بلدية إسطنبول "عاجزة" أمام العاصفة الثلجية ومطالبة رئيسها بالاستقالة

بلدية إسطنبول "عاجزة" أمام العاصفة الثلجية ومطالبة رئيسها بالاستقالة رغم اعتذاره

26 يناير 2022
عطلت العاصفة الثلجية كل الأنشطة اليومية في إسطنبول (إبراهيم أونير/ Getty)
+ الخط -

تدنت شعبية رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، بسبب تراجع خدمات الولاية التي تولاها في 2019، والتي كشفتها العاصفة الثلجية التي تضرب تركيا حالياً، والتي خلفت شللاً في المدينة.
وزاد الحنق الشعبي في إسطنبول، بعد تقطع السبل بآلاف الموظفين والعالقين في الشوارع، والذين اضطر كثيرون منهم إلى العودة إلى منازلهم سيراً على الأقدام، في حين تداول ناشطون مشاهد لرئيس البلدية وهو يتناول السمك في مطعم فاخر بالمدينة.

ورد المتحدث باسم البلدية، مراد أونغو، عبر تويتر، قائلاً إن البعض "ينتقدون البلدية وهم في منازلهم الدافئة. وبعضهم يمارس الصيد. منذ اليوم الأول لتساقط الثلوج، استخدمنا 41 ألف طن من الملح، و21 طناً من محاليل خاصة لإيقاف حوادث الإنزلاق في الشوارع، وهناك 150 ألف طن من الملح في المستودعات، والادعاء بأنه لا يوجد ملح هو تلفيق".
وقارن الأتراك بين رئيس بلدية إسطنبول السابق قادر طوباش، الذي أدار أزمة الثلوج الكثيفة في عام 2017، وبين ما فعله إمام أوغلو، مطالبين رئيس البلدية بالاستقالة، بعد ما وصفوا أداءه بـ"الفشل الذريع".
وخرج كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، عن صمته، مدافعاً عن رئيس البلدية، وقائلاً: "أنت ما زلت رئيس بلدية، والباقي كلام فارغ".

وفي رده على حملة الهجوم، خاطب أكرم إمام أوغلو حزب العدالة والتنمية الحاكم، عبر تويتر، قائلاً: "لم يهضموا بعد الخسارة التي تكبدوها قبل 3 أعوام"، مضيفاً أن "أنصار العدالة والتنمية لم يتحملوا أن أقضي استراحة الغداء التي استغرقت ساعة واحدة فقط، والتي حصلت عليها بعد 19 ساعة من العمل في الميدان برفقة مديرية مركز تنسيق الكوارث، هل هذه الأمر يستحق أن يصبح محل نقاش؟".

وشهدت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى، والذي وصفه البعض بـ"الكاذب"، إذ تظهر مقاطع فيديو موكب رئيس البلدية أثناء مغادرته المطعم بعد ثلاث ساعات كاملة من وصوله إليه، في حين أكد إمام أوغلو أن تناوله الطعام مع السفير البريطاني "لم يدم أكثر من ساعة"، وتساءل المنتقدون: "هل الحديث الذي دار بينكم أهم من سكان إسطنبول؟".

وفي وقت لاحق، قدم إمام أوغلو اعتذاراً لسكان المدينة خلال لقاء تلفزيوني، قائلا: "لقد كان الثلج كثيفاً، وهطل بشكل لم يحدث على مدار أعوام. أعتذر للمواطنين الذين علقوا على الطريق، لكننا قللنا من الازدحام، وقضينا على المشكلة خلال وقت قصير"، داعياً المواطنين إلى الحذر، وعدم الخروج لأن الثلوج تستمر في التساقط.


وتضرب تركيا منذ أسبوع عاصفة ثلجية هي الأقوى منذ سنوات، مما أدى إلى توقف الرحلات الجوية من مطاري إسطنبول وصبيحة غوكشن، كما أعلنت المديرية العامة للطرق السريعة إغلاق الطرق البرية بين الولايات أمام المركبات.
واتخذت ولايات تركية إجراءات احترازية للتعامل مع الطقس السيئ المتوقع أن يتواصل حتى يوم غد الخميس، فأعلن مكتب والي إسطنبول حظر استخدام الدراجات النارية والهوائية والسكوتر حتى إشعار آخر في المدينة، ومنحت 24 ولاية موظفي القطاع العام إجازة لمدة خمسة أيام، ريثما تهدأ العاصفة، ويتم فتح الطرق.

كما أعلنت 9 ولايات، من بينها إسطنبول، تعليق التعليم الحضوري في الجامعات ومراكز التدريب لمدة يومين، وأعلن والي إسطنبول تأجيل الامتحانات في كافة جامعات المدينة، بسبب التساقط الكثيف للثلوج.

المساهمون