بريطانيا ترفع درجة التحذير من كورونا وتكثف جهودها لمكافحة أوميكرون

بريطانيا ترفع درجة التحذير من كورونا وتكثف جهودها لمكافحة أوميكرون

12 ديسمبر 2021
الجرعات التعزيزية ستشمل من تجاوزت أعمارهم 30 عاماً (ماثيو هوروود/Getty)
+ الخط -

 

أعلن المسؤولون الصحيون في بريطانيا، اليوم الأحد، رفع درجة التحذير الخاصة بوباء كورونا بسبب "الزيادة السريعة" في عدد الإصابات بمتحوّر أوميكرون الأحدث بين متحوّرات فيروس كورونا الجديد، وذلك من الدرجة الثالثة إلى الرابعة. ويعني ذلك أنّ "التفشي كبير وأنّ الضغط على الخدمات الصحية يتّسع أو هو في طور الازدياد".

وقال المسؤولون إنّ "العناصر الأولى تظهر أنّ متحوّر أوميكرون يتفشّى بسرعة أكبر من متحوّر دلتا (الذي يسيطر حالياً في البلاد) والمناعة التي توفّرها اللقاحات (المضادة لكوفيد-19) ضدّ أوميكرون تقلّصت". وعلى الرغم من أنّ خطورة المتحوّر الجديد ما زالت غير معروفة "وسوف تكون أكثر وضوحاً في الأسابيع المقبلة"، فقد لاحظ المسؤولون أنّ ثمّة مصابين في المستشفيات بسبب أوميكرون و"من المرجّح أن يزداد عددهم سريعاً".

وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في وقت سابق من اليوم الأحد، تدابير إضافية لمكافحة تفشّي أوميكرون، من بينها توسيع حملة تزويد السكان بالجرعات التعزيزية من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 لتشمل الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم ثلاثين عاماً، ابتداءً من غد الاثنين.

وبدءاً من الثلاثاء، سوف يُطلب من الأشخاص المحصّنين بالكامل الذين خالطوا مصابين بكوفيد-19 إجراء فحوص سريعة خاصة بالفيروس يومياً على مدى سبعة أيام. أمّا الأشخاص غير المحصّنين الذين خالطوا مصابين، فيتوجّب عليهم الخضوع إلى عزل مدّة عشرة أيام، وفق ما أعلنت وزارة الصحة البريطانية.

وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد في بيان إنّ "المتحوّر أوميكرون ينتشر بسرعة في المملكة المتحدة، ويُتوقَّع أن يصير المتحوّر المهيمن بحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري"، موضحاً أنّ الإجراءات الجديدة مخصّصة "للحدّ من التأثير على حياة الناس اليومية، مع المساهمة في التخفيف من انتشار أوميكرون".

ودعا جاويد السكان إلى تلقّي اللقاح أو الجرعة التعزيزية "في أسرع وقت ممكن". وتنوي الحكومة أيضاً اقتراح جرعة ثالثة من اللقاحات لجميع الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 18 عاماً بحلول أواخر يناير/ كانون الثاني.

والإجراءات الجديدة تُضاف إلى التدابير التي سبق أن أعلنها رئيس الوزراء بوريس جونسون، من بينها العودة إلى العمل عن بُعد وفرض إبراز الشهادة الصحية في بعض الأماكن. وسوف تُطرح هذه الإجراءات لتصويت النواب بعد غد الثلاثاء. ويُتوقَّع أن يتمّ تبنّيها مع تأييد المعارضة العمّالية، على الرغم من ريبة قسم من المعسكر المحافظ الذي ينتمي إليه جونسون.

ويأتي تشديد الإجراءات هذا بعد نحو عام من بدء حملة التحصين واسعة النطاق ضد كوفيد-19 في بريطانيا، وهي إحدى الدول الأكثر تضرراً من الوباء، والتي سجّلت أكثر من 146 ألف وفاة وتحصي يومياً نحو 50 ألف إصابة جديدة.

وبعد نحو أسبوعَين من اكتشاف الإصابة الأولى بمتحوّر أوميكرون في بريطانيا، أعلن وزير التعليم ناظم الزهاوي اليوم الأحد، عبر شبكة "سكاي نيوز"، إدخال أوّل المصابين بهذا المتحوّر إلى المستشفى. يُذكر أنّ أوميكرون يتسبّب في ثلث الإصابات بكوفيد-19 في لندن. وقد حذّر الزهاوي من أنّ هذا المتحوّر الجديد "معدٍ إلى درجة أنّه سوف يصيراً مهيمناً ويتفشّى بشكل متسارع"، مبرّراً بذلك الإجراءات التي تتّخذها الحكومة لإبطاء انتشاره.

من جهة أخرى، اتُّهم جونسون بزرع "ثقافة تجاهل القواعد" في داخل الحكومة بعد نشر صورة له، اليوم الأحد، يظهر فيها وهو يشارك في مسابقة افتراضية في ديسمبر/ كانون الأول 2020، في حين كان البريطانيون محرومين من النشاطات الاجتماعية. تُضاف هذه الواقعة إلى سلسلة ممّا عُدّ فضائح طاولت مصداقية جونسون المُحافظ، في وقت يطلب من البريطانيين الالتزام بقواعد جديدة لمكافحة التفشي السريع لمتحوّر أوميكرون في البلاد.

(فرانس برس)

المساهمون