العراق يتجه لاستخدام طائرات مسيرة للكشف عن الألغام

العراق يتجه لاستخدام طائرات مسيرة للكشف عن الألغام

03 مارس 2023
العراق من الدول الأكثر تلوثاً بالألغام والعبوات الناسفة (فارق فرج/الأناضول)
+ الخط -

كشفت وزارة البيئة العراقية عن توجهها لاستخدام طائرات بعمليات المسح للكشف عن الألغام في البلاد، ضمن خطة تسهم باختصار 90% من الوقت في عمليات التخلص منها، وسط دعوات لتوسيع عمليات إزالتها.

وتعدّ الألغام والأجسام المتفجرة غير المنفلقة التي خلّفتها الحروب والأزمات الأمنية التي ضربت العراق منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي حتى اليوم، أحد أخطر الملفات التي تحتاج إلى حلول لمعالجتها، وخلال الفترة السابقة، سجّلت المحافظات العراقية حوادث أسفرت عن قتل وجرح العشرات من الشباب والأطفال، خاصة ممن يمارسون الرعي في المناطق المفتوحة، إذ تعرضوا لتفجيرات تلك المخلفات، ما دفع وزارة البيئة العراقية إلى وضع خطة وطنية واسعة للتخلص منها، مؤكدة أن الخطة تهدف لإنهاء الأزمة بحلول عام 2028.

وأمس الخميس، قال مدير دائرة الألغام في الوزارة ظافر محمود، إن وزارة "البيئة استخدمت طائرات الدرون في عمليات المسح للكشف عن الألغام، وقد أثبتت نجاحاً وفاعلية هائلة بالنسبة للمسح غير التقني"، مبينا في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "الوزارة بصدد استخدام طائرات أخرى في المسح التقني، تكون قادرة على مسح أكثر من مائة ألف متر مربع باليوم الواحد".

وأوضح، أن "ذلك سيختصر وقت الأعمال بنسبة 90%"، معتبرا أن "التجربة ستطبق في مدينة الموصل، وخلال الأيام المقبلة سيكون هناك قرار نهائي باستخدام هذه الطائرات".

وبشكل متكرر، تعلن قوات الأمن العراقية عن سقوط ضحايا جراء انفجار ألغام في مناطق زراعية وريفية مختلفة، وعادة ما يكون الأطفال أكثر ضحايا تلك الألغام.

ويقلّل مختصون من شأن عمليات المسح التي تريد أن تجريها الوزارة، وقال الخبير البيئي حسام الحياني، إن "اعتماد التقنيات الحديثة مهم بعمليات المسح، لكن الأهم اعتماد التقنيات بعمليات الإزالة التي تحتاج إلى أجهزة متطورة"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنه "من خلال متابعتنا لعمليات الإزالة رصدنا تباطؤاً واضحا في إتمامها، وأن الفترة المحددة لإنهاء خطة الإزالة في عام 2028 طويلة، خاصة مع استمرار تسجيل حوادث في كثير من مناطق البلاد".

وشدد، "يجب أن تكون هناك تخصيصات مالية لتطوير تقنيات إزالة الألغام، وضغط خطة الإزالة لاختصار الوقت وتخليص البلاد منها".

ويقدّر بأن مساحة 1200 كيلومتر من الحدود العراقية الإيرانية ملوثة بالألغام والقنابل، فضلا عن وجود 90 منطقة ملوثة إشعاعياً في جنوب البلاد بسبب اليورانيوم المنضّب الذي استخدمته قوات التحالف الدولي إبان حربها ضد العراق عام 2003، إلى جانب مخلفات تنظيم "داعش" في المحافظات التي سيطر عليها منتصف العام 2014.

ويصنّف العراق من الدول الأكثر تلوثاً نتيجة انتشار الألغام والعبوات الناسفة، ويعود سبب ذلك إلى الحرب العراقية الإيرانية إبان ثمانينيات القرن الماضي وآثار احتلال تنظيم "داعش" لمحافظات عراقية عدة صيف العام 2014.

المساهمون