النحل الكبير سيتأثر بالتغيّر المناخي أكثر من الأنواع الصغيرة

النحل الكبير سيتأثر بالتغيّر المناخي أكثر من الأنواع الصغيرة

21 ابريل 2022
التغير المناخي يمكن أن يعيد تشكيل أنواع النحل بشكل جذري (Getty)
+ الخط -

يطاول التغيّر المناخي النحل على مستويات مختلفة، حتى إن تبعاته قد تنعكس على حجم هذه الحشرات... إذ توقعت دراسة حديثة أن ترتفع أعداد النحل الصغير فيما ستنخفض في المقابل أعداد النحل الطنان، محذرة من تأثيرات "متتالية" على التلقيح وكل النظام البيئي المرتبط بهذه الحشرات.

وعلى مدى ثماني سنوات، درس علماء في الولايات المتحدة عشرين ألف حشرة تابعة لعائلة النحل بعدما حاصروها في سلسلة جبال روكي (غرب)، بهدف دراسة كيف تتفاعل العائلات المختلفة مع الظروف المناخية المتغيرة.

وأشار معدو الدراسة، المنشورة في مجلة "بروسيدينغز أوف ذي رويال سوسايتي بي"، إلى أنّ منطقة منتصف الجبل التي أُخذت منها العينات "تتأثر بشكل خاص بالتغير المناخي"، إذ تتسم بدرجات حرارة أكثر اعتدالاً في الربيع وذوبان مبكر للثلوج.

ووجدوا أنّ أعداد النحل المتخصص في حفر الأعشاش والنحل كبير الحجم تنخفض تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة، فيما أعداد النحل الأصغر الذي يعشش في التربة تزداد.

وقال معدو الدراسة إنّ "أبحاثنا تشير إلى أنّ التغيرات الحاصلة في درجات الحرارة وتراكم الثلوج وهطول الأمطار في الصيف جراء التغير المناخي يمكن أن تعيد تشكيل أنواع النحل بشكل جذري".

 تأثيرات متتالية 

وأشارت نتائج الدراسة خصوصاً إلى انخفاض من المتوقع أن تشهده أعداد النحل الطنان والنحل القارض والنحل البناء. ويذكر الباحثون أنّ النحل الطنان "مهدد بالاحترار المناخي أكثر من أنواع نحل أخرى موجودة في نظامنا".

وتلتقي هذه النتائج مع دراسات أخرى تظهر أنّ النحل الطنان، وهو الملقح السائد في عدد كبير من النظم الإيكولوجية، يتمتع بقدرة أقل على تحمل الحرارة وينتقل عندما ترتفع درجات الحرارة إلى مناطق أكثر برودة وارتفاعاً.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أنّ حجم جسم النحل الطنان، وكذلك سلوكه في العش، من المتوقع أن يجعلاه أكثر تأثراً بمناخ يصبح أكثر سخونة.

وبشكل عام، يرى معدو الدراسة أنّ هذه التغييرات "يمكن أن تتسبب بتأثيرات متتالية على التلقيح وأداء النظم الإيكولوجية".

ومن المتوقع، على سبيل المثال، أن يؤدي الانخفاض في أعداد النحل الأكبر حجماً الذي يمكنه الطيران مسافة أطول بحثاً عن الطعام إلى تقليل عمليات التلقيح التي تجرى على مسافات بعيدة.

ولفت المعدون رغم ذلك إلى أنّ هذه النتائج قد لا تنطبق على النظم الإيكولوجية التي سيؤدي التغير المناخي فيها إلى زيادة هطول الأمطار.

وتُعتبر الحشرات الملقحات الرئيسية في العالم، إذ يعتمد 75 في المائة من المحاصيل الـ115 الأساسية، ومن بينها أشجار الكاكاو واللوز والكرز ونبتة البن، على التلقيح الحيواني، بحسب الأمم المتحدة.

وفي تقرير لافت نُشر عام 2019، خلصت مجموعة من العلماء إلى أنّ أعداد نحو نصف أنواع الحشرات في العالم تتدهور، وأنّ ثلثها قد ينقرض بحلول نهاية القرن الحالي.

وأصبح نوع واحد من كل ستة أنواع نحل منقرضاً على المستوى المحلي في عدد من البلدان. أما فقدان الموائل واستخدام المبيدات فيمثلان العاملين الأساسيين المسببين انقراض النحل.

(فرانس برس)

 

 

المساهمون