع صديقة للبيئة.

وبحسب دراسة نشرتها مجلة "ساينس نيوز" البريطانية، تلوث نفايات مزارع الماشية غالباً التربة ومجاري الماء، ما يساهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. لذا يعتبر خبراء أن الماشية التي تستخدم المرحاض مرغوبة، لكن المحاولات السابقة لتدريبها على التبول في أماكن مخصصة لذلك باءت بالفشل.

ويشير الخبراء إلى أن نفايات الأبقار تنتج مادة "أمونيا" التي تتسرب إلى داخل التربة، وتتحول من خلال الميكروبات الدفينة إلى غاز "أوكسيد النيتروز"، الثالث الأكثر تاثيراً في الاحتباس الحراري بعد "الميثان" و"ثاني أوكسيد الكربون".

ويؤكد لانغبين أهمية محاولة إشراك الحيوانات في عملية التبول، وتدريبها على اتباع ما يجب أن تتعلمه، تمهيداً لجني فوائد بيئية عدة".

ومن أجل تشجيع الأبقار على استخدام المرحاض، طبق لانغبين في مرحلة أولى مبدأ الثواب والعقاب، من خلال استخدام سماعات داخل أذن الابقاء من أجل تشغيل صوت سيئ للغاية كلما تبولت خارج المكان المخصص، لكنها لم تهتم بمعاقبتها، فلجأ لانغبين إلى رشقها بمياه كنوع  آخر من العقاب، وهو ما أثبت فاعليته في ردعها عن التبول في الأماكن العامة. كما قدم لانغبين مشروبات حلوة المذاق وبعض الشعير إلى أبقار نجحت في التبول في مراحيض.

وبعد إخضاع 16 عجلاً لنحو 15 جلسة تدريب، نجح 11 في إنجاز العملية. واعتبر الخبراء أن العجول الخمسة التي فشلت في التدريب قد تحتاج إلى مزيد من الوقت لإتقان هذه المهارة. واللافت أن العجول أظهرت مستوى أداء ضاهى مستوى الأطفال، وتفوق على مستوى الأطفال الصغار جداً.

ويعتبر لانغبين أن معدل النجاح قد يتحسن مع مزيد من التدريب، و"أعتقد بأنه بعد سنوات من درس سلوكها بأن الحيوانات قادرة على التعلم والتدرب".

وبعدما باتوا يعرفون كيفية تدريب الأبقار، يريد الخبراء نقل نتائجهم إلى مساكن حقيقية للماشية. وقد جربوا في دراسة أخيرة طريقة أطلقوا عليها اسم "مولو" لتعليم العجول على استخدام منطقة المرحاض داخل حظائرها، ما يعني أنه يمكن جمع البول ومعالجته، وإعادة استخدامه.

ويعمل الخبراء الآن على إنشاء نظام آلي يستخدم في تدريب العجول من دون تدخل المزارعين. ويقول لانغبين إنه "لا بدّ من تطوير نوع من تكنولوجيا الاستشعار لتدريب الحيوانات على استخدام المرحاض".

المساهمون