النفايات تنتشر في ضاحية بيروت وجبل لبنان ومناشدات لحل الأزمة

النفايات تنتشر في ضاحية بيروت وجبل لبنان ومناشدات لحل الأزمة

22 أكتوبر 2021
تراكم النفايات مشهد يتكرر في لبنان (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

تطلّ مشكلة النفايات في لبنان برأسهِا بين فترةٍ وأخرى ربطاً بالأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وأخطرها اليوم بيئياً وصحياً في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث تنتشر الروائح الكريهة والحشرات، ويرفع المواطنون الصوت تجاه المعنيين لإيجاد حل سريعاً.

ويقول رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المشاريع التشغيلية على مستوى لبنان ككلّ تعاني من أزمة على صعيد العقود نتيجة الأزمة الاقتصادية، وخصوصاً النقدية المتصلة بانهيار قيمة العملة الوطنية وارتفاع سعر صرف الدولار، وما رافق ذلك من انعدام للقدرة الشرائية وتدهور الأوضاع المعيشية وهو ينعكس على اليد العاملة والإدارات".

ويلفت درغام إلى أنّ "أزمة النفايات مرتبطة بهذه المشاريع التشغيلية والعقود بالدولار التي لا تزال تُدفع وفق سعر الصرف الرسمي؛ أي 1500 ليرة، وهو ما يدفع موظّفي الشركات عامة، ومن ضمنها شركة (سيتي بلو) الموكلة جمع النفايات، للاعتصام والتوقف عن العمل حتى تحقيق مطالبهم المتمثّلة طبعاً بزيادة الرواتب".

ويشير إلى أنّ "عمّال شركة (سيتي بلو) توقّفوا عن العمل؛ بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة وارتفاع سعر صرف الدولار إلى أكثر من 20 ألف ليرة، عدا عن ارتفاع أسعار المحروقات والغلاء المعيشي القاسي، وهو ما أدّى إلى انتشار النفايات في الشوارع والأزقّة، مع ما يحمل ذلك من انعكاسات بيئية وصحية سلبية. الأمر الذي دفعنا إلى التحرّك على مستوى بلديات الضاحية لرفع النفايات المكدّسة".

ويؤكّد رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية "باشرنا اليوم إزالة النفايات عبر الآليات والجرافات ضمن نطاقنا، على أن نرسلها إلى مطمر الكوستابرافا، ولكن الأعباء تبقى كبيرة باعتبار أنّ المنطقة مكتظة جداً بالسكّان، وبالتالي، فإنّ الحلول المؤقتة والمبادرات من جانبنا لا يمكن أن تحلّ مكان الحكومة والمعنيين الذين عليهم التدخل سريعاً لمعالجة الأزمة".

من جهته، يقول منسّق العمليات في شركة "سيتي بلو" عصام حجار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العمّال أعلنوا الإضراب إلى حين تحقيق مطالبهم، المتمثلة بزيادة الرواتب واعتماد سعر صرف 3900 ليرة لبنانية للدولار، وهناك مفاوضات تجري بينهم وبين الإدارة لإيجاد حلّ. وهم ينطلقون من الواقع الراهن على صعيد الغلاء الحاصل وارتفاع سعر صرف الدولار الذي يفوق قدرتهم على التحمّل، ونحن نعمل على معالجة المسألة".

ولا تقتصر أزمة النفايات على الضاحية الجنوبية فقط، بل تشمل المناطق الموكلة شركة "سيتي بلو" إزالة النفايات فيها من جبل لبنان؛ بعبدا والشوف وعاليه، حيث المشهد يتكرّر في كل مرة تشتدّ فيها المشاكل، في ظلّ حلول تبقى مؤقتة ومن دون معالجات جذرية.

وإضراب اليوم ليس الأول لموظفي شركة "سيتي بلو"، فقد سبق لهم أن توقّفوا عن العمل مرات عدّة مع موظفي شركة "رامكو" المكلّفة جمع النفايات في المتن وكسروان وبيروت، خصوصاً الأجانب الذين طالبوا بدفع مستحقاتهم بالدولار أيام الحكومة السابقة؛ حكومة حسان دياب، أو تبعاً لسعر الصرف المحلي، وإلاّ العودة إلى بلادهم، ومنهم من غادر لبنان بعد تعذّر تحقيق مطالبهم.

كما طالبت الشركتان، في أوقاتٍ سابقة، الحكومة ومصرف لبنان بحلّ مشكلة المستحقات المتراكمة، عبر دفعها من خلال شيكات بالدولار المحلي تبعاً لسعر الصرف المعتمد عند البنك المركزي، ورفعتا الصوت في ظلّ استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار، وخصوصاً أنّ تكاليف التشغيل أصبحت مرتفعة جداً نسبةً إلى زيادة أسعار المحروقات، وربطاً كل الخدمات.

المساهمون