المغرب: عائلات مهاجرين مفقودين تطالب بالكشف عن مصيرهم

المغرب: عائلات مهاجرين مفقودين تطالب بالكشف عن مصيرهم

04 أكتوبر 2022
من تحرّك عائلات المهاجرين المغاربة في الرباط اليوم (فاضل سنّا/ فرانس برس)
+ الخط -

احتجّت عائلات مهاجرين مغاربة اختفوا في خلال محاولاتهم للهجرة عبر قوارب الموت، للوصول إلى أوروبا، اليوم الثلاثاء، أمام ملحقة وزارة الخارجية المغربية في العاصمة الرباط، للمطالبة بالكشف عن مصيرهم وتسليم جثامينهم في حالة الوفاة.

وتأتي عودة احتجاجات عائلات المهاجرين المغاربة غير النظاميين الذين لا يُعرف حتى الساعة مصيرهم، بعد وقفة أولى نُظّمت في مايو/ أيار الماضي، لتسليط الضوء على ملفّ أبنائها المفقودين عند الحدود وعلى السواحل.

وبحسب ما أفادت مجموعة من المحتجين "العربي الجديد"، فإنّ مصير عدد كبير من المهاجرين المغاربة غير النظاميين يبقى مجهولاً. وقد طالبت عائلات المهاجرين المفقودين من خلال الشعارات التي رفعتها في الوقفة الاحتجاجية اليوم، بتدخّل حكومة عزيز أخنوش العاجل لمعرفة مصيرهم والإسراع في إنهاء معاناة مستمرّة لعشرات العائلات.

من جهته، قال رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان (مستقلة) إدريس السدراوي لـ"العربي الجديد" إنّ منظمته "تؤكد تضامنها التام واللامشروط مع المغاربة ضحايا الإخفاء القسري الذين يتعرّضون لشتى أنواع المعاملات القاسية والمهينة والاحتجاز التعسفي، وبالأخص في دولة تركيا".

وطالب السدراوي الحكومة المغربية بـ"العمل الجدي والمستعجل للكشف عن مصير مئات المغاربة وإرجاع الباقين"، مع تأكيد "ضرورة التعجيل بإنجاز نموذج تنموي للحدّ من ظاهرة بطالة الشباب التي تؤدّي إلى الهجرة والبحث عن بلد آخر تتوافر فيه ظروف العيش والكرامة".

وتفيد الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بأنّ عائلات المهاجرين المغاربة غير النظاميين الذين اختفوا في خلال محاولاتهم للهجرة عبر قوارب الموت ووجهتهم أوروبا انطلاقاً من المغرب أو الجزائر أو تونس أو ليبيا أو تركيا، تعيش "واقعاً أليماً في ظلّ غياب أجوبة تتعلق بمصير أبنائها، على الرغم من مساعي بلدان أخرى لكشف مصيرهم".

وما زال مصير عشرات المهاجرين غير النظاميين مجهولاً، علماً أنّ بعضاً منهم قد يكون معتقلاً. وقد يواجه هؤلاء المهاجرون خطر الموت في أيّ لحظة على أيدي مليشيات مسلحة أو شبكات إجرامية، أو غرقاً.

وفي الإطار نفسه، حمّلت عائلات المهاجرين المفقودين المسؤولية لـ"نظام الحدود والتأشيرة والسياسات التي تفرضها أوروبا على دول الجنوب وعلى أبنائها، لأنّها غير عادلة، وذلك في خرق للمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان التي تنصّ على حرية التنقّل".

وطالبت العائلات بتسهيل عملية إجراء فحوص الحمض النووي لأفراد العائلات المعنيّة، بهدف الكشف عن هوية جثث في ثلاجات الموتى بالناظور شمال شرقيّ المغرب وكذلك في الجزائر، مشدّدة على دعوتها دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً إسبانيا وفرنسا، والدولة المغربية، وكذلك الدول المغاربية المعنية، ليبيا والجزائر وتونس، للكشف عن مصير أبنائها ونشر لوائح أسمائهم وأماكن احتجازهم وإطلاق سراحهم فوراً وتسليم رفات المتوفّين منهم، إذ إنّهم يرغبون أو رغبوا في الهجرة لتحسين أوضاعهم، والهجرة حقّ وليست جريمة.

وأعلنت العائلات المحتجة نيتها مواصلة احتجاجاتها من أجل أبنائها المفقودين، وعزمها على محاكمة السياسات الأوروبية القاتلة المتعلقة بالهجرة والمهاجرين، مطالبة بالتدخّل العاجل من أجل الكشف عن مصير المغاربة المختفين وبحقّ العائلات في استرجاع جثث أبنائها ورفاتهم.

تجدر الإشارة إلى أنّ عائلات المغاربة الذين فُقد الاتصال بهم في أثناء محاولتهم الهجرة بطريقة غير نظامية إلى خارج البلاد، قد نظمت احتجاجاً سابقاً في شهر مايو/أيار الماضي في مدينة الرباط، قبل أن تحول عناصر الأمن دون توجّهها إلى مقرّ البرلمان المغربي.

المساهمون