بغداد تتجه لفتح مزيد من الطرق المغلقة والتخلص من الحواجز الكونكريتية

بغداد تتجه لفتح مزيد من الطرق المغلقة والتخلص من الحواجز الكونكريتية

29 مارس 2022
عملية سابقة لإعادة فتح الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

أعلنت السلطات الأمنية العراقية، سعيها لفتح شامل للطرق المغلقة في العاصمة بغداد، ورفع جميع الحواجز الكونكريتية منها، في خطوة تعكس تطوراً بفرض الأمن في العاصمة، وتخفيف زحمة السير والاختناقات المرورية.

وتُمثّل أزمة قطع الطرق في بغداد، واحدة من أبرز المشاكل التي يعاني منها السكان العاصمة العراقية البالغ تعدادهم أكثر من 9 ملايين نسمة، وتعود إلى الأسابيع الأولى للاحتلال الأميركي للعراق، إذ عمدت القوات الأميركية إلى إغلاق آلاف الطرق الرئيسية والفرعية بحواجز إسمنتية، كان أبرزها إحاطة عدة أحياء سكنية وسط العاصمة على نهر دجلة، وتأسيس ما يعرف حاليا بالمنطقة الخضراء، بعد إجلاء السكان منها وتحويلها إلى مقر خاص بإدارة عمليات الاحتلال، قبل أن يتم تسليمها لاحقا للعراقيين، وتحتوي على مقرات الحكومة ورئاسة الجمهورية والبرلمان، إلى جانب البعثات الأجنبية المهمة.

وتمددت ظاهرة قطع الطرق في بغداد لاحقاً، لتشمل الطرق التي تقع بها مقرات الأحزاب والشخصيات السياسية والحزبية والقيادات الأمنية وزعماء فصائل مسلحة، ما خلق أزمة مرور كبيرة في بغداد، عدا عن التشويه البصري الذي حل بالعاصمة جراء ذلك.

قيادة عمليات بغداد وهي الجهة الأمنية المسؤولة عن أمن العاصمة، عقدت أمس الإثنين مؤتمرا تنسيقيا بمشاركة قيادات أمنية وعسكرية ومحلية مسؤولة عن إدارة العاصمة العراقية، وبحثت خلاله خطة مرسومة لفتح جميع الطرق والأزقّة المغلقة، ورفع الحواجز الإسمنتية من جميع مناطق وشوارع العاصمة، وفق جدول زمني.

ووفقاً لبيان رسمي صدر عقب الاجتماع، فإنّ "الأولوية بفتح الطرق تأتي بحسب أهمية الطريق في تخفيف الزخم المروري، وتسهيل حركة المواطنين، وإظهار مناطق العاصمة خالية من أي دعامة كونكريتية، فضلاً عن تقديم الدعم والإسناد لدوائر البلدية في تنفيذ الواجبات والمهام الموكلة إليهم".

وأضاف، أن "الجهد الهندسي في القيادة باشر بفتح طريق في منطقة الغزالية من الخط السريع للشعلة (غربي بغداد) بعد ورود الكثير من المناشدات من أهالي المنطقة بخصوص ذلك"، مشيرا إلى أنه "تمّت المباشرة أيضاً برفع الدعامات الكونكريتية المحيطة بدائرة مديرية مرور بغداد الكرخ، مع فتح طريق باتجاه ساحة أبي جعفر المنصور غربي العاصمة".

مسؤول أمني عراقي أكد، أن القرار بفتح شامل وكامل لكل الطرق لم يتخذ رسميا بعد، لكن هناك توجها لفتح الطرق بشكل تدريجي خاصة تلك التي لا مبرر لإغلاقها أو تسبب أزمات مرورية".

مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "السلطات الأمنية فتحت خلال السنوات الأخيرة أكثر من ألفي طريق وشارع رئيسي وفرعي، لكن التظاهرات والأحداث الأمنية الأخيرة حالت دون إكمال الخطة، لذلك فإنّ التقديرات حاليا تسير نحو رفع تدريجي لما تبقى من طرق وعددها بضع مئات في كل بغداد بعد أن كانت آلافا، والمعيار الوحيد هو الملف الأمني في فتح الطرق أو إبقائها مغلقة. معتبرا أن زوال آخر الكتل الإسمنتية يعتمد على الأوضاع الأمنية بالدرجة الأولى، والاتجاه إلى الطرق الحديثة من كاميرات مراقبة وحواجز تفتيش ذكية.

مديرية مرور بغداد، أكدت أن فتح الطرق بات ضرورة ملحة، للتخلص من الاختناقات المرورية في العاصمة، وقال المقدم في مرور العاصمة، عدنان السويعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "مديرية المرور كانت حاضرة بالاجتماع، وقدمت تقارير عن أهمية فتح الطرق، وأن حركة السير والمرور في العاصمة أصبحت صعبة جدا، في ظل زيادة أعداد السيارات، مقابل عدم استحداث شوارع جديدة أو فتح المغلقة منها". وأوضح، أن "المديرية تتابع الملف، وتسعى لأجل الفتح الشامل للطرق".

وكانت حكومة رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، قد قامت في يوليو/ تموز من العام الماضي بحملة لإزالة عشرات الحواجز الأمنية في العاصمة بغداد، فضلا عن الحواجز الكونكريتية، فيما أكد مسؤولون أمنيون حينذاك أن تلك الحواجز باتت غير مجدية أمنيا ولم تستطع منع عمليات العنف.

سبق ذلك قرارات اتخذها رئيس الوزراء الأسبق، عادل عبد المهدي، برفع نحو 70 حاجزاً أمنياً من العاصمة بغداد، كما أقدم على فتح المنطقة الخضراء "التي تضم مبنى السفارتين الأميركية والبريطانية والمقار الحكومية العراقية" أمام حركة السير والمرور.

 

 

المساهمون