القامشلي: الطاقة الشمسية بديلة للمولدات

القامشلي: الطاقة الشمسية بديلة للمولدات

11 مايو 2023
الحصول على كهرباء ساعات محدودة يومياً أمر غير مناسب (دليل سليماني/ فرانس برس)
+ الخط -

أوقف أخيراً العديد من أصحاب ومستثمري المولدات الكهربائية التي تعمل على الديزل خدمات منح الطاقة لأحياء في مدينة القامشلي شمال شرقي سورية، احتجاجاً على عدم حصولهم على مستحقات وكميات كافية من الديزل التي توزعها مديرية المحروقات التابعة للإدارة الذاتية. وتعتبر هذه المولدات الحل البديل الذي استعان به المواطنون لتعويض انقطاع التيار الكهربائي الذي توفره سلطات النظام فترات طويلة أو انعدامه بالكامل، وتأمين بالتالي احتياجات المنازل والمتاجر والمصانع. وتعمل هذه المولدات نحو 8 ساعات يومياً في غالبية الأحياء، وبعضها لمدة 16 ساعة، أو حتى لمدة 24 ساعة في الأحياء الغنية. وفي المتوسط، يخدم كل مولد كهربائي 600 مشترك على الأقل.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويعيد وقف عمل المولدات مشكلة معاناة المواطنين مع الكهرباء إلى المربع الأول، ويحتم البدء مجدداً في البحث عن حلول بديلة، علماً أن المواطنين استخدموا، مع بدء الثورة عام 2011 وتعمّد النظام قطع الكهرباء، الشموع وقناديل الكاز والشواحن الصغيرة التي تعمل على بطاريات، ثم مولدات كهربائية منزلية صغيرة تعمل على الديزل والبنزين، وتعطي طاقة بقوة 4 أمبيرات. وبعدها تشاركت عائلات عدة في شراء مولدات متوسطة الحجم توفر الطاقة لـ3 أو 4 مشتركين، وصولاً إلى المولدات الكبيرة التي تغطي أحياء كاملة.
وفي رحلة البحث المستمرة عن حلول بديلة لتوليد الكهرباء، ظهرت منظومات الطاقة الشمسية في الأحياء الغنية، خصوصاً في المرحلة الأولى من الأزمة الخدماتية، حين اعتبر عدد كبير من المواطنين أن ثمنها مرتفع، ولا يتناسب مع مداخيلهم، علماً أن أصغر منظومة منزلية تتضمن ألواحاً وبطاريات وأجهزة تنظيم وتحكم وأجور تركيب وملحقاتها تكلف نحو ألفي دولار.

الصورة
يعتقد سوريون بأن الطاقة الشمسية اختصار للوقت والجهد والمال (العربي الجديد)
يعتقد سوريون بأن الطاقة الشمسية اختصار للوقت والجهد والمال (العربي الجديد)

يقول رمضان محمد البالغ 49 من العمر، ويعمل في تدريس مادة الفنون ويسكن في القامشلي، لـ"العربي الجديد": "يحتاج الناس إلى كهرباء في كل الأوقات، وهذا أمر لا يمكن حصره في ساعات محدودة يومياً، فمن دون كهرباء لا يمكن الحصول على مياه للشرب وطعام أو حتى الاستحمام، كما لا يمكن التواصل مع العالم الخارجي سواء عبر الهواتف الخليوية أو الإنترنت، ولا يمكن تحمّل برد الشتاء أو حرّ الصيف.
يتابع: "اعتقد الناس في البداية أن المولدات الكهربائية حل مؤقت، لذا غضوا النظر عن كثير من السلبيات المرتبطة باستخدامها، وبينها أن غالبيتها كانت قديمة وتتعرض لأعطال كثيرة خصوصاً في موسم الصيف، وأنها كانت تزودهم بالكهرباء نحو 8 ساعات يومياً فقط. وقد استغلّ أصحاب هذه المولدات الوضع، وتعمدوا تأخير عمليات إصلاحها، ولم يعوّضوا المتضررين. وفي الفترة الأخيرة أخبرنا مستثمر لموّلد أنه أوقف مشروع تزويد الحي بكهرباء لأنه غير مربح خصوصاً مع تقنين المحروقات".
من جهته، يتحدث متين الأسمر (32 عاماً) الذي يعمل في مهنة ميكانيك السيارات في منطقة الصناعة بالقامشلي لـ"العربي الجديد"، عن أنه اختصر الوقت والجهد والمال، وركّب منظومة للطاقة الشمسية في منزله، وهو ما سيفعله في ورشته قريباً، "لأنه عندما نحتسب قيمة الاشتراكات الشهرية الدائمة التي ندفعها لأصحاب المولدات نجد أن تركيب منظومة للطاقة الشمسية أكثر جدوى".
يضيف: "لا ينبغي أن ننسى أيضاً أن منظومة الطاقة الشمسية توفر الكهرباء في شكل دائم، وتظل ملك من يشتريها، وهي صديقة للبيئة ولا تصدر ضجيجاً وملوّثات مثل المولدات".

بدورها، تقول بهار جميل (43 سنة)، وهي ربة منزل تسكن في القامشلي لـ"العربي الجديد": "فقدنا الأمل بحكومة النظام، وكل المعنيين بتأمين خدمات الكهرباء، لذا اتفقت مع زوجي على تركيب منظومة صغيرة للطاقة الشمسية من أجل تشغيل الأدوات الكهربائية الرئيسية، مثل الثلاجة والمروحة ووسائل الإنارة. وإذا استطعنا توفير بعض النقود سنزيد عدد لوحات وبطاريات منظومة الطاقة الشمسية كي تلبي احتياجات أخرى في المنزل".
تضيف: "الحقيقة أننا تعبنا من كل شيء مرتبط بسوء نوعية الخدمات الحياتية أو فقدانها بالكامل. استخدمنا الشموع والقناديل والأضواء التي تشحن باستخدام بطاريات، وعانينا من ضجيج الموّلد المنزلي وصوته المزعج كل يوم، ثم ارهقنا موّلد الحي أيضاّ بسبب كثرة أعطاله، وارتفاع قيمة الاشتراك الشهري التي كانت تزداد كل فترة". وتأمل جميل في أن تكون منظومة الطاقة الشمسية حلاً، وتقول: "سأجرب منظومة الطاقة الشمسية التي أرجو أن توفر حلاً نهائياً لنا رغم أننا لا نعرف تماماً عمرها وفعّاليتها وأعطالها المحتملة".

المساهمون